قمْ يا أخي فالمجدُ للروَّادِ = والسَّادةِ العلماءِ والعُبَّادِ
واعلمْ بأنَّ النومَ في زمنِ اللقا = لَهزيمةٌ تُرضِي يدَ الجلادِ
أنتَ المؤملُ للمآثرِ أُغلقتْ = أبوابُها والخيرُ سَمتُك بادِ
أنت الذي أوصى النَّبيُّ بفضلِه = بين الورى في آخرِ الآبادِ
تتلو على سمعِ الزمانِ بيانَ مَن = أوحى المثاني للحبيبِ الهادي
صلَّى عليه اللهُ حتى ينتهي = زمنُ الحياةِ لحاضر ٍ والبادي
قرآنُه باب الفلاح لمَن اتقى = واستلَّ همَّتَه من الأغمادِ
مانامَ والإسلامُ في الدنيا على = جمر التآمرِ والعدو ينادي :
لاتسمحوا أبدا لدين مُحَمَّدٍ = بالعودةِ المُثلَى بأيِّ بلادِ
فهُمُ الأشاوسُ بايعوا ربَّ الورى = والعهدُ عهدُ شهادةٍ و جهادِ
لم يرهبوا أعدادَنا و عتادَنا = و وسائل الإرهابِ والأصفادِ
هم إنْ أتوا لم يبقَ منا واحدٌ = سترونه في مسقطِ الآرادِ
فالقومُ فرسان المعارك ما رأى = تاريخُنا منهم سوى الآسادِ
أيامهم بالدِّينِ تشهدُ أنهم = من خيرةِ الآباءِ والأجدادِ
ساسوا البريةَ بالمودة والوفا = والعدل بين الناسِ والأندادِ
فالظلمُ ولى في زمان ظهورِهم = وبحبهم كلُّ الشعوبِ تنادي
وعجيبُ مافي الأمرِ أنَّ إلههم = ماردَّ سائلهم بيومِ جلادِ
فالنصرُ كان محققا يوم الوغى = ويُمد جندُ الله بالإرفادِ
في حاضرِ الأزمانِ هيمنةٌ لهم = لم تُنْتَقَصْ رغم الأذى وتلادِ
صفعوا الطواغيت العتاةَ وأنكروا = ماكان من بغي لهم و فسادِ
ويحاولُ السفهاءُ طمسَ شريعةٍ = هي في الحقيقة ماؤُهم للصَّادي
يفدونها بدمائهم وبكلِّ ما = ملكوهُ من مالٍ ومن أولادِ
ولقد تآمرْنا على علمائهم = بالقتلِ والتشريد والأنكادِ
لكننا ياصاحِ نفشلُ مثلما = فشلت كلابُ الصيدِ في ذا الوادي
ولقد مُنينا بالتبارِ ، فحسرةٌ = تغشى الوجوهَ كوجهِ ذا الصيَّادِ
لن يُغلَبُوا مهما فعلنا إنهم = قدرُ الإلهِ الحقُّ بالمرصادِ
وهنا : دعوني أكتبِ الآتي بما = شاهدتُ من قيمٍ وبيضِ أيادِ
إذ إنهم يرثون دنيانا وقد = وعد النَّبيُّ مواكبَ الأجنادِ
وسيملأ الإسلامُ من خيراته = رحبَ المدى والخزي للأوغادِ
ويعيشُ أهلُ الأرض في نِعمٍ وفي = وُدٍّ همى باليُمن والإسعادِ
هذي شهادةُ مَن يعاصرُهم وقد = شاهدتُ ذاك بأعيني وفؤادي
وَلْيخسأِ القومُ الأسافلُ بادروا = بعداوةٍ كانت لسوءِ مُرادِ
وبحقدهم وبقلَّةٍ في وعيهم = لتقلبِ الأحداثِ في الميعادِ
آتٍ على العميان يومٌ أبلجٌ = فيه يرون الصدقَ في الأشهادِ
تأبى النفوسُ إذا تبلجَ صدقُها = أن تستسيغَ إهانةَ الإخلادِ
فالمُكثُ في وجع الذي لايرعوي = للحقِ سيقَ لمهمه الإبعادِ
لمَّا يجدْ للنفسِ راحةَ آمنٍ = فالنفسُ قيَّدها هوى الإفسادِ
هذا شقيٌّ مجرمٌ وأخوه في = ريبٍ وآخرُ في يدِ الإلحادِ
أَوَيَنْعمُ الإنسانُ في الدنيا إذا = ضلَّتْ خطاهُ مدارجَ الأجوادِ
آمنتُ باللهِ العظيمِ وإنني = متبرئٌ من ربقةِ الأحقادِ
آمنت بالإسلامِ دينا للورى = وسِواه لم يصلحْ مدى الآمادِ
فيه يطيب العيش في الدنيا إذا = ضمَّتْهُ من أمم ومن أفرادِ
وبه بيومِ الحشر مَنجَىً للذي = وافى بتوبتِه ليومِ تنادِ
وأتاه رضوانُ الكريمِ مرحبا = نعم الدخولُ لجنَّةِ الميعادِ