سَلُوا أهلَ المنابرِ والنَّوادي = سَلُوا أهلَ المعارفِ والمِدادِ
سلوهم عن كرونا في شعوبٍ = تدنَّتْ في الوسائلِ والمُرادِ
فأضحت كالبهائم غافلاتٍ = برغبتها تُسوَّقُ في المَزادِ
مقاصدُها المطامعُ والمَحاشي = فتُركبُ كالحميرِ وكالجيادِ
وتُحشرُ كالقطيعِ ليوم ذبحٍ = وتُهلكُ كالجنادبِ والجرادِ
ألا إنَّ المصائبَ باعثاتٌ = نفوسًا قد تمادتْ في الرُّقادِ
لقد جاءت كرونا كي تربِّي = وتهدي الغافلينَ من العبادِ
فقد تبدو الحقائقُ في المآسي = وتنهمرُ المعارفُ في الحِدادِ
فآلامُ الحياةِ تُعدُّ غَيثاً = لإحياء المشاعرِ في الفؤادِ
تَجُرُّ الجامدين على الدَّنايا = إلى دربِ الطَّهارة والرَّشادِ
فلا تخشَ المنيَّة يا مَهُوساً = بأعداد الجنائز في البلادِ
إذا متنا فانَّ الموتَ فتح ٌ= من الرّحمن في زمنِ الفسادِ
لقد عمَّ التَّكبرُ في الحنايا = تحجَّرتِ القلوبُ من العِنادِ
وأضحى الكفرُ عنوان السَّجايا = وأمواجُ الخطيئة في ازْديادِ
وأظلمتِ العقولُ فلا تراها = سوى طيشاً يُمرِّغ ُفي السَّوادِ
مشاعلُنا المنيرةُ أخمدتها = نفوسٌ خامداتٌ كالرَّمادِ
فلا دينٌ ولا خُلُقٌ يُزكِّي = ولا رُشْدٌ يقودُ إلى السَّدادِ
بل اشتدَّ الضَّلالُ فصارَ عُرْفاً = لدى أهل المدائنِ والبَوادي
أواصرنا يُمزِّقُها صراعٌ = فما أبقى ملاذا للودادِ
دماءُ الأبرياء تصبُّ صباًّ = كأمطار العواصفِ والغوادي
فأشياخُ الجهالةِ سَيَّبوها = لقد خلَطوا الجريمةَ بالجهادِ
بنو صهيون خطُّوا دربَ تَيهٍ = لجيلٍ لا يتوقُ إلى المَعادِ
لقد خسرَ المعيشة َفي غُرورٍ = ويخسرُ خاسئاً يومَ التَّنادي
زرعتَ الشَّرَّ يا جيلا تردَّى = ففز بالشَّرِّ في زمنِ الحصادِ
دعوا ذاك الوباء يؤزُّ جيلا = تهاوى في الجحودِ وفي العنادِ
دعوا الأرزاءَ تهدي من تعامى = تعلَّقَ بالمعيشة كالقرادِ
يُغيظُ الله بالعصيان جهرا = فيفجرُ في الدُّروبِ وفي النَّوادي
* * *=* * *
فيا شِبْلَ الهدايةِ صرتَ غَرْضاً = فترمى في الدُّنوِّ وفي البِعادِ
رسالتُكَ الهدايةُ في البرايا = ولو مُلئتْ حياتُك بالنّكادِ
لقد سادَ الظّلام فكن شهابا = ولا تركنْ إلى ظلِّ الحيادِ
وقاومْ بالبيانِ فسادَ جيلٍ = تردَّى في مهاوي الإرتدادِ
فربُّ النَّاسِ يفتحُ بالبلايا = سدودَ الحقِّ عند الإنسدادِ
ويُدني بالمصائبِ من تناءى = عن الإسلام عنوانِ الرَّشادِ