جئتُ , يا أرضي , وشوقي وحنيني = يكشفان الدّرب عن ماضٍ ثمينِ
أفأنساكِ , أيا إرثَ جدودي؟! = أفأنسى منهمُ عَرقَ الجبينِ ؟!
إنّ زيتونكِ , يا أرضي , مضيءٌ = أقسم الله به حقَّ اليمينِ
أفتَرضَيْنَ لقائي بعدَ هجرٍ ؟! = أفتعفين عن الذّنْب المشين ؟!
فامنحيني العفوَ عن أخطاء جهلي = فلأنتِ الأمُّ , تعطي باليمينِ
* * *=* * *
جئتُ كي أذكرَ - والذّكرى شجونٌ - = عهدَ آبائي وأهلي وقريني
حين كان الوالد المرحومُ يقضي = عمرَه في غرس زيتونٍ وتينِ
أين مني – اليومَ - عهدٌ قد تقضّى = في سرورٍ ورجاءٍ ويقينِ ؟!
ها أنا جئتُكِ , يا أرضيَ , شيخاً = هل لهذا الشّيخِ مِن بعث دفينِ ؟!
مرّتِ الأيّامُ , يا أرضيَ تسعى = ليتها ترجعُ كالنّورِ المبينِ
بُورِكَتْ أرضٌ لنا ما برحت = تبعث الذّكرى كزهر الياسمينِ