يا قدسُ إنِّي ذرفتُ الحرفَ منتصرا = إنْ خانكِ اليومَ أعرابٌ ملاعينُ
قومٌ تولَّوْا عنِ الإسلام واتَّبعُوا = زَيْغَ اليهودِ وما تُوحي الشَّياطينُ
قومٌ تردَّوْا فلا عِلمٌ ولا قِيَمٌ = لا يرفعُ الشَّأنَ الا العلمُ والدِّينُ
أهلُ العُروشِ غَدوْا في الأرض مهزلةً = الخَلْقُ يلعنهمْ والدَّهرُ والكَوْنُ
قد دُجِّنُوا في قَطيعِ الذلِّ فانبطحوا = صاروا يُنادونَ : " ربُّ الناَّسِ صُهيونُ "
صِيغُوا أداةً لفرْضِ الذلِّ في وطني = فالحقُّ مُمْتهَنٌ والدينُ مطعونُ
وَصفقةُ القرنِ عنوانُ الهوانِ غَدَتْ = سِرَّ التَّسَلْطُنِ يَغْشاه ُالسَّلاطينُ
أرزاقُ أمَّتنا في الغدرِ مُهْدَرَةٌ = والشَّعبُ في جَنَباتِ الأرضِ مَغبونُ
فالمالُ يَشْفِطُهُ الأعداءُ مِنْ مَلِكٍ = بالعُهْرِ والغَدْرِ والإجرامِ مَفتُونُ
عاثَ الملوكُ فساداً في مَواطِنِنا = فالشَّعبُ في يَمَنِ الإيمانِ مَطْحونُ
الأمنُ مُنْحَسِرٌ والمَوتُ مُنهَمِرٌ = قَتلٌ وهَدمٌ وتجويعٌ وطاعونُ
والشَّامُ ينزفُ من ويلاتِ ما صَنَعُوا = بالبُؤسِ واليأسِ والأرزاءِ مَسْكونُ
كَم ْفي حِمَاناَ من الأيتامِ مَن حُرِمُوا = من لذَّةِ العيش ِلا حبٌّ ولا لِينُ
كم في المَواطِنِ من أمٍّ مُفجَّعة ٍ= فالقلبُ يخفقُ بالآهاتِ مَحزونُ
كم في العروبة من ضرٍّ ومن ألمٍ = النَّاسُ جُنُّوا فقد زادَ المجانينُ
تلكمْ مآسي عروشُ الغدرِ تَصنعُها =فالكونُ بالغيظِ والأحزانِ مَشحونُ
* * *=* * *
يا قدسُ صبرا فان النَّصرَ غايتُناَ = النَّصرُ في الصَّبرِ والإقدام مَكْنُونُ
مَهْما تردَّتْ عروشُ الغدْرِ في وطني = فلنْ يدومَ ورغم الغدْرِ صُهيونُ