رائد الشعر الإسلامي الحديث
(1349- 1425هـ = 1930- 2004م)
قِفْ بِالعِرَاقِ لَدَى ضَرِيحِ الأعْظَمِيِ=و قُلِ السَّلامُ على البَيَانِ المُلْهَمِ
و اذْكُرْ - هُنالِكَ - قَامَةً شِعْرِيَّةً=شَمَّاءَ جادَتْ بِالقَرِيضِ المُسْجِمِ
حَيِّ المُصَلِّي و المُجَلِّي شِعْرُهُ= و بَيَانُهُ الأخَّاذُ ، لِلمُتَرَنِّمِ
بِمَواهِبٍ - شَتَّى - حَبَاهُ إلَهُنا= سُبْحَانَ رَبِّي مِن كَرِيمٍ مُنْعِمِ!
الشاعِرُ الخَطَّاطُ ؛ خَطَّ رَوائعًا= بِأنَامِلٍ سِحْرِيَّةٍ ؛ لِمُنَمْنَمِ
وهْوَ المُؤَلِّفُ و المُصَنِّفُ مُبْدِعًا= أسْفَارُهُ فيها الشِّفَا ، كَالْبَلْسَمِ
حَيِّ الأصيلَ بِشِعْرِه ، و بِفِكرِهِ= و بِكُتْبِه ، مُحْيِي ضَميرِ المُسلِمِ
* * *=* * *
الشاعِرُ الخِنْذِيذُ و الغَرِدُ الَّذِي=يَسْبي النُّفُوسَ بِشِعرِهِ المُتَنَسِّمِ
شِعْرٌ أرَقُّ مِنَ النَّسِيمِ، مِن الصَّبَا=كالعَذْبِ كالماءِ الزُّلالِ على الظَّمِي
لا غَرْوَ فالإسْلامُ نافِخُ رُوحِهِ=هُوَ مُلْهِمٌ ، أعظِمْ بِهِ مِن مُلْهِمِ!
لا بِدْعَ فالقرآنُ وَحْيُ حُرُوفِه=مَعَ سُنّةِ المُخْتارِ ؛ خَيْرِ مُعَلِّم
* * *=* * *
تَاللهِ لن نَنْسَى "الشُّعَاعَ" و زُهْرَهُ=و "زَوَابِعًا" ثارَتْ بِوَجْهِ الظُّلَّمِ
و"أغَانِ مَعْرَكَةٍ" شَدَتْ كَلِمَاتُهَا=لِلسَّائِرِينَ على الطرِيقِ الأقْوَمِ
كَانَتْ نُجُومًا لِلهُدَاةِ ، ابْيَاتُهَا=يَهْدِي سَنَاها في البَهِيمِ المُعْتِمِ
كانت رُجُومًا - لِلعُتَاةِ - بِشُهْبِها=تُصْلِيهِمُو ؛ بِسَعِيرِها المُتَضَرِّمِ
* * *=* * *
يا شاعِرَ الإسلامِ كَمْ أطرَبْتَنا!=بِقَصائِدٍ - تَخْتَالُ - فَوقَ الأنْجُمِ
بِدَعَائِمٍ مِن "دَعوَةٍ قُدْسِيَّةٍ=كُتِبَ الخُلُودُ لَهَا" و كُلُّ تَقدُّمِ
"فَوقَ المَنَابِرِ" أبْهَرَتْنَا رَوْعَةً="وشَبَابُ جِيلٍ"بَصَّرَتْ قَلبَ العَمِي
كَمْ زَلزَلَتْ "عَصَفَتْ بِوَجْهٍ كافِرٍ"=رُكنَ الطُّغَاةِ ، و كُلَّ بَاغٍ مُجْرِمِ!
"شَهِدَ العَدُوُّ بِعِزَّتِي" كم أثَّرَتْ=بِقُلوبِنا ، كم أنعَشَتْ مِن مُسلِم!
إنْ أنْسَ لا أنْسَى قَصَائدَ أُنشِدَت=وبِصَوتِ "بَرْبُورِ" الشَّجِيّْ المُتَرَنِّمِ
لِلَّهِ دَرُّكُمَا ! فقَدْ أبدَعْتُمَا=شِعرًا وإنشادًا ، تَغَلْغَلَ في الدَّمِ
* * *=* * *
يا شَاعِرَ الإسلامِ قُمْ فانظُرْ إلَى=سَاحِ العُرُوبَةِ فَهْيَ تَطفَحُ بِالدَّمِ
إذ جاءَنا الفُرْسُ الرَّوَافِضُ لِاعْتِدًا=و أتَوا فَظَائعَ كُلِّ عاثٍ مُلْئِمِ
عاثُوا فَسَادًا في العِراقِ وأهلِه=أهْلِ التّسَنُّنِ ، فَخْرِ كُلِّ مُقَدَّمِ
و كذاكَ لُبْنَانٌ و أرْضُ يَمَانِنا= قَمَعُوهُمَا ، فَتَنُوهُما بِتَحَكُّمِ
* * *=* * *
أمَّا الشَّآمُ فتِلكَ جُرْحٌ غائِرٌ=شَهِدَت شَنَاعاتٍ لـِ "وُلْدِ العَلْقَمِيّْ"
بِعَصَائِبٍ لِلرَّفْضِ شَتَّى أمْعَنَتْ=في قَتْلِ عُزْلٍ ؛ سَرْبَلُوهُمْ بِالدَّمِ
شُذَّاذُ لُبنانٍ و إيرانٍ مَعَ الـ= الأفْغانِ مَعْ زُعْرِ العِرَاقِ الحُوَّمِ
كُلٌّ أتَوا كَي يَدْعَمُوا سَفَّاحَنَا الـ=ـخَوَّانَ بَشَّارًا ؛ خَلِيفَ الأرَقَمِ
وكَذَاكَ دُبُّ الرُّوسِ بُوتِنُ مَعْهُمُ=مَعَ مُرْشِدِ الشَّيْطانِ خامِنْئِي العَمِي
فجَمِيعُهم جاؤُوا إلى سُورِيَّةٍ= لإبَادَةِ الشَّعْبِ الأبِيِّ الأكرَمِ
فَعَلُوا الشَّنَائِعَ - في بَنِي سُوريةٍ= قَتْلًا و تَدْمِيرًا - و كلَّ مُحَرَّمِ
قَصَفَ المَدَائنَ والقُرَى طَيَرَانُهُم=هَدَمَ البُيُوتَ على رُؤُوسِ النُّوَّمِ
و مِئَاتُ آلافِ الضَّحَايَا الأبْرِيَا=سَقَطُوا نَتِيجَةَ ذا التَّعَدِّي الأغْشَمِ
و مَلَايِنٌ قد هُجِّرُوا مِنْ أهلِنا=خَوفًا مِنَ التَّقتِيلِ والبَطْشِ الظَّمِي
عَشْرٌ مَضَتْ والشَّامُ جُرْحٌ نازِفٌ=سُبْحَانَ رَبِّي ! مِن إلَهٍ أحْكَمِ
* * *=* * *
رَبَّاهُ مُنَّ عَلَى وَليدٍ بِالرِّضَا=في قَبْرِه ، و امْنْحْهُ عُظمَ تَرَحُّمِ
و كَذَا مُحِبُّوه مُفِيدُو شِعرِهُ=أو عِلمِهِ ، أكرِمْهُمُو بِتَنَعُّمِ
ما رَفَّ جَفْنٌ أو تَألّقَ بارِقٌ=أو جادَتِ الخَضْرَاءُ بِالغَيْثِ الهَمِي
و بِجَنَّةِ الفِرْدَوسِ أسْكِنْهُم غَدًا=في ظِلِّ مَوْلانَا الرَّحِيمِ الأكْرَمِ