صالح محمّد جرّار والد الأسير في السّجون الصّهيونيّة , المحكوم تسعة مؤبّدات وفوقها سبع سنوات !!
يا نائمين , وذا الأسيرُ مسَهّدُ = وقتادَ قهرٍ , ويحَهُ , يتوسّدُ
هل تسمعون أنينه ونشيجَه ؟ = هل تبصرون ذهولَه يتجدّدُ ؟!
هل تشعرون بقلبه وعروقه ؟ = هل تشعرون بناره تتوقّدُ ؟!
أفلا تهبّ عليكمُ أشواقهُ ؟ = فلتقرؤوا فيها حنيناً يُحشَدُ
أفلم تُخَبٍّرْكمْ ذُكاءُ سمائنا = أنْ غاب عنها كلُّ حرٍّ يُصفَدُ ؟!
أفلم يُخَبّرْكم نسيمُ بلادٍنا = أنْ صُدَّ عنهُ أسيرُنا المتجلّدُ ؟!
حتّى متى يا نائمينَ عن الوفا = لأسير قدسٍكمُ وشرعٍ يُمجّدُ ؟!
أكذا جزاءُ المخلصين لدينهم = الباذلين شبابهم , فتعاهدوا
أنْ يبذلوا الرّمَقَ الأخيرَ وجهدَهم = حتّى يرَوا حقّاً لهم لا يُجحَدُ
* * *=* * *
يا غافلين عن الأسير وأهله = لو كنتمُ الأسرى لضجّ الفرقدُ
هذي السِّنونَ تمرُّ وهي عقيمةٌ = والوالدُ المسكينُ شيخٌ يُفْأدُ
وكذا ليالي الأمِّ همٌّ مطبِقٌ = جفَتِ المنامَ وبان عنها المرقدُ
والأهلُ والصّحبُ الكرامُ تجلببوا = بكآبةٍ سوداءَ لا تتبدّدُ
والمنزل المشتاقُ صاح بلهفةٍ = " أين الّذي من نورهِ أتوقّدُ ؟ "
والمسجد المحزون أطَّ فناؤُهُ = شوقاً إلى مَن كان فيهِ يسجدُ
حلقاتُ درسٍ كان فيها رائداً = يَهدي إلى الدّرب القويم ويُرشِدُ
يا أيُّها المسؤولُ عن جيل الفِدا = أتركتَهُ في أسرِهِ يتأبّدُ ؟!
فاعلم بأنّك إن خذلتَ مجاهداَ = فقد اقترفتَ كبيرةً لا تُوءَدُ
فالله يأمُرُكم ببذل نفيسكم = حتّى يُحَرّرَ مَن بقيدٍ يُضْهَدُ
تحريرُهم دِينٌ ودَيْنٌ يقتضي = حقَّ الأداءِ , وقد أهلّ الموعدُ
إنّا لندعو اللهَ حُسْنَ خلاصهم = مِن أسرهم فهو القديرُ الأوحدُ