بدينِ اللهِ بارئِنا القديرِ = يطيبُ العيشُ في كلِّ الأُمورِ
وينفحُ هدأةَ الأيامِ طيبًـا = كأبهجِ مايكون من الزهـورِ
ويغدو الناسُ في ظلٍّ ظليلٍ = فيحلو الخطوُ ساعاتِ البكورِ
وإن راحوا ففي الرَّوحاتِ خيرٌ =جَنَاهـا للكبيرِ وللصغيرِ
فقد عاشوا بأمنٍ ليس يُطوَى = بظلمٍ أو بحقدٍ أو فجورِ
لأن هدايةَ الرحمنِ كانت = دليلَ الأوفياءِ مدى العصورِ
فبالقرآنِ تزدهرُ المزايا = وفي السُّننِ الأثيرةِ فيضُ نورِ
فلم تُبصرْ شقيًّـا في المغاني = ولن تلقَى أخا قلبٍ كسيرِ
فبسمةُ واثقٍ باللهِ يسعَى = بعيدًا عن مكابدةِ العسيرِ
ورحمةُ ربِّنا تُلْفَى جوابًا = ونجدتُهـا الحفيَّةُ في حضورِ
فلا القلقُ المدمرُ يعتريهم = ولا ( الكابوسُ ) ذو الشأنِ المريرِ
ويحيا المسلمون بطيبِ نفسٍ = ولـم يُشْغلْهُمُ عبثُ الحقيرِ
فشؤمُ المجرمين وإن تمادى = فليس لـه سِوى نارِ السَّعيرِ
تخلَّى الآثمون عن المثاني = وصدُّوا عن متابعةِ البشيرِ
فذاقوهـا هوانًا في تبارٍ = ونالوها جـزاءً للكفورِ
ويبقى الدينُ للدنيا نهارًا = يضيءُ مناكبَ الخيرِ الوفيرِ
عطاياهُ المودةُ والتآخي = وَحُسْنُ الخُلْقِ للقلبِ الطهورِ
وحبُّ اللهِ أورثَـه سُمُوًّا = فلم يعبأْ بأربابِ السفورِ
وحبُّ نبيِّـه فرضٌ تجلَّى = بزهوِ الصدقِ أزهرَ في الصدورِ
فهذا المسلمُ المَعْنِيُّ فيهــا = على آلاءِ مُتَّكَأٍ وثيرِ
أحبُّ الناسِ يمنحُهم ودادًا = لكلِّ الخلقِ : ذو القلبِ الكبيرِ
ويُقبلُ غيرَ وانٍ أو ثقيلٍ = على الفضلِ الجزيلِ بِلا قصورِ
سليم القلب لم تعثرْ خطاهُ = ولـم تلحقْهُ آفاتُ الثُّبورِ
وليس لديه من حقدٍ دفينٍ = ليهجرَ صفحةَ الأُنسِ النَّضيرِ
فيامَن تقتلون الخيرَ ثوبوا = فإنَّ الإثمَ في هذا النُّفورِ
أفيقوا من دجى ظلمٍ وجهلٍ = ومن سفهٍ ومن دنسِ الغرورِ
تروا في العيشِ دنياكم تراءَتْ = مع الإسلام في حقلِ الحُبورِ
وإلاَّ فاسلكوهـا داجياتٍ = بعارِ الإثمِ أو بغيِ المغيرِ
فللأعداءِ صولتُهُم عليكم = جزاءَ جحودِكم دينَ الغفورِ
تنالكُمُ الرزايا مقبلاتٍ = فمـا من ناصرٍ عند الثغورِ
وليس لكم خلاصٌ من عدوٍّ = شديدِ البأسِ ملعون الضميرِ
ليالي المجدِ تدعوكم فلبُّوا = فحاديهـا : صدى صوتِ البشيرِ
وإن شئتُم مراوغةً فهذا = صريخُ الثأرِ في ثوبِ النَّذيرِ
أترضون المهانةَ والتَّعامي = عن القرآنِ واليومِ العسيرِ
وتنسون الحبيبَ شفيعَ يومٍ = وكلُّ الويلِ في يوم النشورِ
لسانُ الحالِ يصرخُ في رباكم = وصاحبُـه يُكَنَّى بالخبيرِ