إلى رجال الإسلام
إلى حملة رسالة الإسلام في عصر الفتن والشّبهات والانتكاسات
دَعِ التّظاهرَ فالتّظاهرُ يفضحُ = وانفِ التّباهي فالزّهادة أريحُ
لا يخدعنّك أنّ شأنكَ ذائعٌ = أسقيم رأي بالتّفاهة يفرحُ
اذكرْ مصيرَك فالحياة قصيرة ٌ = والناَّر حقٌّ للمنافق تلفحُ
من للحقيقة ان نزعت الى الهوى ؟ = من يَستفزُّ بني الفساد ويكبحُ ؟
من للمكارم والخنا يكسو الدنّا ؟ = والكفر يزهو في المحافل يمرح ُ
قد جئتُ أسعى في الصّلاح مُكاتفا = ما جئتُ ألهو للخلائق أمدحُ
قد جئتُ أزجي من مَواجِد خافقي = علَّ المَواجدَ بالأخوَّة تنضحُ
إنّ الأخوَّة لليقين علامة ٌ = والخُلفُ شرٌّ في يقينكَ يقدحُ
يا أيها العبدُ الذي عاف الخنا = إنَّ التَّفرق في الدِّيانة أقبحُ
انَّ التفرق كالسّموم ضراوة ً = إنْ حلَّ بالشمِّ الشّوامخ تُبطحُ
انظر فنورك قد تعتَّم في الورى = وأخو العقيدة في جوارك يُذبحُ
الدِّينُ حصنٌ والأخوة قوَّة ٌ = والفُسْقُ ذلٌّ والتَّفرّق يَفضحُ
قلْ ما الذي طردَ الغزاة من الحمى = أوَ ليس سعياً بالأخوّة يطفحُ ؟
بعثتْ أوَّارَه ُنهضة ٌدينيةٌ = فغدا كشمسٍ للظّلام تُزحزحُ
حملتْ لواءه ثلَّة ٌفعَّالة ٌ = لله تسعى في الشّدائد تكدحُ
ما صدَّها أنَّ المناوئ غاشمٌ = ما ضرَّها أنّ الجراويَ تنبحُ
جمعية العلماء بالأمس انتضتْ = نورَ العقيدة للجوانح تفتحُ
جَمعتْ رجالا عاملين ووحّدتْ = صفًّا تداعى في الهوان يُرنَّحُ
نَفثتْ بصدقٍ في النّفوس فأينعتْ = وغدتْ رياضا للتّعاون تمنحُ
وسعتْ بحبٍّ في الصّلاح فأصلحتْ = فالله يُعلي الصّالحات ويُصلحُ
عربيّةٌ ، وسطيَّةٌ، حركية ٌ = نفتِ الجهالةَ والطَّرائقُ تشطحُ
بعثتْ شعوباً قد تبلَّد حِسُّها = فغدتْ جحافلَ للشَّهادة تطمحُ
فتناثرتْ أغلالُ كفرٍ جاثمٍ = وكذلك الخبَثُ المُسوَّدُ يُطرحُ
فهل الكريمةُ أنجبت.. قُلْ ورَّثتْ = بنتا تلمُّ التائهين وتنصحُ
فلقد تشرذمَ جمعُنا وتَهلْهلتْ = عُقَدُ العقيدة والسَّخائم تفضحُ
أرضُ الشّهادة لهْفَ كلِّ موحِّدٍ = للكفر تهوي للغواية تجنحُ
أرضُ الطَّهارة لهف كلِّ مجاهد ٍ= في العار تجثو في المفاسد تسبحُ
سادَ الظّلام وقد تحكَّم في الذُّرا = فالفسقُ يُرجى والفضيلة تقبُحُ
هذا الصّليبُ وقد تجرَّأ عائدا = يغزو الفيافيَ في المَداشِرِ يمرحُ
مَنْ للعقيدةِ والعروبة والهدى ؟ = الله اكبرُ والمُصابر يُفلحُ
***
جمعية َ العلماء إنّ بلادنا = للمصلحين ذوي التَّجرُّدِ مَسرحُ
رَبضتْ بها أشبالُ جيلٍ راشدٍ = يقفو بصدقٍ كلَّ ساعٍ يُصلحُ
يُلقي الزِّمام لمن يقوده بالهدى = في السّوء يبطئُ للمكارم يَجمَحُ
جمعية َ العلماء قومي فازرعي = بذْرَ المحبَّة فالجوانح تَسمحُ
هفَتِ القلوبُ إليك حُبًّا في الإخا = فلَكَمْ ذُعرنا من مثالبَ تجرحُ
فاهدي ورُدِّي للصَّواب ووحِّدي = والله يكفي الصّادقين ويفتحُ
ودَعي مظاهرَ للرِّياء ذميمة ً = البِرُّ سَعيٌ لا مدائح تفرحُ
وسوم: العدد 959