الغيرة
يا بنتَ يعرب قد جفوْتِ فعلِّلي
ماذا دهاك من الظّنون لتجْفلي ؟
كُفِّي الجوانحَ عن رواسبِ غيرةٍ
وتشاحنٍ يودي بذاك المَعْقل
إنِّي رأيتُ .. فكلُّكنَّ حمائمٌ
حُسْناً وحَرْفا قد سحَرْنَ دواخِلي
فحروفكنَّ بديعة ٌتنبي على
عزِّ العروبة في الزّمان المُقبلِ
إنّ التّفاضل بالفضائل والهُدى
لا ليس بالجسم الرّميم المُنجَلِي
فتنزهي بنتَ العروبةِ واهْتدي
ودعي التّداعيَ في السُّلوك المُخجِلِ
تبقى الحياة ُجميلة ًبجمالِ منْ
سكنتْ دمشقَ إلى بلاد الموصلِ
فخر العروبة في الجمال وفي النهى
فسلوا المنابرَ في الزَّمان الأوَّلِ
وسلوا دمشقَ عن اللّباقة والبها
وسلوا الفرات عن الجمال المُوغِلِ
تلك الخدودُ شقائقُ النُّعمان قدْ
عكست بهاها في وميضِ سَجَنجَلِ
يرنوا إليها النّاظرون تأثُّرًا
وتعلُّقاً ببهاءِ زهْرِ قَرَنفَلِ
الحسن ُحسنُ الشَّام في كلِّ الدُّنى
خَبِرَ الفؤادُ سنَاهُ بعد تأمُّلِ
ويليه حسنٌ في العراق مغلَّفٌ
بهيافةٍ ولطافةٍ وتدُّللِ
يا للحروفِ إذا هَمَتْ من غادةٍ
عربيَّةٍ تُثري البها بتعقُّلِ
فَتُزعزعَ القلبَ الذي يهوى المَهَا
وتَجُرُّه نحو الهوى كمُغفَّلِ
وسوم: العدد 990