نشيدٌ غابَ عنهُ صداه
أَقَلَّ مِنَ النزيفِ بصرخَتَينِ... وآه.
جَرى زَمَنٌ تَفَلَّتَ من حِكاياتِ الشَّقا والبَيْن
وأَعلَنَ عن سُقوطِ الغيمِ فوقَ شِراعِنا الطّينِيّ
فبَلَّلَ جَذرَنا المَنفِيَّ فالمَخفِيَّ فالأعمَقْ
وكانَ خَيالُنا الفِضِّيُّ يُفشي سِرَّنا الأعرَقْ
لبَحرٍ في سَبائِكِ مَوجِهِ يَغرَقْ
ويَصنَعُ من مَعالِمِ رَملِنا بَيرَقْ
فأدرَكنا بِأَنْ لا مَوتَ للمَوتى
فَطِرنا نَبتَغي وَصلًا بِأَرضِ سَعادَةٍ خَفِيَتْ
عنِ الأَسماعِ والأبصارِ والنَجوى...
وطَوعَ جَناحِنا الرَّملِيِّ باتَ الصمتُ والتَّرحالُ...
صوتَ ربيعِنا الأَبعَدْ.
وصارَ نشيدُنا المخنوقُ مَحضَ تشَنُّجٍ؛ لا غَيرْ
وفُرصَتُنا الوحيدَةُ إنْ أَرَدنا الرقصَ أن نَمشي على خَطَّينْ
وفُرصَتُنا الأكيدةُ كي نعيشَ المستحيلَ ولو...
بقُدرَتِنا على دَحضِ العَويلِ... ولو...
برسمِ مَشاعِرِ الغافينَ فوقَ جِراحِنا السَّكرَى
ونحنُ مُبلَّلينَ... ولو
بِمَوقِفِنا كَريحِ الصَّدِّ خَلفَ سِياطِ عُمرِ الصَّمتِ
نقرأُ حكمَةَ الثَّمِلِينَ: أنْ لا مَوتَ للمَوتَى
ونرسُمُ فوقَ شَهقَتِنا رَبيعًا يُشبِهُ الأَعمى بِلا امرَأَةٍ
تَوَهَّجَ من أَصابِعِها جَناحٌ شقَّ وَجهَ الطينِ
وحَلَّقَ، راحَ يُدنينا إلى مَوتٍ
أقلِّ من النّزيفِ بِصَدمَتَينِ ... وآه.
وسوم: العدد 981