بين الشِّعرِ والهَذَر
ليس القريضُ بِهَدْرِ الحرفِ في هَذَرِ
إنّ القصائدَ تُحي الخلقَ كالمطر
يَهمي الشّعور ويروي كلّ ظامئة
من النّفوس ويُثري روضةَ الأثرِ
لا يحتويه سوى من كان ذا أملٍ
يُغري الجوانحَ أو من كان ذا نظَرِ
إنّ القصائد أيك البوحِ في طرَبٍ
تأوي مشاعرَ أهل الحسِّ والعِبرِ
ليست هراءً جراحُ الضّاد تسكنُهُ
ليوقعَ الأمّة الغرّاء في الضّررِ
شاع الغباءُ بوصف الشِّعر يا أسفي
فالحرف يُرصدُ للأهواء والوَطَرِ
عيرُ المطامع رغمَ العيِّ تزعُمُهُ
صارت تعكِّر عيش النّاس بالهَذَرِ
رانَ السّواد على صبحٍ نَتوقُ لهُ
فاللّيل ديدنُ أهل الشِّعر في القدَرِ
كم من مُجيدٍ أريبٍ مُبدعٍ سَلِسٍ
أبياتُه في فضاءِ النّظمِ كالقمرِ
لكنّه مُحبطٌ فالجيلُ أخّرهُ
بالغِبنِ والطّعنِ والإهمالِ والغرَرِ
وكم بذيء لسانٍ لا بيان لهُ
تُتلَى مَهازلُه في الظُّهْرِ والسَّحَر
قد أفسدَ الجيلَ تَغريبٌ أحاطَ به
فلا يُميِّزُ بين الدُّرِّ والحَجَرِ
يا من تهافتَ في لغوٍ يُدِلُّ به
شتَّان ويحكَ بين بين البَعْرِ والدُّرَر
بذِّرْ حروفكَ في لغوٍ تُدان به
الدّهرُ يأتيكَ يوم الفصلِ بالخَبرِ
وسوم: العدد 985