فلتعذريني
لكنَّ قلبي يعيشُ القحطَ مُحتسباً = فلا بشائر أمطارٍ على الأفُقِ
إنْ شاخَ عودُك عن عَوْمٍ يُخلِّصُهُ = في غاربِ العشقِ لا تُقدمْ على الغَرقِ
فالعشقُ في الشّيبِ ضرٌّ لا دواءَ لهُ = يشوي الفؤادَ بحرِّ الشّوقِ والشّبقِ
حبُّ المُحالِ مُحالٌ في شريعتنا = لِمَ التّهافتُ في الآثامِ والنَّزَقِ
لا يكسبُ المرءُ من عِشقٍ بلا أمَلٍ = سوى تعاسة َطولِ الحزْنِ والأرَقِ
ستُّون حولاً فما تُجدي صَبابتُنا = الجسمُ أضحى كأشجارٍ بلا ورَقِ
فمن تَميلُ إلى شيبٍ وضَعضَعة ٍ= إلا صواحبُ غدْرِ الغشِّ والمَلَقِ
لا تعشقنَّ إذا ولَّى الشَّبابُ فما = عِشقُ الشُّيوخِ سوى نوعٌ من القَلَقِ
فلتعذريني فإنَّ القلبَ في شُغُلٍ = لا أستطيعُ حبالَ العِشْقِ في عُنُقِي
لم يبقَ في العيش ما أمضيهِ في عَبثٍ = لن أتبعَ النَّفسَ حتّى آخر الرَّمَقِ
عندي الحلالُ وعندي الطُّهْرُ يَكلؤُني = أعوذ بالله من طيشٍ ومن زَلَقِ
حُسْنُ الطّبيعةِ يُرضي النَّفسَ يُؤنسُها = فليعشقِ القلبُ حُسْنَ الشّمسِ و الشَّفقِ
وليعشقِ الوردَ يزهو في حدائقهِ = وليعشقِ البدرَ يسبي الروحَ في الغَسقِ
تذكَّرِ الحورَ في الجنَّاتِ هيَّأَها = ربٌّ شكورٌ لأهل العفَّةِ الصُّدُقِ
وسوم: العدد 961