إبحار ..
ما كنتُ أحسَبُني أحيا إلى زَمَنٍ
يُقصي الأُباةَ، ويَعْلو فيهِ لُكَّعُهُ
أقْوَتْ مَرابِعُهُ من كلِّ مَكرُمَةٍ
وأينعَتْ بالخَنا والفِسْقِ أرْبُعُهُ
جادتْ هَواطِلُهُ كفْراً وزندَقةً
وجَفَّ منْ مَنهلِ الأخلاقِ مَنْبَعُهُ
واستنسرَتْ في حَنايا الليلِ أخْفُشُهُ
واستأسدَتْ في زوايا الشرّ أضْبُعُهُ
وأنشَبَ البَغْيُ والطاغوتُ مِخْلَبَهُ
واخْتالَ (فِرْعَونُهُ)، واسْطالَ (تُبَّعُهُ)
فاستسلمَ الحُرُّ مقهوراً لِخسَّتِهِ
يُخْفي أسَاهُ، وكمْ تُبديهِ أدْمُعُهُ
تَناهَبَتْهُ على ضَعْفٍ بهِ فِتَنٌ
في الصّبْحِ تَلبَسُهُ، في المُسْيِ تَخْلَعُهُ
وغَالَهُ زَمَنٌ ضَاقَتْ مَذاهِبُهُ
وضَلَّ بالحقِّ عنْ ذِي الرأْيِ مَهْيَعُهُ
أمْسَى الحَليمُ بهِ حيرانَ مُفْتَتَناً
وقاصِفُ اليأسِ في جَنْبَيهِ يَقْرَعُهُ
* * *
تَبَلَّدَ القلبُ... لا الآمالُ تُنعِشُهُ
إذا أفاقَ، ولا الآلامُ توجِعُهُ
لَمّا أضَعْنا الهُدَى، ضاعَتْ صَدَارَتُنا
ومَنْ أضاعَ طريقَ اللهِ.. ضَيَّعَهُ
وسوم: العدد 963