مناسبة القصيدة : لما وافني بعض الفضلاء بمنظومة قصد بها ناظمها نصح مستعملي الهواتف الخلوية بأسلوب فيه دعابة ، رأيت أن أدعم نصحه بهذه القصيدة عسى أن ينفع بها الله عز وجل كثيرا من ضحايا هذه الهواتف .
يا سائلا قلقا قد ساءه حال = إذ هاله هاتف يشقى به البال
ما باله مفسد عمّت به فتن ؟ = فاعلم ـ هديت ـ بأن الشر أشكال
واحفظ مقولة من أشعاره حكم = شر المصائب محمول وجوّال
شر تأبطه الإنسان منبهرا = به لم يدر أن الشر ختّال
بئس المهاتربالأحضان محتضن = ومرجف فاسق للفحش نقّال
إبليس صمّمه فاحذر بوائقه = وعينه فقئت قد قيل دجّال
يغزو بها كل مستور فيفضحه = من عينه ما نجا كشح وخلخال
أما الفواحش في الآفاق ينشرها = بئس المرافق سمسار ودلاّل
فاربأ بنفسك أن ترضى بسلعته = ففعله سفه والقول هلهال
واحذر خبيثا إذا عدّت منافعه = فالخمر إن نفعت شرّ وبلبال
لا خير في هاتف عمّت مفاسده = واستفحلت وهو ضلاّل وتلاّل
زادت مصائبه أغرارنا سفها = فصدّهم عن ركوب المجد خبّال
آباؤهم شغلوا عن نشئهم غفلوا = تهون إن هانت الآساد أشبال
بئس المخبب للنسوان يفسدها = والناشزات على الأزواج تختال
لولاه ما اتخذت خلا وأخدانا = جوّالها آفة والرزء أجيال
شاعت دسائسه في كل ناحية = والناس قد فتنوا والشر جوّال
حتى المساجد لم تسلم قداستها = إن صاح مطربه أو ضجّ موّال
أما المدارس قد ضاعت بها قيم = لما فشا نزق فيها ومجهال
أين المنافع إن عدّت بوائقه = واللائذون به خبّ ومكسال
حاكى المصاحف جلّت لا مثيل لها = فيها مثان وأعراف وأنفال
الله كرّمها في اللوح طهّرها = ولوحها زانه صمغ وصلصال
حاذر هواتف لا تطلب بها سورا = ما عاشرت أبدا الاخيار أرذال
إن كان لا بد أن تجنى فوائدها = فاحذر مصائبها خسف وزلزال