لَبّي ولا تتقاعسي يا نفس
لَبّي ولا تتقاعسي يا نفس
فلقد دعتك إلى حماها القدس
مسرى النبي فعنه ذودي و ادفعي
قد آن أن ينزاح عنها الرِّجس
مهوى قلوب المسلمين جميعهم
فبها انشراحُ صدورهم و الأُنس
مهد الرِّسالاتِ التي قد أشرقت
منها على كلِّ البلاد الشّمس
ما عزَّ فينا القدسُ إلا حينما
فينا تعزَّز عزمُنا و البأس
و السيفُ في الميدان ودّع غمدَه
و عن الأبيِّ الحرِّ ذاد التُّرس
يا قدسُ قد طالت عليك مآتمٌ
فمتى يُقام على ثراك العرس
عرسُ الكرامة يوم نقتلع العِدا
و الرُّومُ يُهزَم جمعهم و الفرسُ
و يهودُ من غصبوا حماك و هجّروا
شعبّاً له جذرٌ لديك و أُسُّ
يا قدسُ قيدُك كيف يُرجى حلُّه
في أمّةِ قد مات فيها الحِسُّ
أقوت عزيمتُها و ضاعت ريحُها
و إلى ضيافته دعاها الرُّمس
و جراحُها نزفت جميعَ دمائها
من ذا لجرحٍ فاض نزفاً يأسو
و غدتْ ممزّقة المطارف و الحشا
ذُبيان منها ما استراحت عبس
ما انت يا قدس الشريفةُ سلعةٌ
حتى يبيعك ذو العمالةِ جِبس
نذلٌ جبانٌ نتنُه متأصّلٌ
مقدارْه بين الخلائق فلسُ
هو ليس منتسباً لأمّة يعربٍ
لكنّه متطفِّلٌ مندسُّ
ما ذا يحلُّ بأمّةٍ آسادها
غابوا و بات يسوس فيها التّيس
يا قدسُ عنك اليأس نحّي جانباً
فلطالما أوهى العزائمَ يأسُ
و سَلي الزّمانِ يُجبكِ عن أخباره
فبه لمن قد جاء يسأل درسُ
كسرُ القيود سبيلُ نفسٍ حرّةٍ
كان استبدَّ بها و ضاق الحبسُ
و أداتُه هممُ الأباةِ و عزمهم
و معاولٌ توهي القيودَ و فأس
لا لن يعيد القدسَ نذلٌ خانعٌ
ما همُّه إلا الخنا و الجنس
من ناصع التاريخ يُمحى ذكره
و إلى مزابله يتمُّ الكنس
يا قدس صبراً سوف يبزغ فجرنا
و ظلامُه فينا سيُمحى الأمس
وسوم: العدد 976