يا شيخ هاشم ما الرأيُ و ما الفتوى=بعد المديح فإن العقل يحتار
لِمَ النفاق على أعتاب خاتمةٍ=من بعدها جنةٌ تُجزَى أو النار
لمصر في عهده ظلمٌ و إصرار=لمصر في عهده الأحوال تنهار
مَدحَت عِمامتُكم ذئباً و منقلبا=قد خان بيْعته لصٌّ و غدّار
أجرى انتخاباته بالزور نعرفها=فيها الدعاية طبّال و زمَّارُ
يا شيخنا أفتنا في حبس من رُشِّحُوا=أمام ذئبِ لكي تُخلَى له الدار
و هل سمعتَ بمن قُتلوا برابعةَ=أم لم تصلك عن الأهوال أخبار
و هل سمعتَ بمن حُرقوا و من جُرِفوا=من المئات و قتل فيه إصرار
يا شيخنا أفتنا في حرق من قُتلوا=في أرض رابعة أطهار أحرار
و هل سمعتَ بمن في الليل يطرقُهم=في هدأة الليل قبل الفجر زوار
و الأهل إن سألوا قيل اصبروا و ابحثوا=في أي سجن له قعرٌ و أسوار
أما الذين اختفَوْا يا شيخنا أفتنا=هل ضمَّهم قبرٌ ندريه أو دار
هم الألوف و لا يُحصى لهم عدد=قد حال من دونهم حجب و أستارٌ
ذاك القليل و قد يخفى الكثير به=بين المظالم تفصيلٌ و أسرار
تلك المظالم إن تمدحْه كنت له= بئس الشريك لمن فجروا ومن جاروا
فاختر لنفسك قبل الموت وُجهتها=إن خانك النهجُ أو شطَّت بك الدّار