في بحر الطويل
شرح بعض مفردات القصيدة
01 القطر : فلسطين
02 البيت يستحضر قصيدة أحمد شوقي ، في رثاء الشهيد عمر المختار ، والتي مطلعها
رَكَزوا رُفاتَكَ في الرِمالِ لِواءَ
03 بنو الفيض : المقصود بهم أبناء الخنساء من زوجها الفيض ، الذين قضوا نحبهم شهداء ، كإبراهيم النابلسي عليهم وعليه رحمة الله .
04 الوَرْد : الأسد
05 صدر البيت يوظف المثل العربي أمضى من السيل تحت الليل
06 كلمة أخت في البيت المقصود بها ، فلسطين الحبيبة . أمّ قوافل الشهداء ، وعلى رأسهم إبراهيم النابلسي .
07 أبو رغَالِ : رمز الخيانة وهو دليل أبرهة الأشرم ، أثناء غزوته لهدم الكعبة . كانت العرب تلعنه ، وترجم قبره .
إهداء خاص لهذا القصيد إلى أم الشهيد ، إبراهيم النابلسي . السيدة هدى جرار وإلى كل ، أمهات شهداء فلسطين الحبيبة .
أيا أمّ إبراهيم صبرا على الإصْر= فما مات إبراهيم مِن طَلقة الغدر
وما أهلكوا لرابط الجأش والفحل= وإنْ غيبوا المقدام في وَجْرَة القبر
وإنّي أرى أطيافه في الورى تَسري= وبَارودةً في فيلقٍ للعدا تَفري
أميمةُ لا تبكي وإن فقده يُبكي= وأتراحُ لوعةٍ تُجافي دنا السِّتْر
ألا كفكفي مدامعا عَبْرة الحُزن= شهيدا قضى نَحبا فيا فرحة العُمْر
سَما مثلما نجم العُلا في دنا المجد=وألبسَ بُرْدَ سؤددٍ أبد الدَّهر
جَسُور كليث الغاب والطَّلْق في النَّحْر= هُمام حَوى بأس الصّوارم في الصَّدر
سَتَحرق يا فِينيق أجنحة الوَيل= الأعادي وما لهم سوى عارض الخُسْر
غَدوتَ أخا العنقاء أو مثلها تَمضي= بدنيا الألى أو بَيرقا في سما القُطْر 01
بدنيا الورى ترنيمة الصبح والفجر= وأندى الأسامى في دُعَا الشِّفع والوتر
وتهتزُّ أرجاء السَّماوات والأرض= بْذِكر الذي تجريحه توأم الكُفْر
فلا قيصرا إن لاح أو عاهلَ الفُرْس= يَطال الذي طالتْ كُوَى ذلك الحَبْر
هو الحيُّ والحيَّان يعلو على الحتف= يعانق طِيب العيش في روضة القبر
وما وحده المُختار يَسْتَنهض الوادي=فهذا الفتى روح الإبا في الدِّما تجرى 02
لواء له سهم المنايا على العاتي= ويَستخلص المَوءود مِنْ دَرَكِ العُسْر
أهَلَّ كضيف من دُنا جنّة الخُلْد=وما في المُحيَّا غير بَيّنَةِ الطُّهْر
له القلب يَنْئ عن دّنايا بني العُرْب= وما للسَّجايا عانقتْ مسحة الكِبْر
وما جُبِلَ المرأى على الرِّجْس والفُحِش= وما للبرود عانقتْ لوثة العُهْر
سعيتَ إلى الفيحاء سعي بني الفيض= فَنِلْتَ بها أثوابَ مِن سُّندس خُضْر 03
كأنّكَ مِنْ حِطِّين أو ذلك العهد= سليل صلاح الدّين يا سيّْد الغُرِّ
ويا ابن أبي الغسَّان يا عالي الشأو= عهدناك مِقْداما أخا الوَرْد والصَّقر 04
ويا نجل للقسَّام مَن يحمل الآن= لبارودةٍ تُردى عقودا مِن القهر
حزين فؤادي من ضنى الشَجْو والكرب= فقَبْر لإبراهيم قَبض على الجمر
كأنّي أبو البقاء يرثي قُرى الوكر= وأنتَ ولا ما كان في ذلك العَصْر
قتيل رصاص العُرب تطبيع للرَّهط= وفي الجُرْم أنداد لمغتصب المصْر
هناك ارتقى أضحى أخا طلعة النَّجم= به تصبح الليلاء أختَ سنا البدر
وإنّْي لأغْبطُ الضَّريح الذي يحوى= رفاةً لها فينا صَدى عَبَق العِطِر
له طلعة تُوحي له طلّة تُوشي= بما في الفؤاد يا فلسطين من بِرّ
بحيفا ويافا أو بنابلس واللِدّ= وكل المُنى تخليص شعبٍ من الهَصْر
وما قد صبا للغِيد يا بئر للسَّبع= ولا قلبه لبَّى ندا اللحظ والخِصْر
وما ظنَّ بالأنفاس يا مَجْدل الرُّزء= ووفْى بعهد يا أريحا الفتى الحُرِّ
ويفدي أبو فتحي بروح ثرى القدس= ويحمى لها كالأسْدِ بالناب والظُّفر
مِن النهر مَوطني إلى شاطئ البحر= وفيه أضمُّ مدفني بَاسِم الثغر
كسوط الرَّدى أرعبتَ في جولة القنص= فأضحى بنو صِهيون هَلْكَى مِن الذُّعِر
فعَنّى الذي يوما هجا عاليَ الكَعْب= فهذا الفتى ما دونه هَرَفُ الهَذْر
وإيَّاك يَعْنى قول أمضى مِن السَّيل= أيا مَنْ سيبقى في الورى عاطر الذِّكر 05
ويا عُمَر المُختار صَدَّقتَ للقول= نَمُوت ولا نحيا بقيدٍ أو الأسْر
وهيهات أن يَسْتَسْلِمَ الأشْوَس الجَلْد= حبيبُ القوافي والمَواويل والشِّعْر
خَصِيم لمن قد باع للعِرْض والأرض= بقُبْلة جَرباءٍ بِبِيسَان والغَوْر
خليل سيوف الله لا مَحْفَلَ السُّكْر=وعُبدانَ لحظ الغيد من مَعْشر الشّْقْر
وتحت الثرى مأوى له يا بني البُسْل= وتِرْب الغواني أي ووالله في الخِدر
هنيئا له الحسناءُ ذات اللمى السُّمْر= هنيئا له فُرْش وشاغلة الفِكر
ويا أسفي ماذا بيومي دها العُرْب= فها همْ كخصيانٍ لدى صاحب الأمر
وأنَّى لهم أن يفقهوا سوءة العُهْر= وما من سجيَّة سوى الطعن في الظهر
لعكا وجَفْنا يا فلسطين ما أخزى= خسيس لئيم الطبع كالضبع في القَفْر
ويا سقطة الأعراب في غَيْهَب الخِطءِ=أحِلف مع الشَّيطان يا عُصْبة الشَّر
هنا قام كالإعصار فَتْكُ أبي فتحي= فما وجَد الصَّرْعى سوى حُفَر الجُحْر
وما بزَّه في السَّبق إلا أبا بَكْر=وما بزَّه في البذْل إلا أبا ذرِّ
ومِنْ مجده اللألاء غار بنو كَرْب= فصَبُّوا عليه ما حَوتْ جُعبة المَكْر
.هنيئا لهمْ قتْل الشَّهيد أبو فتحي= وطُوبى لهمْ خِلان سوء أو الغدر
يُطاول للنِّسيان والنَّسْيِ كالقدس= وفي كل أيَّانٍ نُجدِّدُ للنَذر
فما بيننا جافى دُنا عالم النَسْخ= كوحي السما المحفوظ في مُصحف الذِّكْر
ولثم أديمٍ جاءه منية النفس= وما دونه في مُهجتي العلقم المُرِّ
ولولا التَّنائي يا فلسطين والبُعدُ= لكنتُ له هارون في اليُسْر والعُسْر
ومِنْ قِمَّة الأمجاد هيهات أن يَهْوى= وما للزَّمان غير تغريدة الشُّكْر
جِنِين حزينة لفقد الذي يَحْمي= لشعب كليل من غَشيم به يُزري
وإنَّا بما أوصى على العهد والدَّرب= فلا وضع للمْقلاع أو هجره يُغْري
وهيهات أن نَنْسَى رباطك والمَمْشى= إلى أن تُرَى خفَّاقة راية النّصر
ويا أخت للخنّسَاء صبرا فمن يَدري=لعلَّ مَمَات الشَّهْمِ تُدْني سَنا الفجر 06
وماذا جَنَى نسل الخؤون سوى لَعْن=ونفي إلى غَوْر الجحيم أو القَعْر
فدُكُّوا عناق الخائن الغادر النَّذل=وأنَّى تكنْ يا قوم مَكْرُمة العذْر
وشدُّوا على مَنْ للعدا العين والأذْن=ومَن للأعادي خِنجر الطَّعْن يَبري
ومَنْ يُنْشد الذُّؤبان معزوفة الوصْل=وبالحضن يلقى القِرْن في ردهة القصر
غَوِيّ وخوَّان ولو مَلَكَ الدنيا=وحاز جبالا أو نُجُودا مِن التِّبر
وكم مِنْ أبي رغَالِ يستوجبُ الرَّجم= وإن لاح كالأفعى ينلْ صفعة الزَّجر 07
وآهٍ بني بَغْيٍ مِنَ القول والفعل=أتأمر بالإفساد موعظة السِّفر ؟
فمِمَّا أتيتم يأنف الوحْش في الأيك=كأن النُّهى تغشى لها جُدُرُ الوَقْر
وإنّي أرى غيلان في هيئة الخَلْق=تُباهي بزهق الرُّوح في السرِّ والجهْر
حفرتمْ بأيدٍ خندق الغلِّ والحقد= فيا ويلكمْ من ساعة الحَسم والظّفر
وإنَّ الألى أولِى البسالة والبأسٍ= لهم صَولة الصِّمْصَام أو مخلب النِّسر
شِدَاد غلاظ لحظة البَتِّ والثَّأر=فيا ويحكم من وقْعَة الكرِّ والفرِّ
ومنَّا لكمْ نيران بارودة الفَتْك=وصَفع سياط الجَلد مُحْكمة الضَّفر
وقَدَّتْ جبال النار يا سَقْط للسَّقْط= جنودا لغازي القدس من جُلمد لصخر
سنُرجع يا أقصى فلسطين والمَسْرى=وهيهات تفريط ولو في مَدى شِبْر