سهم في القلب
انعقد مجلس آباء الطلاب في ثانوية دبي في أحد أعوام تسعينات القرن الماضي ، وبحث أولياء الأمور والمدرسون بعض الوسائل لمعالجة قصور الطلاب في موادّهم الدراسية .
وكان أن اقترح أحد الآباء إنشاء نادٍ للغة الإنجليزية في المدرسة ، وارتأى بعضهم إيجاد أنشطة لرفع مستوى التلاميذ في اللغة العربية ، لكنّ ذلك الأب استهجن الاهتمام باللغة العربية مدّعياً أنها أصبحت عديمة الجدوى ، وأن الزمن تخطّاها إلى الإنجليزية بصفتها لغة عالمية تستحق الاهتمام ... وكان نقاش ... وولدَتْ هذه الأبيات :
فوجئت بالقـلب انقسـمْ = والروح ِ ترجُفُ من ألمْ
والعين ِ تدمعُ من أسىً = والنفس ِ في طَوْر العدمْ
لـمّـا تـشــدّقَ نـاطـقٌ = بـبـلـيغ ِ آيـاتِ الحِـكَمْ !!
إذ قال بالأمس القـريـ = ب ِ مُجانـبـاً حـدَّ الـفَهَـمْ
إنــّا نــريـــدُ نـواديـــاً= تـشـدو بأنـغــام العـجـَـمْ
نبغي الحديثَ بلُكنة الـ = أغرابِ أصحابِ العَـلَـمْ
فـيـهـا الـفـوائــدُ جَمّـَةٌ = والعـزُّ يـأتي مـن أمـَمْ!!
ثمَّ استفـاضَ موضّـِحاً = خيراتِ جَدْوى ما رَسَمْ!
* * *=* * *
نادَيْتُ : هل للساننا الـ = عـربيِّ أيضاً منْ قِـسَـمْ؟
لغـةِ الـكتـابِ بـلاغـة ً = فيهـا حوَتْ أغلى القِيَـمْ
سـِحْرُ البيان ِ قـديمُهـا = وجديـدُهـا بحـرٌ خِضَـمّ
* * *=* * *
ردَّ الجهـولُ بـِنَـبـْرةٍ = توحي بفِكـرٍ ذي سَـقَـَمْ
دَعْني ، فقد أودى بها = ما قـد عَـراهـا مِنْ قِـدَمْ
كـانـتْ قـديمـاً قـلعـة ً = وسـياجُهــا الآنَ انهَـدَمْ!
* * *=* * *
فـأجـبـْتُـه بـطلاقــة ٍ = متحَبـِّبـاً ، ثـَبْـتَ القـَدَمْ
العيـبُ فينـا صاحبي = حينَ انْجَـرَرْنا كالغـَنـَمْ
من غيرِ تفكيرٍ صحيـ = ح ٍ خلْفَ مبهور ٍ وَجَمْ
مما رأى في الغرب دو= نَ العـلمِ ما بعـدَ الأَكـَمْ
لو كانَ يعْـلمُ مَنْ همو = عَضَّ الأصابعَ منْ نَدَمْ
عاشـوا بغيـرِ محـبّـَةٍ = وعن التعاطُفِ في صَمَمْ
وشعارُهُمْ جمعُ المَنـا = فِعِ إن بـمـدح ٍ أو بـذ َمْ
إنسانُهُـمْ بالمـالِ والـ = إرهابِ شخصٌ محترمْ!
والحـقُّ مُلْـكٌ لـلقـويّ= وإنْ تـمــادى أوْ ظـَلـَمْ
وحضارةُ الغربِ القُشو = رُ فهلْ ترى بعدُ الحُطَمْ؟
العـيـبُ فـيـنـا إذ ْ بـدا = إنسانـُنـا واهي الهـِمَـمْ
غثّ ُ المتاع ِ متـاعُـهُ = وعن المروءاتِ انفَطَمْ
وإذا بـهِ بـَيْــنَ الأُمَـمْ = واحسرتا ، هَـشّ ٌ قَـَزَمْ