- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتانِ عَظِيمَتانِ، يَكونُ بيْنَهُما مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دَعْوَتُهُما واحِدَةٌ، وحتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، قَرِيبٌ مِن ثَلاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أنَّه رَسولُ اللَّهِ، وحتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وتَكْثُرَ الزَّلازِلُ، ويَتَقارَبَ الزَّمانُ، وتَظْهَرَ الفِتَنُ، ويَكْثُرَ الهَرْجُ، وهو القَتْلُ، وحتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المالُ فَيَفِيضَ، حتَّى يُهِمَّ رَبَّ المالِ مَن يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وحتَّى يَعْرِضَهُ عليه، فَيَقُولَ الذي يَعْرِضُهُ عليه: لا أرَبَ لي به، وحتَّى يَتَطاوَلَ النَّاسُ في البُنْيانِ، وحتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بقَبْرِ الرَّجُلِ فيَقولُ: يا لَيْتَنِي مَكانَهُ وحتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها، فإذا طَلَعَتْ ورَآها النَّاسُ -يَعْنِي آمَنُوا- أجْمَعُونَ، فَذلكَ حِينَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ، أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْرًا، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وقدْ نَشَرَ الرَّجُلانِ ثَوْبَهُما بيْنَهُما، فلا يَتَبايَعانِهِ ولا يَطْوِيانِهِ، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بلَبَنِ لِقْحَتِهِ فلا يَطْعَمُهُ، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وهو يُلِيطُ حَوْضَهُ فلا يَسْقِي فِيهِ، ولَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وقدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إلى فِيهِ فلا يَطْعَمُه) .
إلى بيئةِ الإيمانِ ركضًـا فوالذي = إلى الخلْقِ بالإسلام قد أرسلَ الرُّسْلا
هنالك لاينجو المسيءُ لنفسِه = وآثـرَ دنياهُ التي أدبرتْ عجلى
ويلقى جزاءَ الكفرِ نارًا لهيبُها = سيلفحُه إذ كان هذا الجــزا عـدلا
فقد جاءَ للناسِ النَّبيُّون بالهدى = فآمنَ أقوامٌ جنوا بالهدى فضـلا
ونالوا رضا الباري الكريمِ وأحسنوا =فأيامُهـم طابتْ وسيرتُهم مٌثلَى
ففرقٌ إذا شُدَّ الزمامُ لسابحٍ = وإن شُدَّ للعرجاءِ لـم تدركِ الوصلا
* * *=* * *
لقد شقيتْ في العيشِ أمتُنا ولـم = تجـدْ للعلى نهجًـا يؤهلُهـا قربـا
تناءت عن الدِّينِ الحنيفِ فأدبرتْ = مآثرُها تشكو الجفـا ويحها جَدْبا
وما ردَّ عنها الزيفُ في العصرِ زيغُها = فَتَبًّـا لِمَن قد أوغلوا في الهوى تبَّـا
أتنأى عن المجدِ الوريفِ ركابُها = ويلحق بالخسرانِ أبناؤُها غصبا
فعاشت هوانَ العصرِ في مهمه الأسى = جـزاءً وِفاقًا حيثُ أوردَها الكربا
وهاهي بين المعتدين ذليلة = فهل تدفع الوهْنَ المشعشَ والخطبا
* * *=* * *
رزايا دَهَتْ أهـلَ البلادِ وغُمَّـةٌ = لقد غمرتْ سكانًهـا بالشَّدائدِ
وآلَ بهم عسفٌ عــدا لمُلِمَّةٍ = جحافلُها أودتْ بأغلى الخرائدِ
ونالَ لظى هذا الجحيمِ شبابَها = ويفضحُ لـؤمُ الغدرِ سوءُ المقاصدِ
ودكُّوا مغانيهـا بحقدٍ وخِسَّةٍ = فباتت يبابًا بعد زهـوِ المعاهدِ
وهـامَ بنوها بينَ غـادٍ و رائحٍ = وبين غريبٍ في الورى و مُطارَدِ
وبين بقايا من جـدارِ بيوتهم = وما في ركام الحيِّ من بيتِ عـابدِ
* * *=* * *
ألا يابني الإسلامِ صبرًا على الأذى = فليس يضيعُ الصَّبرُ صبرُ الأفاضلِ
سيسعفُكم من عالم الغيبِ غـوثُـه = ويودي بأصحابِ الهوى والتَّطاولِ
لكم فضلُه الميمونُ من دون خلقِه = وجافى سواكم نورَ جيلِ الأوائلِ
فباؤوا بما في الكفرِ من مساوئٍ = عذابا لختَّارٍ طغى ومُجادلِ
وأوردَهم دارَ الشقاءِ مصيرُهم = وما أذعنوا فيها لأسمى الرسائلِ
مثاني لـو جاءت جبالا لأصبحتْ = كثيبا مهيلا آيـةً للمخاتِلِ
* * *=* * *
شبابَ القلوبِ البيضِ ذاتِ التنكُّبِ = عن الكفرِ أغـرى كلَّ خِبٍّ ومذنبِ
تعامت عيونُ الناسِ في فتنٍ أتتْ = بأسوائهـا الأيامُ من كلِّ مذهبِ
ولـم يبقَ للدِّينِ الحنيفِ مناصرٌ = سِواكم فصونوا دينَكم بالتَّلَبُّبِ
يقولُ رسولُ اللهِ والحقُّ قولُه = إذا الفتنةُ الربداءُ هاجت بمشعبِ
فلوذوا بآياتِ الكتابِ فإنهـا = ستحفظُكم من شرِّهـا والتَّذبْذُبِ
وسنَّتُه الغراءُ بابُ انتصارِكم = فليس أخو الإسلامِ بالمُتَهَيِّبِ
* * *=* * *
نُصرنا قديما حين جاءَ نبيُّنا = وسدنا الورى عـدلا بدينِ مُحَمَّــدِ
وما نأتِ البشرى عن الركبِ إذ مشى = يُنيلُ البرايا من هناءٍ منضَّدِ
فليس بذي مكرٍ ولا جاءَ قاتلا = ولكنه وافى بخيرٍ وسؤددِ
ولم تشهدِ الأيامُ للركبِ غدرةً = ولـم يرتكبْ إثمًـا يشينُ و يعتدي
هي الرحمةُ المُهداةُ للأُمـمِ التي = تعيشُ مُناها لـم تُصَرَّمْ وتُجحَدِ
ولـم يُــرَ للشَّرِّ البغيضِ مكانةً =بصرحٍ ــ بدينِ المسلمين ــ مشَيَّدِ
* * *=* * *
ألمْ تَــرَ من جَوْرٍ لهم وطعــانِ = وحشدٍ تــلا حشدًا بغيرِ توانِ
ومن آلةٍ للحربِ عمياءَ دمَّرتْ = بهـاءَ بيوتٍ في المـدى ومغانِ
لقد زيَّنوهـا بالسرابِ حضارةً = فباءت بتدميرٍ بــدا لعيانِ
فأين ادِّعـاءٌ للسلامِ وأين مـا =تباهوا بـه زهـوًا بخيرِ زمانِ !
فمَن ذا الذي فينا يصدِّقُ كاذبًا = وفي يـده من منجلٍ وسِنانِ
لقد فضحتْهم في الليالي فِعالُهم = فآثارُهـا عاثتْ بكلِّ مكانِ
* * *=* * *
هنيئًا لِمَن لـم يطمسِ الزيفُ وعيَه = وعاش ويدري ما يخبئُه الدهـرُ
أتتنا الأحاديثُ الصحيحةُ لـم تدعْ = من القادمِ المخبوءِ ما يحملُ الشَّرُّ
ستأتي ليالٍ بل كأنَّ زماننا = هـو اليومَ يحيا في مفازتِه الضُّـرُّ
فطوبى لِمَن يُنجيه هَدْيُ نبيِّه = ويعصمُه ــ من شرِّ إيذائه ــ الصَّبرُ
فمـا لان للأهواءِ تغري بسحرِها = له النفسُ ناداهـا إلى إثمِهـا الخُسرُ
فواللهِ لـم يُجْدِ ابْنَ آدم مالُه =إذا أسرتْه الخمرُ والفسقُ والكفرُ
* * *=* * *
عقيدةُ أهلِ الفوزِ تُسعدُ أهلَها = إذا آمنوا باللهِ ــ في عيشهم ــ ربَّـا
ويرضون بالإسلامِ دينا فإنهم = بذلك لاترضى عقيدتُهم أخـرى
وبالمصطفى خيرِ الأنامِ مُحَمَّــدٍ = نبيًّـا لكلِّ الخَلْقِ قد جاءَ باليسرى
فلا المللُ الأخرى ستُرضَى ولا الذي = تفوَّهَ يهذي من أكاذيبِه نُكــرا
ومَن ذاق للإيمانِ طعمًـا فلم يجدْ = هـوى النفسِ من بعدِ المذاقِ لـه عذرا
فإن كنتَ ذا لُبٍّ فآثِـرْ كتابَه = وبالسُّنَّة الغراءِ جدِّدْ لــكَ القدرا
* * *=* * *
يلومونني لمَّـا هجرتُ رحالَهم = وآليتُ ألاَّ أستكينَ لمــا جَرَى
فقربُ ذوي الإسفافِ ما كان مؤثَرًا = لمَـن لايرى إلا المودةَ جوهـرا
تَغَشَّى أماسيهم سوادُ قلوبِهم = فباتَ غثاءُ القولِ في القومِ منكرَا
فلا القيمُ العليـا مدار حديثهم = ولكنه الإثـمُ البغيضُ تسعَّرَا
فكم من شقيٍّ فاسدِ الرأيِ مرجفٍ = يخوضُ بأعراضِ العبادِ منفِّرَا
فبئستْ سويعاتٌ بهنَّ تهافُتٌ = وسوءُ فسادٍ في مداهـا تعثَّرَا
* * *=* * *
جَنَى الحاقدُ المذمومُ من صنعِ حقدِه = مآثمَ تترى حولـه تتقلبُ
وأطفأ نورًا في جوانحِـه خبــا = وقد شاءَه الباري لمَن شاءَ يدأبُ
ألـمْ يأتِ بالوحيِ الكريمِ نبيُّنـا = ولكنَّ أربابَ الفسادِ تنكَّبُوا
فلـم يرضَ بالدِّينِ الحنيفِ مخاتلٌ = وليس أخـو الأهواءِ للخيرِ يطلبُ
تعامى وقد ضلَّ الطريقَ فمـا رأى = تَبَلُّجَ رضوانِ المهيمنِ يقشبُ
فعاشَ بحالِ الأشقياءِ مُذَمَّمـًا = وما أدرك الفوزَ الأثيمُ المكذِّبُ
* * *=* * *
وما أنزلَ الرحمنُ إلا هدايـةً = حبــا مُجتَنيهـا البَـرَّ بالرحماتِ
فألفى شذاهـا مَن تبوَّأَ ظلَّهـا = فأغنى بهـا نفسًا من السلساتِ
فلم تعتريهـا في الحياةِ ملمةٌ = بـأيامهـا إلا على الحسناتِ
لهـا بالهُدَى الصَّبرُ الجميلُ فشأنُها = على منهجٍ قـد جاءَ في الحُجُراتِ
تبارك ربي لـم يدعْ شأنَ مؤمنٍ = ليشقى بتيـهِ الهـمِّ والحسراتِ
فتحلو حياةُ الصَّالحين بقربهم = من اللهِ ذي الإحسانِ والبركاتِ