أرأيتَ هذا الشعبَ كيفَ يُضامُ؟=أرأيتَ كيفَ ينوشُهُ الظُّلاّمُ؟
قد مزّقوهُ تحت رايةِ هيئةٍ=دَوْليةٍ دستورُها الإجرامُ
غَصبوهُ فِردوسَ الحياةِ وقُدْسَها=كيف الحياةُ وما بها أنسامُ
غصبوهُ كُلَّ طريفِهِ وتليدهِ=ورَموْا بِهِ تَجْترُّهُ الأيّامُ
حكموا عليه أن يعيشَ مُشَرّداً=في كلِّ أرضٍ مَا لَهُ أرحامُ
حكموا عليه أن يظلَّ مُغرَّباً=تجتاحُهُ الآفاتُ وهي جِسامُ
ماذا جنى أهلي لِتُسْلبَ أرضُهم=ويسودَها الشُّذَاذُ والأعجامُ
يَا ويحَ أهلي في الدروبِ تَساقَطُوا=واللصُّ في بلدي له أعلامُ!
والمِنْبرُ الدوْليُّ بارك لِصَّهُ=وقضى بِأَنَّ حُقوقَنا أوهامُ
ودعا المشرَّدَ للسَّلامِ مع العِدا=ويحَ اليتيمِ إِذا استبدَّ لِئامُ
مات الضميرُ الحيُّ في هذا الورى=وتحكَّمَ الإجرامُ والظُّلامُ
وتبدّل الإنسانُ وحشاً كاسراً=وتغيرّ المنهاجُ والأحكامُ
وافتنَّ باغي الشرِّ في تقتيلهِ=للآمنين!! كأنّهمْ أغنامُ
فاق الحجارةَ قلبُهُ في قسْوَةٍ=وتوطّنتْهُ شِرَّةٌ وعُرَامُ
لم يرحمِ الأطفالَ في روضاتِهمْ=فإذا الرياضُ جهنمٌ وحِمامُ
وإذا الأريجُ سُمومُ حقدٍ مجرمٍ=كيفَ التنفُّسُ والهواءُ سَقَامُ
وتجوَّلَ الحِقدُ اللئيمُ بسُمِّهِ=في كلِّ ناحيةٍ لهُ إبرامُ
فترى المدارسَ مِثلَ ساحِ وقائعٍ=وبناتنا يغتالهُنَّ سِمامُ
فكأنَّ هذا الروضَ قد عصفتْ بهِ=ريحُ السَّمومِ فَألْوَتِ الاكمامُ
واصفرّت الأوراقُ ثمّ تناثرتْ=فوقَ الأديمِ كأنّـهـا الأوهامُ
وكذا لَعَمْرُكَ كأن صَرْعُ بناتِنا=بسُمومِ حقدٍ لا تراهُ ينامُ
حِقْدٍ على عَبْرِ الزّمانِ جنونُهُ=لم ينجُ منهُ رسولُهمْ وإمامُ
ومِنَ البلية أن تراهُ مُضَلِّلاً=للرأيِ حتَّى لفّهُ الإبهامُ
ألقى السُّمومَ على المعاهدِ وانبرى=في الناسِ يُعلِنُ: "مَسَّهمْ إيهامُ"
* * *=* * *
أيظلُّ هذا الحقدُ ينفُثُ سُمَّهُ=أيظلَّ هذا الجرحُ لا يلتامُ؟!
ما كانت البِغثانُ تُصْبِحُ أنسُراً=لو كان فينا جارحٌ مقدامُ
ما كانت الأوغادُ تُصبحُ دولةً=لو كان فينا السَّيّدُ الهمّامُ
لكنَّ حُكْمَ اللهِ فينا نافذٌ!=ولكلِّ شيءٍ غايةٌ وتمامُ