(ومازال الخطب ، وما زال الأمل بالله العلي القدير يتلألأ في عيون الصابرين ، فلكل أجل كتاب ، واليأس من صفات الكافرين )
هوامش :
*نشرت في مجلة حضارة الإسلام الدمشقية ـــ السنة : العشرون ـــ العدد الثاني ــ تاريخ ربيع الآخر 1399هـ ـــ آذار (مارس ) 1979م .
هو الخطبُ عنوانُ الفلاحِ وقـد هـلاَّ =فَحَـيِّ به الآمالَ واستثرِ الخيـلا
وجرِّدْ بمَيْدانِ الصُّروفِ عزيمةً = تحثُّ أبيَّ النفسِ إذْ يسمع القولا
ومَن يرهبِ الشِّدَّات باتَ مقيًّدا = بأغلالِهـا والتاع وارتاعَ واعتلاَّ
وهل هبَّ شعبٌ من دياجيرِ ذلَّةٍ = بغيرِ الرزايا أيقظتْ روحَه المُثلى !
هي الرمزُ للمجدِ العظيم وَمَنْ يَهُنْ = يمتْ تحتَ أقدامِ الهوانِ هوى ذلا
خُلقنا أباةً للجهادِ ولم نعشْ = على الأرضِ خـوَّارين لانعرفُ النُّبلا
( لنا الصَّدرُ دون العالمين ) ولم نكنْ = مدى حقبِ التاريخِ للمعتدي ذيـلا
سلوا الفرسَ والرومانَ عن كلِّ وقعةٍ = سلوا مشرقَ الدنيا ومغربَها سؤلا !
تجوسُ بشرقِ الأرضِ أقدامُ عزِّنا = وفي الغربِ آياتُ الفخارِ لنا تُتلَى
فياويحَ قومي ضيَّعوا المجدَ في الهوى = وهانوا أمامَ الخطبِ واستعذبوا الظلاَّ
هـو الشَّرُّ قد جاسَ البلادَ وسِفرُه = صحائفُ لايذوي جناه ولا يبلى !
بلونا الليالي في القرونِ فلم نجدْ = أجلَّ من الأرزاء فيها ولا أحلى !
علونا بها هامَ المعالي ومَن يقفْ = أمامَ خطانا باتَ في بأسِنا يُصلَى
فسلْ عينَ جالوتٍ وحطين إذ جلا = مشارفَها الفتحُ المبينُ بما أملى
خطوبٌ تحدَّت كلَّ بادٍ و حاضرٍ = وراحت على أشلائنا تنثرُ الهولا
وقطَّعتِ الأحداثُ كلَّ مُؤَمَّلٍ = فأيامنا شكوى ، وأحلامنا ثكلى
سيوف الصَّليبيين بالحقدِ أمعنتْ = بأطفالنا ذبحا وأشياخنا قتلا
وفاضت دماءُ المسلمين سخينةً = على حرمِ الأقصى فهيهات أن تُسْلَى !
تذكرني أطيافُها صورَ الأسى = بوجهِ فلسطين الذبيحةِ إذ يُجلَى
فأين البطولاتُ التي قد تسعرتْ = فما وَهَنَتْ جُبنًا ولا أخَّرَتْ رجلا !
وأين صدى التكبيرِ يجتاحُ ماطغى = ويملي على الدنيا المآثرَ والفضلا !
وأين الكُماةُ الصّيدُ من أمـةِ الهدى = يعيدون زهـوًا للصباحِ الذي ولَّى !
أراهم ، أراهم قادمين كأنَّهم = تدفُقُ سيلٍ في المدى يدفعُ السيلا
أتتْ من بطون الغيبِ لاهبةَ الظُّبـا = كتائبُ للإسلامِ تقتحـمُ الهولا
تردُ جمـاحَ المعتدين أبيَّةً = وتلوي يدَ الطغيانِ بالعزمِ والختلا
وتُسمِعُ أُذْنَ الكونِ تكبيرَ أُمَّـةٍ = وتروي لتاريخ العصور لها فصـلا
أراها أراها كالصَّباحِ بزهوه = وكالأمل المنسوج من رحمة المولى
أرهم شبابا لاتنامُ عيونُهم = ففي طلعةِ الإصباحِ إقدامُهُم هــلاَّ
تدورُ تصاريفُ الزمان ودونها = أرى قــوَّةَ الإيمان تمتلك الحولا
ومن بات يخشى الموتَ فالموتُ قادمٌ = ومَن لاذ بالوهن المقيت فـلا أهلا
خُذينا على اسمِ الله ياروعة اللقا = بساحِ المنايا فالشهيدُ هـو الأعلى
هو الوعدُ في الأيامِ آنَ أوانُـه = فيالأُباة هـم كتيبتُه المُثلى