شعبُنا عن إسلامِـه ما تخلَّـى=والبراهينُ هكـذا ليسَ إلاَّ
حينَ أدلى بصوتِه ما تناءى=عن رضـا ربِّـه تعالى و جلاَّ
لحماسٍ أو غيرِها في بلادٍ=أنهكتْها الأيامُ خنقًـا و ركلا
لو أُتيحتْ حرِّيَّــةٌ لبنيها=وأزالَ الحكامُ ظلمـًا و أزلا
لرأيتَ الزحوفَ تهتفُ فيهم=دونَ مجدٍ يُرامُ : هيَّـا و هلاَّ
فالملايينُ قد أفاقتْ و قالتْ :=لا. لغيرِ الإسلامِ .لا .لا. وكلاَّ
هاهنا الخيرُ . فالنبوَّةُ فينا=والكتابُ المبينُ أغلى و أعلى
وهنا العزُّ لـم يعُدْ شعبُنا اليومَ .=. ليرضى الحياةَ عارًا وذُلاَّ
دمَّرتْ مجدَه الخطوبُ ، فأخوى=بيدِ المهمِلين ، والفخرُ ولَّى
وتوالتْ عليه أيامُ ضنــكٍ=فلياليه بالمكارهِ ثمـلى
نُظُمٌ أوهنتْ قُـواه وجاءتْ=بالشقاءِ الأليم حكمـًا مُمِــلاَّ
أَوَيُرجَى الرخاءُ من دولِ الغربِ .=. التي صبَّتِ الفجائعَ ســـيلا
وأذاقتْ بلدانَنا مُــرَّ بأسٍ=حين أمسينا في المحافلِ ذيـــلا
وتنادى شبابُنا يومَ أزرى=بالعذاباتِ بئستِ اليومَ حِمــلا
فدعوا الشعبَ مؤمنا لايبالي=في جهادِ الغزاةِ صبرًا و بذلا
ذاك صوتُ الإسلامِ في كلِّ صدرٍ=بالهدى يستعيدُ ما الكفرُ أبلى
والليالي ، وما بهذي الليالي=لم تزلْ رغمَ ذي الحضارةِ ثكلى
أفقدتْها هناءَها عاصفاتٌ=لم تدعْ للأنامِ خيرًا و فضـــلا
إنَّ مَنْ حاربَ الشريعةَ ظلمًـا=سوفَ يخزَى مهما عتا و استعلى
وإذا ما أرادَ أن يقرأَ المجدَ.=. تهاوى على الأماني السُّـــفلى
منذُ قرنٍ من الزمانِ وهاهم=مارأوا في يـدِ النجاةِ ســـجلاَّ
أبعدوا الدِّينَ والخلافةَ جهلا=و غرورا ، أو قُلْ عداءً و غِلاَّ
فتناءتْ عنهم مودَّةُ شعبٍ=ليس يرضى غيرَ المهيمنِ مولى
فعلامَ استكبارُهم والتَّجافي=وعلامَ العنادُ يطمسُ عدلا ؟!
كم تراءوا معًا بدربِ ضياعٍ=مظلمٍ ، والنوازلُ السُّودُ عجلى
همُّهم منصبٌ رخيصٌ يولِّي=ذاتَ يومٍ معْ مَنْ مضى وتولَّى
إنما الدينُ لم يزلْ في قلوبٍ=ما تخلَّتْ عن المثاني المثلى
وعن السُّنَّةِ الأثيرةِ تحيي=في ربيعِ الأحناءِ حبًّـا و نُبــلا
هو صوتُ الإسلامِ يبقى فطوبى=للمؤدين منه فرضًا ونفلا
قد تُصمُّ الآذانُ عنه ولكنْ=سوفَ تُصغي وذاك والله أحلى