تاهَ دربي في مطبَّات الهوى = أسلُكُ الضرَّ سبيلا للهنا
أزرعُ الشوكَ بعيشٍ مُجدبٍ = وأُمنِّي النفسَ جهلا بالمُنى
هل رأيتم في الورى ذا فِطْنةٍ = حالماً يتبع أسباب العَنا
داءُ من يسقط في هذا الورى = طَمعٌ يُورثُ أوهام الدُّنا
ربَّ قلبٍ خاملٍ لا يهتدي = قتل العمْرَ بلهوٍ وَونَى
بذَّرَ الوقتَ ككنزٍ ضائعٍ = في غرورٍ وشرورٍ وأنا
يا بليدا يقتفي أهواءَه = صَحْصَح الحقُّ فشمِّرْ للفَنا
* * *=* * *
تابَ الفؤادُ من الأهواءِ والرِّيَبِ = لقد تطهَّر طُهْرَ العابدِ الجُنُبِ
أمضى سنيناً يخوضُ العيشَ مُقتفياً = أهل السّفاهة والآثامِ والشَّغبِ
هانتْ عليه حدودُ الله فانتكست ْ= فيه البراءةُ في غيٍّ وفي إرَبِ
دمعُ المحاجر لا يُغني النُّفوسَ إذا = حاطتْ ذنوبٌ تصيبُ القلبَ بالعطَبِ
رانُ القلوبِ نتاجُ الإثمِ إن طفحتْ = أدرانُه فيتيه القلبُ في الرِّيبِ
بابُ الإنابة مفتوحٌ لمن غرقتْ = به الجوارحُ في الآثام والوَصَبِ
يدعو إليه كتابُ الله فاتَّبعوا = نهجَ الطَّهارة والإيمانِ والأدبِ