الدِّينُ حقٌّ والعزيمةُ والقيمْ = يرعى المآثرَ نهجُه بين الأممْ
دينٌ به الخُلُقُ الذي نسمو به = بالمكرماتِ وبالمودة والشيمْ
آياتُه تُتلى وتلك ثمارُها = تحمي الشعوبَ من المواجعَ والسقمْ
مثل السحاب بودقِه تربو الربى= فالخيرُ فاضَ لمن أتاهُ واغتنمْ
وزهتْ بإنعامِ الإلهِ ربوعُها = فبوجهها صبحُ السعادةِ قد بَسَمْ
ورعى الفضائلَ في الشبابِ فلم تجدْ =مَنْ عاشَ يشكو مِن مرارات الألمْ
وهمتْ أيادي الجود تمنحُ فضلَه = فالشكرُ للمولى تغشَّى كلَّ فمْ
قرآنُه في كل أفق مَعلَمٌ = غيثٌ سقى البلدانَ من خير النعمْ
فاسأل رحاب الأرضِ عن تحنانِه = واسمعْ حديثَ المستفيدِ من الأممْ
واسألْ عن التاريخِ تأْتِ فرائدٌ =وتجيبُ ألسنةُ الأعارب والعجمْ
هو رحمةٌ للعالمين ونعمةٌ = عبرَ العصورِ وباسمه الإكرامُ عمْ
ورسالةٌ جاءَ الحبيبُ المصطفى = بوثيقِ رفعتِها الأثيرةِ والعصمْ
وعلى هدى الإسلام سار جنودُه = في الأرضِ تشهدهم وفي حفظ الذممْ
نهْجُ الرسولِ شعارُ أربابِ الهدى = وبهم يُفاخَرُ بالهدى فوق القِممْ
وبه القلوبُ المؤمناتُ بربِّها = والكلُّ ينصرُه وقد بَرَّ القسمْ
مَن عاشَ يؤمنُ بالشَّريعةِ إنَّه =مافاتَه خيرٌ ولا يلوي مقاصدَه النَّدمْ
وسِواه في دنيا الأنامِ هُراءُ مَن =أضحى يفكرتِه الخبيثةِ متَّهمْ
والمدلجون وراءَ نورِ مُحَمَّدٍ =ينجون من عبثِ الضَّلالةِ والظُّلمْ
والمفلسون بهذه الدنيا وفي =عرصاتِ يوم الحشرِ إذ زلَّتْ قدَمْ
لهُمُ التبارُ ولن يفوزوا بالذي =وعدَ المهيمنُ من نعيمٍ مُخْتَتَمْ
اليومَ هُمْ في غفلةٍ مشؤومةٍ =يغشاهُمُ الحَلَكُ المعربدُ والوصمْ
ولعلهم منها تثوبُ نفوسُهم =وتعودُ للقيمِ الحِسانِ على قدمْ
ياربِّ طهِّرْ من مراوغةِ الهوى =أحناءَهم فالأمرُ جلَّى وانحسمْ