بكائيات على زوجتي الحبيبة
كان الصبح جميلا في
الثاني من يونيو ، يا هدباء .
ناديتك ، هيا نشرب قهوتنا !
هذا ما كنا نفعله كل صباح .
فتلاشى ندائي مبتعدا
لرحيلك يا هدباء .
***
أحضرت إليك يا حبي
ورقة تقويم ،
تضبط في حجرتك وقت صلاتك .
كالعادة أحضرت التقويم ،
لكنْ لن تقرأه عيناك .
الموتى ، يا حبي ، ما منهم
من يقرأ .
***
يا أكبر حزن في عمري
يا هدباء .
كل الأحزان الأخرى صغرت
بعد فراقك .
***
أسمع صوت خطاك موسيقا عذراء
تأبى ترك أماكنها ،
تأبى أن ترحل أصداء .
***
في كل صباح أقرأ في قرآنك .
ما زال ، هديبا ، فوق الحامل .
لن تهجر قرآنك عيناي .
***
تبكيك زهور حديقتنا ، هدباء .
تسأل عن أحلى الزهرات :
" قد طال غيابك يا حسناء .
ما سر غيابك ؟!
***
جاءتني ورقة موتك ، يا هدباء .
تشهد أنك صرت في دنيا الأموات .
أمسكت الورقة ،
فابتلت من مطر الدمعات .
أخفيت الورقة حتى
لا تحرقها لفحات الزفرات .
***
هديباء ، كنتِ حديقة عمري
فما بعد موتك إلا اليباب
أحن إليك فتنمو زهور
وأعدو إليها ، فيدنو السراب
وسوم: العدد 984