الإهداء : إلى من اختاروا العزوبة رغم قدرتهم على الزواج
***
حلِّلوا وناقشوا
أهْدَرْتَ عيشكَ في لهوٍ وفي ذَرَبِ = لمْ تفهم القصْدَ من مَحْياكَ يا عَجَبي
هل أنت في الفهمِ أحجارٌ مُكدَّسةٌ؟ = أم أنت في الحِسِّ تمثالٌ من الخَشَبِ؟
أم غَلَّ رأيكَ فكرٌ لا أساس لهُ = أُبْعِدتَ بالزَّيْفِ عن أنوار خير نَبِي؟
أراكَ في العيشِ مَكْدُودًا بلا هَدَفٍ = ما غاية ُالعيشِ في كدحٍ وفي تعَبِ؟
الفَحْلُ يَكدَحُ كي يَرعَى خَلائِفهُ = انظرْ إلى النّاس من فُرسٍ ومن عَرَبِ
إنَّ الزّواجَ كمالٌ في الأُلَى فَقُهُوا = وأكرموا النّفسَ بالإيمانِ والأدبِ
هُوَ الحصانةُ من طيشٍ ومن زَلَقٍ = ومن غَوَائلِ دربِ الإثمِ والعَطَبِ
فافطنْ لنفسكَ قد مرَّ الزَّمانُ وما = أبديتَ نُضجكَ لم تعقلْ ولم تَثُبِ
فزينُةُ العيشِ أولادٌ تُسرُّ بهمْ = بِهمْ تنالُ خلودَ الذِّكرِ والنَّسبِ
إنَّ الأصولَ بلا فَرْعٍ مُحنَّطةٌ = في خانةِ الصِّفْرِ من مُستقبلٍ خَرِبِ
قم واسال الله َ، اسألهُ الإعانةَ في = إكمال دينِك لا تسأمْ من الطَّلَبِ
هناءُ عيشكَ توفيقٌ تفوزُ به = إذا خلوتَ من الأوهام والرِّيَبِ
إنَّ السّعادةَ في عيشِ الفتى قِيَمٌ = ليس السّعادَة بالأهواء والذّهَبِ