ما آخرُ الأخبارِ عن حوران ؟ = ومآلها فيُ حمصَ ذاتِ الشَّأنِ
وبإدلب اجتاحَ اللئامُ ربوعَها = كالرَّستنِ اشتعلتْ ، فَجَفْني رانِ !
واللاذقية والجزيرة فاللظى = فوَّارةٌ بالحقدِ والشَّنآنِ
والدَّير هبَّتْ لاتبالي بالذي = جاءتْ عناصرُه بكلِّ جبانِ
من مجرمين وحاقدين ، ومَن لهم = باعٌ بفنِّ اللؤمِ كالعُبدانِ
والشَّام ماعادت تنامُ ووجهها = ماعاد بالفيحاء في البلدانِ !
يغشى مرابعها الجميلةَ ظلمُهم = وأذى المجوسِ يعيثُ كالطوفانِ
والرَّقةُ البلد التي لم تكتحلْ = عيناه إلا بالسَّنى الرباني
وهناك في جسر الشغور شبابُها = لم يعبؤوا بضراوةِ الطغيانِ
ورحاب سوريَّا الحبيبة في لظى = نارِ الأسافل ، بائعي الجولانِ
فالظالمُ الباغي تآكلَ خِسَّةً = ومردُّه للموتِ والخسرانِ
المسرف الملعون أحرقَ نفسَه = بلهيبِ ثورةِ شعبِنا المتفاني
أعمى !!! وتأتي البطشةُ الكبرى فلم = يبصرْ عواقبَ صفعةِ الغليانِ
واليوم يجترحُ الإساءةَ والأذى = للشعبِ من شيبٍ ومن شبَّانِ
حتى الحرائر ماسلمْنَ من المُـدى = ووداعة الأطفالِ في الأحضانِ
المجرمون ــ وربُّك الأعلى ــ كما = علمَ الجميعُ حثالة البلدانِ
وُضعوا برأسِ الحربةِ الظمأى إلى = بحرِ الدماءِ ، وكأسِها الملآنِ
لكنَّهم خسئوا ، فأُمَّةُ أحمدٍ = تبقى برغمِ ضراوةِ الهيجانِ
وسيُدحرُ الأوباشُ لامنجى لهم = أهل الهوى والعارِ والأضغانِ
وسيندمُ العُميانُ ممَّن شجَّعوا = بحديثِهم مَن لـجَّ بالعدوانِ
أبقَوا لهم وخزَ الضَّمائرِ إنَّهم = في غفلة عاشوا بلا وجدانِ
لايسألون اليوم عن أنبائِها = وعن المذابحِ ، والدَّمِ الهتَّانِ
أوَّاه لو علموا غدا عُقبى الذي = نامت بصيرتُه عن الحَدَثانِ
لاستعجلوا نصرَ الأحبَّةِ ، وانتهوا = عن لهوِ أنفُسِهم بدارِ هوانِ
ولأفزعَتْهُم ما تخبئُه الليالي ... = ... وانتفى نومٌ عن الأجفانِ
يا أمَّةَ الإسلامِ ثوري وابعثي = نارَ الإباءِ بهذه الأبدانِ !
وبهذه الأرواحِ إذْ جفلتْ فلم = تأنسْ بوحي اللهِ في القرآنِ !
وبهذه الأفكارِ عثَّ نسيجُها = عن نورِ ما للعقلِ في الإيمانِ !
يا أمَّةَ الإسلامِ ، ياحُكَّامَها = يا أيُّها الجيلُ الجديدُ الباني
لاعذر للمتقاعسين ، وإنَّما = يُرجَى الجهادُ اليومَ في الميدانِ
لم أدرِ ؟ لاأدري ؟ عفا مزمارُها = إذ هُدَّ شامخُ عزِّنا المزدانِ !!!
اليومَ كبَّرت الشعوبُ فأسمعتْ = أُذنّ السَّحابِ ، وجلمدَ الصوَّانِ
اللهُ أكيرُ : ليس تهلك أمتي = فاللهُ ناصرُها بكلِّ زمانِ
الله أكبر أعلنتْها شامُنا = وكذلك الشهباءُ ترمي الجاني
تبًّـا لمَن يرضى وصايةَ مجرمٍ = وانحازَ ختَّارًا مع الشيطانِ
إنِّي أرى وجهَ النهارِ بشامِنا = يفترُّ بالفتحِ البسيمِ الهاني
وأرى كلابَ الفرسِ لامنجى لهم = لافي الشآمِ ولا المَدى اللبناني
ولُّوا على أدبارِهم هربا إلى = قُـمِّ القمامةِ مالهم من ثانِ
وسيسقطُ الإيوانُ فوقَ رؤوسِهم = يابئسِ ذاك الشَّر في الإيوانِ
ياربِّ عجِّلْ بالإجابةِ مالَنا = أبدا سواكَ بهذه الأكوانِ