إلى أعداء أمتنا ... وشانئي دينها القويم
15كانون12022
شريف قاسم
أُوبوا إلى الرحمنِ ذي الآلاءِ= تُغْفَرْ مثالبُكم بلا استثناءِ
عودوا فقد آنَ الأوانُ لأوبةٍ= فيَّاضةِ بالتَّوبِ والبُشَراءِ
عودوا فلم تنفعْ عقائدُكم على = مافي لذيذِ الطَّعمِ في الحلواءِ !
ومقامُكم بين الهوى و هوانِكم = وإليهما مُدَّتْ خُطى المشَّاءِ
لكنَّ لذعَ المقتِ أودى بالخطى = فأُصيبَ ذا العدَّاءُ بالإعياءِ
أين الليالي المقمراتُ بحُبِّ مَنْ = وهبَ القلوبَ البيضَ خيرَ هناءِ
بقيامِ ليلٍ أو صيامِ نهارِه = أو وثبةٍ في الرحلةِ الغرَّاءِ ...
للحجِّ ، للتقوى ، وللقيمِ التي = تنهى نفوسَكُمُ عن الفحشاءِ
لمكارِمِ الأخلاقِ تسمو بالفتى = لينالَ مَربعَ قِمَّةِ العلياءِ
أُوبوا فإرثُ مُحَمَّدٍ فيه الرضا = يرقى بكم لمطارفِ الجوزاءِ
ماذا جنيتُم من يَدَيْ أعدائِكم = غيرَ التخاذُلِ عاثَ والبغضاءِ
فالبأسُ بينَكُمُ شديدٌ مهلكٌ = والبأسُ رهنُ القصَّةِ الشنعاءِ
جاءتْ بها الأنباءُ تُبكي مَنْ رأى = مافي بلادِكُمُ من البلواءِ
ثوبوا لبارئِكم وعودوا إخوةً = في ظلِّ ركنِ الشِّرعةِ السَّمحاءِ
إنَّ الفضاضةَ لم تكنْ وصفًا لنا = وَلَنَحْنُ أهلُ الوُدِّ لا الغلواءِ
كم من عُتُلٍّ عَنْجُهِيٍّ مجرمٍ = أذكى لهيبَ الفتنةِ العمياءِ
واللهُ يُهلكُ أيَّ باغٍ ظالمٍ = ويذيقُه من عاصفِ اللأواءِ
أوَّاهُ كم نشكو مرارةَ حالِنا = وتوجُّعَ الأكبادِ كلَّ مساءِ
نستعذبُ النَّجوى إذا ليلٌ سجى = بخضوعِ قلبٍ مخبتٍ و دعاءِ
ونرددُ الأذكارَ في فجرٍ بدا = حبًّا بنفحتِها على الأحناءِ
لمَّا افتقدْنا نورَ آياتِ الهدى = وعبيرَ مافي الوحيِ من أشذاءِ
وطوى الجفا ترتيلَها بصدورِنا = عشنا كميْتِ الزرعِ في البيداءِ
لمرارةِ الهجرِ الطويلِ لمصحفٍ = فَقْدُ العزاءِ ، فأين بعضُ عَزاءِ !
جفَّ الشُّعورُ مُغَيِّبًا أفراحَنا = باللهِ ، بالقرآنِ ، بالنُّصَراءِ !
نحيا ! فهل نستعذبُ الأذكارَ في = صدرِ النهارِ ، وعتمةَ الإدجاءِ !
أَقَسَا علينا العيشُ أثقلَ كاهلا = من حَملِ عارِ الغفلةِ البلهاءِ !
فالنفسُ تنزفُ وِزرَها وجناحُها = ماعادَ مشدودًا إلى لعذْبِ رواءِ
نَفْحُ الهدى الهفهافِ غابَ فما رأتْ = عينُ المُنيبِ تَبَسُّمَ البُشَراءِ
ماعادتِ العينانِ يذرِفُ دمعُها = خوفًا من الدَّيَّانِ يومَ لقاءِ
لكنَّه في الصَّدرِ كبَّله الأسى = وهو الحنينُ العَذْبُ للأصداءِ
أَمَضَى بريقُ الشَّوقِ في غسقِ الأذى = وكأنَّه مافاضَ في الأرجاءِ !
ألقاهُ همُّ القلبِ في دوَّامةٍ = ورماهُ في مستنقعِ الأهواءِ
أين المقامُ بظلِّ رحمةِ بارئِ = نرتادُه في الليلةِ الليلاءِ !
أوَّاهُ قد غفتِ الجفونُ كَلِيْلَةً = من غيرِ ما حُلُمٍ ولا إيحاءِ !
إنَّ المكارهَ والأذيَّةَ والأسى = حلَّتْ بأُمَّتِنا بلا استحياءِ
أوبي إلى الرحمنِ ويحك أُمَّتي = تَلْقَيْ زمامَ الهمَّةِ القَعْسَاءِ
عودي فقد طالَ المطالُ وأَوِّبي = بالذكرِ ما أبقى فلولَ شقاءِ
العزُّ شذوُ شريعتي ، فشريعتي = بالمجدُ بسمةُ وجهِها الوضَّاءِ
الوحيُ أكرمَها ، وأكرمَ أهلَها = باسمِ الإلهِ الخالقِ الأشياءِ
تأبى على الطاغوتِ مهما عربدتْ = نفسُ الشَّقيِّ بأبخسِ الأهواءِ
هي دينُ ربِّ العرشِ في دنيا الورى = وسواهُ وهمُ الفِرقةِ العمياءِ
وإنِ ابتغى يومًا سِواه مُضَلِّلٌ = ضاعتْ رؤاهُ وباءَ بالإدجاءِ
وحثا الدُّجَنَّةَ كفُّه فيها الشقا = ومعيشةً ضنكى وسوءَ ثواءِ
لم يبقَ دينٌ بعدَ دينِ محمَّدٍ = يرضاهُ ربُّ الناسِ في الغبراءِ
لو كان موسى في الحياة لَمَا دعا = لسواه أو أصغى إلى الخلطاءِ
أما نبيُّ الله عيسى فانتظرْ = فزمانُه آتٍ بغيرِ مِراءِ
آتٍ بإذنِ اللهِ يكسرُ وهمَهم = بالحقِّ باسم الشرعةِ السَّمحاءِ
ينهى عن الشركِ المقيتِ ويجتلي = دربَ السعادةِ دونما خُيَلاءِ
ليجدِدَ العهدَ القديمَ بما أتى = في محكمِ القرآنِ من لألاءِ
مافي العقولِ إذا زكتْ من هاجسٍ = يدعو بني الدنيا إلى البغضاءِ
فلقد هوتْ من فلسفاتٍ ردَّها = مافي أيادي الفطرةِ البيضاءِ
أفكارُهم آراؤهم أحزابُهم = باتتْ يَبَابًا فوقَ صمتِ خَواءِ
نستقرئُ الأيامَ تشهدُ أنَّها = جاءتْ بعينِ الرؤية العوراءِ
فقبيحةٌ فيها فصولُ نعيبِها = ورجاؤُها في الخيرِ سوءُ رجاءِ
نادوا إليها أمَّةً لم تلتَفِتْ = إلا لصوتِ الدعوةِ الزهراءِ
كلُّ الضلالاتِ الحديثةِ عُفِّرَتْ = بفسادِها المشبوبِ بالإزراءِ
وبنو محافلِها عرتْهم خجلةٌ = والنشوةُ امتُهنَتْ بلا استثناءِ
لم يُهزمِ الإسلامُ في يومٍ ولن = تُطوَى صحائفُ رفعةٍ و ثناءِ
دعْهم يخوضوا في بحارِ ضلالِهم = وبتيهِ طولِ الليلة الظلماءِ
تتسارعُ الأحداثُ أجَّجَ نارَها = مكرُ العتاةِ يسوقُهم لشقاءِ
خطواتُ شؤمٍ لم تزلْ تسعى على = شوكِ القنوطِ و وقدةِ الرمضاءِ
يقتاتُ طاغوتُ الزمانِ طعامَه = من طاهرِ الأجسادِ والأجزاءِ
لاكَ القلوبَ ، وباتَ يمضغُ شهدَها = فأقامَ ماللشرِّ من بأساءِ
لكنَّها غابتْ حقيقةُ إرثِها = عن ذهنِه المدفونِ في الغلواءِ
إنَّ القلوبَ أيا مغفَّلُ : وَهْجُها = مازالَ يُذكي الثأرَ في الأحناءِ
ستزولُ عتمةُ ظلمِكم وعُتُوِّكم = وسينجلي فجرُ الغدِ الوضَّاءِ
لن تلجمَ الأوثانُ صوتَ أذانِنا = في العالمين وضجَّةُ الغوغاءِ
موتوا بغيظٍ لاتزالُ تسوقُكم = صفعاتُه لجهنَّم الحمراءِ
إن أدمتِ الأحقادُ وجهَ نهارِنا = فالنُّورُ نورُ اللهِ ليس بناءِ
ويقينُنا باللهِ أكبرُ من أذى = تطغى مخالبُه على الأحشاءِ
واللهُ بالمرصادِ للباغي وإن = طالَ الوقوفُ على قتادِ الدَّاءِ
واللهُ ليس بغافلٍ عمَّا جرى = من زمرةِ الأوغادِ والأعداءِ
للتَّمتماتِ بثغْرِ طفلٍ مُبتَلَى = في فَقْدِ لهفةِ لمسةِ الآباءِ
قتلوا أباه ، ومزَّقوا أشلاءَه = والأمُّ باتتْ في يدِ اللأواءِ
وأخوهُ عطَّرَ ذكرُه البيتَ الذي = أمسى ركامًا من أذى السُّفهاءِ
ذبحوهُ عند البابِ أعزلَ لم يكن = يدري بقسوةِ ما لدى أُولاءِ
الحقدُ دينٌ ، والسَّفاهةُ مذهبٌ = والكفرُ ريحُ الغارةِ الهوجاءِ
هيهاتَ تختبئُ الرذائل في فتىً = جافَتْهُ كلُّ فضيلةٍ و حياءِ
أو عاشَ تحجزُه المروءةُ إنَّها = دُفِنتْ برمسِ الجَوْرِ والبغضاءِ
هيهاتَ توقظُه النداءاتُ التي = يصغي إليها الكونُ كلَّ مساءِ
تقتاتُها المهجُ اشتكتْ إذ أُنهِكَتْ = من وطأة الإيلامِ والإيذاءِ
تشكو إلى الديَّانِ أوجاعًا رمتْ = أيامَ قلبٍ منهَكٍ من داءِ
جلاَّدُهم أعمى تنالُ أكُفُّه = مَن عاشَ في طهرٍ وفي إعلاءِ
وَقُضاتُهم حكموا كما شاء الهوى = بالظلمِ لا بالشِّرعةِ العصماءِ
ومنافقون على موائدِ خِسَّةٍ = باعوا كريمَ العيشِ بالأهواءِ
واسترخصوا قتلَ البريءِ وما دروا = شأنَ الشهيدِ ومنزلَ الشهداءِ
هتفوا لمجرمِهم وأعلوا قدْرَه = ونسوا حسابَ اللهِ يومَ قضاءِ
كوحوشِ غابٍ كشَّرتْ أنيابَها = بَغْيًا بلا شرفٍ ولا استحياءِ
أرأيْتَ ذئبًا جائعا والنَّابُ في = كبدِ الضِّعافِ فليس من إرواءِ
وربوعُ قريتنا : السكونُ غطاؤُها = من وقْدِ سمِّ الحيَّةِ الرقطاءِ
وبيوتُها باتتْ ركاما والأسى = من فوقها كالخيمةِ السوداءِ
لم يلقِ بالا مَن رآها إذْ درى = ما قد جرى في هذه الأنحاءِ
أَهِيَ القوارعُ والصواعقُ واللظى = قد أمعنتْ بالعصفِ بالأحشاءِ !
كم من أثيمٍ حاولتْ أضغانُه = طمسَ السَّنى المتألقِ الوضَّاءِ !
نمرودُ أو فرعونُ أو طاغوتُهم = متمثلا بهما بخبثِ دهاءِ
لم يفلحوا يومًا ، لوأدِ شريعةٍ = أبدًا ، ولن يُطوَى هدى الغرَّاءِ
إنْ يبسطوا كفَّ المكارهِ للهدى = تُدرَكْ بِبَتْرٍ جاءَ خيرَ جزاءِ
قد مرَّغَ الإسلامُ أنفَ مخاتلٍ = ومكابرٍ ذي الخطبةِ الجوفاءِ
أسماؤُهم وصفاتُهم مثلُ الدخانِ ..= .. مبددا إذْ ليس من إرجاءِ
يمضون لم تبكِ السَّماءُ عليهمُ = والأرضُ لم تحفلْ بذي الأسواءِ
هذي مناكبُها تموجُ بشرِّهم = وعليهِمُ اللعناتُ كلَّ مساءِ
إبليسُ جنَّدَهم فبئستْ حملة = تاهتْ وراءَ النِّحلةِ النكراءِ
هم أوقدوا للناسِ نارَ مصيبةٍ = والكربُ حولَ الخَلْقِ في إدناءِ
والناسُ ضجَّتْ بالدعاءِ قلوبُهم = فَهُمُ مدارُ الفتنةِ الشَّنعاءِ
نظراتُهم تخفي الضغائنَ إنَّهم = أبناءُ تلك المضغةِ السَّوداءِ
في الليلِ ينكبُّون دون دهائهم = يتشاورون بصيغةِ الإيذاءِ
صفحاتُ لؤمٍ غائماتٌ إنَّما = هي صورةُ الأحقادِ للجبناءِ
لايضمرون لديننا إلا الأذى = دافوه بالأهوالِ والإزراءِ
وَتَوَهُّجُ المكرِ المخبَّأِ لم يزل = بصدورِهم كالسمِّ في الرقطاءِ
عاشوا به متشبثينَ لعلهم = يسطونَ في يومٍ على النُّجباءِ
لكنَّ فطرةَ أُمَّتي ردَّتْهُمُ = بالقهرِ والخِذلانِ والإعياءِ
ورأتْ بهم أشتاتَ زيفٍ فَجَّةً = في معجمِ الأشرارِ : عينُ الرائي
من كافرٍ أو مشركٍ أو آثمٍ = ومنافقٍ من زمرةِ الغوغاءِ
أو مجرمٍ أو حاقدٍ أو خائنٍ = أو فاسقٍ أو تاجرِ استهزاءِ
فبشرِّهم يكتظُّ مَيْدانٌ لهم = ترعاهُ خيبةُ فاسدِ الآراءِ
موتوا بغيظٍ لن يكونَ لكم غدٌ = جئتُم إليه باليدِ الشَّلاءِ
فالأرضُ بالإسلامِ تُعمَرُ والهدى = طولَ المدى ، والسُّنَّةِ الغرَّاءِ
وَلْيَخْسَأِ الأعداءُ مهما أمعنوا = بالكيدِ ، بئسَ تواطُؤُ الأعداءِ
الخالدُ الإسلامُ دينُ مُحَمَّدٍ = وسواه للأرماسِ والإفناءِ
فشريعتي الغرَّاءُ مصباحُ الدجى = بيدِ الحفيِّ الفذِّ في الحكماءِ
أغنى بحلتِها المآثرَ فانجلتْ = مرموقةً كالليلة القمراءِ
عربيَّةٌ ألفاظُها ممشوقةٌ = والسِّحرُ أحرفُ فائحِ الأشذاءِ
نزلَ الكتابُ بها فَعَذْبُ بيانها = للنفسِ يأسرُ قارئَ الإسراءِ
تسمو بها القيمُ الحِسانُ فصيحةً = وترفُّ بالإفصاحِ والإيماءِ
وكتابُ ربِّك معجزٌ ضمَّتْهُ في = حسن البلاغةِ أو يدِ العلماءِ
هي موئلُ اللهجاتِ قد ألْفَتْ بها = قيمُ المفاخرِ من سنىً و بهاءِ
وهي الهُويَّةُ للعروبةِ أسلمتْ = لله ربِّ الخلقِ ذي الآلاءِ
غَذَّتْ مطامحَ شاعرٍ أو عالمِ = منها تُصاغُ بدائعَ الشعراءِ
كم حاول الأعداءُ طمسَ جمالِها = حقدًا على الفينانةِ الغيداءِ
فتهافتت أحقادُهم وارتدَّ في = ثوبِ الخسارةِ شانئُ البلغاءِ
تبقى على قيدِ الحياةِ عزيزةً = لغةُ الشريعةِ رغمَ طولِ الدَّاءِ
قرآنُها باقٍ بدنيانا وقد = ماتت لغاتٌ وانطوتْ بفَناءِ
يكفي لها شرفًا بأنَّ الوحيَ قد = ألقى بمصحفِها أجلَّ نداءِ
فاقرأ وبالعربية اقرأْ إنَّها = لغةُ الحنيفِ ودعوةُ البُشَرَاءِ
فوَّاحةٌ بالمجدِ أعلى شأنَها = ربُ الوجودِ وخالقُ الجوزاءِ
هو صرحُها المشهودُ يشمخ عاليا = رغمَ الرياحِ الهوجِ والسُّفهاءِ
أعداؤُها أعداءُ شرعتِنا فكنْ = فَطِنًا لكلِّ سفاهةٍ و عواءِ
تتثاقلُ الأيامُ إن أرغتْ بها = بيدِ المكارهِ ِ نشوةُ استعلاءِ
إذ تسكنُ الأحياءَ منهكةَ القُوى = بيضُ القلوبِ ، وغصَّةُ الأحناءِ
لولا أذانُ الفجرِ يبعثُ عزَّةً = فيها تُعادُ نضارةُ العصماءِ
وتعيدُ للأرواحِ ودقَ ربيعِها = في جودِ دفقِ الغيمةِ الوطفاءِ
تسقي الظماءَ إلى الجهادِ كؤوسُها = وتثيرُ شذوَ الثأرِ في الأشلاءِ
وتهونُ دونَ الغايةِ الفضلى وقد = ثقلتْ مواجعُ وطأةِ الأعباءِ
الحافظُ الدَّيَّانُ : للإسلامِ لم = يقدرْ على الإسلامِ أهلُ مِراءِ
فاللهُ يرمي الظالمين فليس من = نصرٍ لهم في سائرِ الأنحاءِ
دين به القيمُ التي لم تنصرمْ = عن فطرةِ الرحمنِ ذي الآلاءِ
من وحيِ ربِّ العرشِ فاضَ ضياؤُه = فأنارَ دنيا الناسِ بالبيضاءِ
وبه احتفى وجهُ الزمانِ عذوبةً = لبهاءِ ما في الآيِ من إيحاءِ
ولَّتْ كآباتُ الفسادِ وأدبرتْ = همزاتُ ذي الوسواسِ والغلواءِ
فالجاهليةُ تُزدَرَى ، وضلالُها = يسفيه طيبُ الدعوةِ السَّمحاءِ
وشراعُ مركبِها تقطَّعَ حبلُه = إذ دارَ في دوَّامةِ البلواءِ
مَن هؤلاءِ تقاربُوا واستأسدوا = لعداوةِ الإسلامِ في الآناءِ
هم يمكرون وربُّنا الأعلى لهم = ذو الأمرِ بالمرصادِ للسُّفهاءِ
والفطرةُ العصماءُ تصفعُ زورَهم = وتردُّ ما في الزورِ من آراءِ
قد سفَّهتْ أحلامَهم فتهافتتْ = كتهافُتٍ للهجمةِ الرعناءِ
هم مفلسون من الفخارِ وإنَّهم = ليسوا بدنيانا من الفضلاءِ
وهم اللئامُ فَقَدْرُهُم أولى به = نارُ الجحيمِ وليس من إطفاءِ
يا أُمَّتي : شكواكِ للديَّانِ ما = لكِ في الورى للكربِ من شفعاءِ
الغربُ ! أم ذا الشرقُ ! مالعهودِهم = إلا الخداعُ بِأُذْنِهِ الصَّمَّاءِ
ولئنْ ظمئتِ فليس من ساقٍ سوى = كفِّ اليقينِ براحمِ الأنضاءِ
فاستنهضي عزمًا لديكِ أنامَه = مافي النوى عن أطيبِ الأفياءِ !
حيثُ انبعاثُ الروحِ من رمسِ الونى = وصهيلُ خيلِ الفتحِ في الهيجاءِ
لا عاشَ مَن أغرَتْهُ شهوةُ نفسِه = فأناخَ للإذعانِ والإغراءِ
هذي الحياةُ عزيزُها مَن عاشَها = ردءًا لدينِ اللهِ في العظماءِ
فبه تعزُّ حياتُه ، وبغيره = يبقى أسيرَ ومذلةٍ وعناءِ
والعزُّ بالإسلامِ فاعلمْ . إنَّما = في غيرِه الإذعانُ للأعداءِ
مهما ابتغينا عزَّنا في غيرِه = بُؤْنَا بسوءِ تجارةِ السُّفهاءِ
يا أمَّتي مازلتِ منجبةً فما = ماتتْ أصولُ الصِّيدِ في البيداءِ
فالخيمةُ ابتهجتْ لطيبِ زمانِها = والواحةُ اشتاقتْ إلى الوجناءِ
وغدا بإذنِ اللهِ يمرعُ حقلُنا = يسقيه وَدْقُ الآيِ طيبَ الماءِ
فالصُّبحُ آتٍ لامحالةَ ثغرُه = بالحقِّ هلَّ بقوَّةٍ و مَضاءِ
اللهُ أكبرُ لم تزل يا أُمَّتي = تُنبي عن الأغرودةِ الشَّمَّاءِ
عن عِزَّةٍ تُرجَى ورحمةِ شرعِنا= بالناسِ كلِّ الناسِ في الغبراءِ
يا أمتي شكواكِ للديَّانِ ما=لكِ في الورى للخطبِ من شفعاءِ
الغربُ أم ذا الشرقُ ما لعهودِهم =إلا الخداع بإذنه الصَّمَّاءِ
ولئنْ ظمئتِ فليس من ساقٍ سوى=كفِّ اليقينِ براحمِ الأنضاءِ
فاستنهضي عزمًا لديكِ أنامَه=مافي النَّوى عن أطيبِ الأفياءِ
حيثُ انبعاثُ الروحِ من رمسِ الونى =وصهيلِ خيلِ الفتحِ في الهيجاءِ
لاعاشَ مَن أغرتْهُ شهوةُ نفسِه=فأناخَ للطاغوتِ والإغراءِ
إنَّ الحياةَ عزيزُها مَن عاشَها=درعًا لدين اللهِ في الآناءِ
فبه تطيبُ حياتُه ، وبغيرِه=يبقى بقيدِ إهانةٍ و عناءِ
يا أمتي مازلتِ منجبةً فما=هانَ الشبابُ وأُقعِدوا لخواءِ
فغدًا بإذن اللهِ يمرعُ زرعُنا=يسقيه وَدْقُ الآيِ في الأرجاءِ
والصُّبحُ آتٍ لامحالةَ ثغرُه =نادى شبابَ الهمَّةِ القعساءِ
الَّلهُ أكبرُ لم تزل يا أمَّتي=تُنبي عن الأغرودةِ العصماءِ
عن عزَّةٍ تُرجَى ورحمةِ شرعِنا=بالناسِ كلِّ الناسِ في الغبراءِ
وسوم: العدد 1010