لقد أعجبتني هذه الجملة الشعريّة المنشورة على صفحة أحد الأصدقاء بالفيسبوك : ( أليف الروح مُلفتٌ لو بين الحشود ) فنظمت هذه الأبيات من الشعر ارتجالا وعلى نفس الموضوع تقريبا :
أليفُ الروحِ ما بينَ الحشودِ = لهُ الأنوارُ شعّتْ من بعيدِ
يظلُّ مُميَّزًا في كلِّ حفلٍ = إذا ألقاهُ حقًّا يوم عيدِ
ويُنعشُ شعرُهُ الأرواحَ دومًا = ويشفي مهجة الصبِّ العميدِ
أليفُ الروحِ نبراسُ الوجودِ = مدى الأزمانِ يحفظ للعهودِ
يعيشُ الدّهرَ في روحي وفكري = يُحلقُ بي إلى دنيا الخلودِ
فلولاهُ لكانَ العُمرُ قفرًا = فيأخذني إلى كونٍ جديدِ
وصالهُ مُنيتي ومآلُ روحي = ستحيا النفسُ في عيش رغيد
هو الأملُ المطلُّ على بلادي = وَعشقهُ للدّيارِ بلا حدودِ
وكرَّسَ عُمرَهُ من أجلِ شعبي = تحدَّى في الدُّجى كلَّ القيودِ
حبيبُ الشعبِ تعشقهُ الغواني = وتمدحُهُ بمعسولِ النشسدِ
وحُلمُ الغيدِ يبقى والعذارى = ونجمُهُ للمعالي في صُعودِ
تعمَّدَ بالضياءِ يشعُّ طهرًا = وتبسمُ حولهُ كلُّ الورودِ
وتاجُ الغارِ فوق الرأسِ يزهُو = وَتخفقُ حولهُ كلُّ البنودِ
تضمَّخَ بالعطورِ وبالسَّجايا = مناقبُهُ لفخرٌ للجُدودِ
ملاكٌ جاءَ في عصر عصيبٍ = يُطهِّرُ ما تراكمَ من صَديدِ
هوَ الإبداعُ في وطنٍ ذبيح = هنا ومنَ الوريدِ إلى الوريدِ
ولم يقبلْ بتطبيع بغيض = ولم يحفلْ بوعدٍ أو وعيدِ
وللتطبيعِ يمشي البعضُ ذلا = وصاروا في هوانٍ كالعبيدِ
نوادي الخزيِ للتطبيع ركنٌ = وفيها كلُّ رعديدٍ حقودِ
وكم من أبلهٍ قد أكرموهُ = ويرقصُ بعضُهُمْ مثلَ القرودِ
وأمَّا شاعر الأرضِ المُفدَّى = يُندِّدُ بالسَّخافةِ والجُمودِ
ولا يرضى بمأفونٍ سَفيهٍ = .. يظلُّ مع المهازلِ في صُدودِ
لقد رفضَ التَّخاذلَ لم يُهادِنْ = وغيرُهُ في التواطىءِ والسُّجودِ
لقد ضحَّى لأجلِ حياةِ شعبٍ = ولم يخشَ الرَّدَى .. نارَ الوقيدِ
بهِ الأجيالُ تفخرُ كلَّ دهرٍ = ترى إشراقة الفجر السَّعيدِ
سيبقى شاعرُ الأجيالِ نورًا = ونبراسًا إلى الأبدِ الأبيدِ
ويبقى شاعرَ الوطنِ المُفدَّى = وتعشقُ شعرَهُ كلُّ الأسودِ
تحدَّى الظلمَ لم يأبَهْ بشرٍّ = تحدَّى كلَّ جبار عنيدِ
وللأوطانِ في دمِ كلِّ حُرٍّ = عُهودٌ للوفاءِ بلا شهودِ
وَإنَّ الظلمَ مرتعهُ وخيمٌ = صروحُ الشَّرِّ تهوي في اللحودِ
وإنَّ الحقَّ لا يُعلى عليهِ = وصوتُ الشرّ يغدُو في هجودِ
سيقى شاعرَ الأحرارِ دومًا = وشعرُهُ للمناضلِ والشّهيدِ
وللحُرِّيَّةِ الحمراءِ يسعى = إليها كم سيعبرُ من سُدودِ
وإنَّ العزمَ بالإيمانِ يقوى = وحقُّ الشَّعبِ يرجعُ بالصُّمودِ
هي الآمالُ تصنعُهَا رجالٌ = تُحقّقُ بالنضالِ وبالجُهودِ