إلى الشّعراء والكتّاب والشّيوخ الذين كرّسوا ذلّهم بمدح من يستحقون الذم
يا سادةَ الحرفِ أهلَ الشِّعرِ والدِّينِ = يا صفوةَ العقلِ في عصر المجانينِ
لا تستحبُّوا سبيلا مُقرفا قذِراً = لتكسبوا المال من مدح الشّياطينِ
الفقرُ عزٌّ إذا صنتمْ وجوهَكمو = عن المهانةِ في دربِ السّلاطينِ
تبًّا لمالٍ ببيع الحرفِ تكسبُه = فتبذلُ المدحَ للعُرِّ الملاعينِ
المالُ يفنى ويبقى العارُ مُنتصباً = في الدّهر يلعنُ أطماع المَعافينِ
آتاكَ ربُّك يا طمّاعُ موهبةً = لتنصرَ الحقَّ في كلِّ الميادينِ
فَرُحتَ تمدحُ خوَّاناً له زخَمٌ = في خدمة الكفر ضدَّ الشَّعب والدِّينِ
عَلامَ تكذبُ والأحداثُ صارخة ٌ=تروي الخيانة في أهل النَّياشينِ؟
أتمدحُ الغدرَ والعُهرَ الذي قَرِفت ْ= منه الخلائق حُكْمًا بالبراهينِ؟
أتبذلُ الضّادَ حرْفَ الحقِّ في دنَسٍ = لكي تُصادِرَ أرزاقَ المساكينِ؟
ارجعْ لربِّك فالأرزاق قدّرها = من صاغ جسمَك من ماءٍ ومن طينِ
ما كنتَ تطلبُ في بطن التي ولدتْ = والرِّزقُ يأتيك في لُطْفٍ وفي لينِ
إن كنتَ تسألُ فاسألْ من دعاكَ إلى = خيرِ الإجابةِ بين الكافِ والنُّونِ
نسيتمُ اللهَ وانحزتم إلى عدَمٍ = من الملوكِ، فهنتمْ بالتَّخامينِ
فالفقر ذلٌّ إذا ما العبدُ كَرَّسهُ = بخسَّةِ النَّفس والإسفاف والشِّينِ