الشَّامُ والطَّاغوت
28كانون12013
سيد مصطفى
سيد مصطفى
| يا شامُ صبراً فما للجرحِ إيلامُ وأنتِ يا شامُ من عاشت عقيدتَها فكلُّ آلامِ قومي صُغتِها أملاً وحرَّةٌ أنتِ عبرَ الدَّهرِ شامخةٌ أما الجهادُ على الطَّاغوتِ منتصرٌ فلا يرُعكِ غثاءٌ قد علا عَرضاً ولا ترُعْكِ من الطّاغوتِ سطوتُه فلا بقاءَ لوهمٍ نسْجُهُ حُلُمٌ وما بكِ اليوم يا شامَ الهدى قدرٌ ما كانَ ربُّكَ إلا راحماً أبداً أليسَ بالنّارِ يجلو الخبثُ عن ذهبِ وأنتِ صامدةٌ يا شامُ زاهيةٌ كلُّ الوجوهِ إلى لقياكِ ناظرةٌ * * * يا شامُ حسبُكِ أنَّا معشرٌ صُبُرٌ لا نستكينُ لطاغٍ، لا نُهادنُهُ كم مرَّ في أمَّة الإسلامِ من محنٍ وكمْ أعيدتْ إلى الإسلامِ عزَّتُهُ وكم عدوٍّ أتاها حاقداً بطِراً وكم تداعتْ على إسلامنا أممٌ وكم تولّى بأخزى الذلِّ من ظلموا عمْرُ الزَّمانِ لمن قد آمنوا عمُرٌ * * * تبدّلت دولٌ، دالت معالِمُها بحكمة الله تبقى الشَّامُ عامرةً فالشَّامُ من علَّمَ الدُّنيا حضارتها أمواجُ أنهارها كم أذهبت زبَداً يا شامُ حسبُكِ فجرُ النّصرِ لاحَ لنا دومي لنصرٍ له أعددتِ عدَّتُه | ما دامَ في القلبِ إيمانٌ وإسلامُ عزَّاً وفتحاً له في الدَّهرِ إعظامُ هيهاتَ تُرهِبُ قلبَ الحرِّ آلامُ! لك الطَّواغيتُ إمَّا شئتِ خُدَّامُ ومنهُ كم كانَ للطّاغوتِ إرغامُ متى عَلَتْ لغثاءٍ عابرٍ هامُ! فكلُّ ما شاءَه الطّاغوتُ أوهامُ مهما أضلَّت طغاةَ الأرضِ أحلامُ فيهِ لمجدكِ رغمَ البأسِ إتمامُ فكمْ يجيءُ من البأساءِ إنعامُ! أمّا الجهادُ لأعتى الظّلمِ هزَّامُ بطيبِ ذكركِ ثغرُ الكونِ بسَّامُ وحسبُها قبلةً أنْ وجهُها الشَّامُ * * * يزدادُ منَّا لدى البأساءِ إقدامُ فبأسنا البأسُ كم تخشاهُ ظلاّمُ! وظُنَّ أن لمْ يعُدْ في الأرضِ إسلامُ! لمَّ استقامَ على الإسلامِ أعلامُ وأسلمته إلى الإسلامِ أفهامُ! وصار منها لنا جندٌ، وأرحامُ ونُكِّست لطغاةِ الأرضِ أعلامُ! وعمرُ من ظلموا يا شامُ أيَّامُ * * * والشَّامُ كالطّودِ لم تُخفض لها هامُ ولن تدومَ لغيرِ اللهِ أحكامُ أيَّامَ كان يسوسُ النَّاسَ أقزامُ وكم ظلومٍ بها داسَتهُ أقدامُ! ولن يدومَ مع الأنوارِ إظلامُ فما سواكِ لتاجِ النصرِ يا شامُ! |
