يقينُكَ والعقيدةُ دائبانِ = كأنهما على فَرَسَيْ رهانِ
ترومُك دعوةُ الإسلامِ فَذًّا = تجددُ من معانيها الحِسانِ
تألَّقَ مؤمنٌ إذ هبَّ يشدو = على اسمِ اللهِ منطلقَ اللسانِ
يضاهي بالعقيدةِ مطمئنًا = لنشرِ بيانها ثبتَ الجَنانِ
فللإسلام دعوتُه سناها = تجلَّت عبرَ آياتٍ المثانِي
تقدَّمْ يا أخا الإسلامِ هذا = زمانُ الفصلِ في ليلِ الهوانِ
فدينكُ للخلودِ له مكانٌ = وليس لغيرِه حُلوُ المكانِ
وأوفى القولِ من وحي أتانا = وهلَّ بما تضمَّن من معاني
فقبلك كم فتى فيها تراءى = بميدانِ البطولةِ لا التواني
وكم من فارسٍ للهِ وافى = بدعوته المنيفة غيرَ وانِ
فدين مُحَمَّدٍ باقٍ وتفنى = سخافاتُ الحداثةِ واللسانِ
ولن يُلقى لواؤُك في الفيافي = ولن يهوي بأيامِ الهوانِ
سيبقى في فضاءاتِ المغاني = يرفُ هُداهُ تحضنه يدانِ
وهذا الركبُ قد لبَّى نداءً = أتاهُ أخا اليقينِ مع الحنانِ
ومَن جدَّتْ خطاهُ لِما تمنَّى = وهزَّ عصاهُ في صدر الأماني
أتَتْهُ بإذنِ ربِّكِ بانقيادٍ = صعابٌ لِنَّ طوعًا للبَنانِ
فقادَ زمامَها شهمًا عزيزًا = فعزَّ بعزِّه أهلُ البيانِ
ومَن نالَ الفلاحِ بيومِ فتحٍ = جنى ما فاقَ لمَّاعَ الجُمانِ
سيصحو يومَ تنبلجُ الدياجي = ويسمع في الدجى رجعَ الأذانِ :
شقيٌّ لم يعشْ لله عبدًا = ولكن للفجور وللأغاني
ونفسُ أذعنتْ لهوى مضِلٍّ = كقلبِ مظلمٍ أعمى مُدانِ
وجمعٌ من شِرارِ الناسِ عاثوا = ومرآهم وربِّك قد شجاني
فما عاشوا بفطرتهم كرامًا = ولا نالوا الرضا في أيِّ آنِ
فقم للوعدِ مبتهجًا وقُلْها = لربي الحمدُ فالمولى هداني