فهبُّوا إليها ، وسيروا بها
هوامش :
- الأبلخُ : الأفخمُ ، الأجلُّ .
- الجبذ : الجذب أو الشَّد .
- السَّبق ، الغلب .
- لم ينتض : لم يستل .
- مصارمة : مقاطعة .
- البهرج : الباطل .
- المرط : غطاء الحشمة للمرأة .
- الصَّاب : المُـر
- المستوفز : المستعد للوثوب . السَّفا : التراب الذي تحركه الرياح . الأسبغ : الكثير ، الواسع .
- ينزغ : يفسد
فهذي الجموعُ وقرأنُهـا = وتلك البطولاتُ يومَ اللقاءْ
هوَ العِـزُّ أحياهُ إيمانُها = ونورُ اليقينِ بربِّ السَّماءْ
فليستْ تموتُ مغاني السَّنى = وساقي عُلاهـا نديُّ الرَّجاءْ
سيأتي الربيعُ بها سُؤدُدًا = ويُبدلُ ضنكَ الجفـا بالرخاءْ
أينصرمُ الوحيُ ، والبيِّنات = وتُطوَى الرُّؤى ، ويجفُّ السَّحابْ !
وتَبلَى الوضاءةُ في الخافقين = وتعظمُ في الخَلْقِ نارُ المُصابْ !
فديْتُ بروحي المثاني العِذاب = وسُنَّةَ طه ، وحُلْوَ الخطابْ
ألا أيُّهـا المشركون البُغاة = خسئتُم فقد حانَ وقتُ الحسابْ
* * *=* * *
يعربدُ طاغٍ ، ويهزأُ باغٍ = وحالُ بلادي وشعبي شتيتْ !
وخطوُ الرَّزايا على صدرِه = ثقيلٌ ثقيلٌ مميتٌ مميتْ !
فكم لذبيحٍ جرتْ مقلتي =وكم لشهيدٍ أبيٍّ دُميتْ !
بك الأملُ العَذْبُ ربَّ الورى = وإنَِّي به يا إلهي كُفيتْ
* * *=* * *
لقد سلقَ الحقدُ قلبَ الخبيث = بنارٍ تلظَّتْ ، وما من مُغيثْ
وللقَدَرِ الحقِّ يومُ سِياط = على الظَّهرِ ألوى ، فما من نكوثْ
فعجِّلْ عدوَّ الحياةِ الزَّنيم = بزهوِ الغرورِ ، بسيرٍ حثيثْ
فوزرُكَ أكبرُ ممَّـا تراه = فعجِّلْ ففيه يطولُ الحديثْ
* * *=* * *
إذا جَحَدَ الحقَّ أهلُ المزاج = فداءٌ تمادى ، وما من علاجْ
وعاثوا فسادًا بمخلبِ ظلمٍ = أراقَ الدِّماءَ بكلِّ الفجاجْ
وأرجفَ قومٌ بسوءِ المقال = وأُبدِلَ عَذْبُ المنى بالأُجاجْ
ولكنْ لكلِّ اعتسافٍ زوال = وللكربِ مهما يطولُ انفراجْ
* * *=* * *
أتينا فقمْ ، واشهدِ المؤمنين = بأثوابِ فجرِ قدومِ الفلاحْ
بصحوةِ جيلٍ علا شأنُه = يُجَدِّدُ زهوًا بأسمى جناحْ
ولا تَعْجَبَنَّ فهذي الجموع = رعتْها المصاحفُ رغمَ الجراحْ
سيشرقُ فجرٌ لها في الوجود = ويغسلُ أرواحَهم بالصَّباحْ
* * *=* * *
قرأنا الزمانَ ، وما أرَّخـا = وإرثَ اللئامِ وما فرَّخـا
وكُنَّا على ثقةٍ أنَّهم = هُـمُ مَن أساءَ ، ومَن لطَّخـا
وهم بالمكائدِ دافوا الرؤى = وحاكوا الدسائسَ والأوسخا
ولكنْ سيبقى هُدانا الوضيء = لنا الموئلَ الراسخَ الأبلخا (1)
* * *=* * *
أيا أُمَّتي ضجَّ صدرُ الخطوب = لخبثِ الفرنجةِ ، خبثِ اليهودْ
وأوغلَ يقتلُ أطفالَنا = عتاةٌ طغاةٌ ونحنُ رقودْ
وإخوانُنا في دياجي السُّجون = يعانون ظلمَ الجُناةِ الشَّديدْ
بأرجائِنا حيثُ عجَّ الخراب = وكادَ يضيعُ الرجا والجهودْ
* * *=* * *
يكدُّ المصابُ بِهَمٍّ و وقذِ = فؤادًا هوى بينَ رزءٍ وجبْذِ (2)
فمكمَنُ وهنٍ بهذا المقام = وموئلُ زورٍ علي مستلَذِّ
يعاني الفؤادُ بلا جذوةٍ = به ترتقي شطرَ سامٍ وفَذِّ
فَعُدْ مؤمنًـا بالمثاني الحِسان = تجدْ ركنَك الطودَ يعلو ببذِّ (3)
* * *=* * *
أخي إنَّ قومًـا عراهم أذىً = وعشعشَ فيهم فسادُ الغرورْ
وأمسوا كموتى بليلِ القبور= وغابَ الجسورُ ، وقلَّ النَّصيرْ
فلا بُدَّ من صحوةٍ كالنَّهار = تزيلُ الهوانَ ، وتطوي الشُّرورْ
فَأَذِّنْ بروحك فوقَ الدُّجى = تَـرَ النُّورَ يهمي بفجرٍ وثيرْ
* * *=* * *
سيُخزي الطغاةَ إلهُ الورى = ويُفني أواصرَ غمزٍ ولمـزِ
لخبثٍ ولؤمٍ أتَتْنَا به = فيالقُهُم ذاتُ غدرٍ و وخزِ
ستُجتثُّ أركانُهم ، والنُّسوع = تقطعُهـا كفُّ مجدٍ وعـِـزِّ
ويبقى مآلُ العدوِّ الغشوم = تبارًا بيومٍ ــ من الله ــ مخزِ
* * *=* * *
ويأبى الإلهُ الذي آمنتْ = بـه أُمَّـةٌ ذاتُ صبرٍ وبأسِ
بأن لاتهبَّ كريحٍ عقيم = وتقتلعَ الظالمين بفأسِ
وتدفنَ صوتَ الشَّقاءِ الغشوم = وإن صالَ بالمرجفاتِ برمسِ
ويومئذٍ ليس يبقى عواء = لذئبٍ جسورٍ بنابٍ وضرسِ
* * *=* * *
سلوا الأمَّةَ اليومَ عمَّـن ثوى = ولفَّ محيَّـاهُ داءُ انكماشْ
وألفى على الهونِ قوتَ الهوان = فراقَ صَغَارٌ وطابَ افتراشْ
ولم ينتضِ النأيَ عمَّـا يشين = فجاءَ على ساعديه ارتعاشْ (4)
فعيشُك هذا سماتُ الخنوع = فهيهات تلقى عليه انتعاشْ
* * *=* * *
مصارمـةُ الباطلِ المُحْتَفَى = بعوراتِه بينَ وغدٍ ولصِّ (5)
حقيقةُ فتحٍ مكينٍ ، وعهد = إليه الأباةُ تنادوا بحرصِ
فليس لبهرجِهم من ثمار = فهُم في ضياعٍ وبؤسٍ ونكصِ (6)
وهم كالفقاقيع لايُجتَنَى = بأيديهُـمُ غيرُ نكْدٍ ونقصِ
* * *=* * *
لقد حملَ الشَّرُّ أحقادَه = إلينا عيانا بغيرِ غموضْ
وأمعنَ بالبغيِ في كبرياء = وأفردَ للناسِ كربًا بغيضْ
تلظَّى شقاهُ بمقتٍ لنا = فداء بهذا المارِ العريضْ
وما زالَ يسعى بأذنابه = ليلغيَ بالخُبثِ أغلى الفروضْ
* * *=* * *
تهاويلُ أعدائِنا محضُ لغط = ترددُه شفتانا ببسطِ
وعن غزوِ بلدانِنا ما نأوا = فمكرٌ بمكرٍ ، وربطٌ بربطِ
أباحوا المحرَّمَ في أرضِنا = ومزَّقَ فُسَّاقُهُم طهرَ مرطِ (7)
إبادتُنا هدفٌ لم يزل = لديهم يُحـاكُ بمغزلِ رهطِ
* * *=* * *
تهاوتْ حكاياتُهم ، وانتهى = هُراءٌ عفا من زنيمٍ و فـظِّ
فما من غِنَىً عن مثاني الإله = وعن سُنَنٍ ذاتِ رشدٍ و وعظِ
هَدَانا إليه النَّبيُّ الحبيب = ففي صَوْنِ روحٍ سناها وحفظِ
وفرسانُها كلُّ بَـرٍّ تقيٍّ = وكلُّ أبيٍّ شجاعٍ ويَقْظِ
* * *=* * *
ولعنةُ ربِّي عليهم تطول = ومَن حولهم من عُتاةِ الشِّيعْ
ومَن باتَ يُؤذي الكرامَ التُّقاة = عليه من اللهِ فيضُ الجزعْ
سيلقى العذابَ الأليمَ الشَّديد = ويودعُ في حفرةٍ إذْ يقعْ
فيا أيُّها المجرم المستهين = بيوم الجزاءِ عراكَ الفزعْ
* * *=* * *
براءةُ شيطانِهم صفحةٌ = بها الصَّابُ يُسقَى من الزُّيَّغِ (8)
فَمُسْتَوْفِزٌ لم يزل لاهثًـا = وهم خلفَه كالسَّفا الأسبغِ (9)
يعدُّون بالشَّرِّ أوكارَهم = كأنْ لم يشظُّوا ، ولم ينزغِ (10)
حذاري ، حذاري ، فهم طغمةٌ = تعادي من الخيرِ مانبتغي
* * *=* * *
فنفحُ الصحارى ، وشذوُ الربا = تعيدُ الفخارَ ، وتنفي الجنفْ
فيُزهرُ بالمجدِ طُهرُ الهضاب = ويلبس في العيد ثوبَ الشَّرفْ
فبالدين يحيا مواتُ القلوب = وبالدين يرجعُ ماقد سلفْ
فلا تغفلوا عن هُدانا العظيم = فيُبدل ربحُ العلى بالتَّلفْ
* * *=* * *
لنا لمغاني النَّبيِّ اشتياق = وللنورِ والروحِ منا عناقْ
لقد طالَ واللهِ عمرُ الجفا = وأُضرمَ بالشَّجوِ جمرُ الفراقْ
تصحَّر صدري ، ومات الربيع = وما السُّهدُ في العين إلا احتراقْ
إلهيَ فامننْ بوصلٍ قريب = وفرِّجْ ، فأيَّامُنا لاتُطاقْ
* * *=* * *
بكتْ أُمَّتي لابدمعٍ جرى = ولكنْ بفيضِ دماءٍ فِداكْ
وما عَبَدَتْ رغم جَوْرِ اللئام = ورغمَ الرزايا الكِبار سِواك
فياربِّ رحماكَ للوفدِ ناء = وفيه رضيعٌ وشيخٌ أتاك
ويحملُ ياربِّ شكوى الشآم = وقد لاذَ أبناؤُها في حِماك
* * *=* * *
وعاقبةُ الأمرِ مهما طغى = ودلهمَ خطبُ الليالي الطِّوالْ
لأهلِ التُّقى ، والكرامِ الهُداة = فليلُ المآسي يشدُّ الرِّحالْ
فتبًّـا لأهلِ الضَّلالِ العتاة = وبئسَ أذاهم ، وبئسَ المقالْ
وربِّي عليمٌ بما يفعلون = ولكنْ لكلِّ فسادٍ زوالْ
* * *=* * *
نظرتُ إلى النَّاصرين الجهاد = فشاهدْتُ أفواجَهم كالنُّجومْ
فكم من محبٍّ لبذلِ الدماء = ويهوى لقاءَ العدوِّ الغشومْ
وكم من شبابٍ سموا بالهدى = وعافوا اللذائذَ عافوا الهشيمْ
تعودُ البطولةُ والعنفوان = بوجهِ الشَّبابِ الأبيِّ الكريمْ
* * *=* * *
شريعتُنا وحيُ ربِّ السَّماء = ففيها الفلاحُ وفيها المننْ
وفيها المآثرُ أبهى القطوف = تدلَّى عليها الجلالُ الحَسَنْ
وطافتْ يداها بدنيا الورى = لتجتثَّ منها الشَّقا والمحنْ
= ليخضرَّ بالخيرِ وجهُ الزمنْ
* * *=* * *
بغى وتمادى وظنَّ له = إذا شاءَ ماشاءَ ذا الأبلهُ
وأوجدَ مأساةَ شعبٍ عظيم = فمزَّقَ بالحقدِ أوصالهُ
فبئسَ الشَّقيُّ اللئيمُ اللعين = رأينا بأفعالِه جهلهُ
وأهلُ الورى شاهدوا غيَّـه = فسبُّوا لغيٍّ بدا أهلهُ
* * *=* * *
أُحدِّثُ نفسي فأضحك من =صحائفَ مجدٍ عُلاهُنَّ أخوى
وأبكي شجيَّ فؤادٍ جريح = على الشَّعبِ لم يبلغ اليومَ شأوا
وبينهما جمرةٌ من حنين = لها النَّفسُ رغمَ المكاره تهوى
وفيه قرأتُ حديثَ الوفاء = ليومٍ إليه المرابطُ يهوى
* * *=* * *
أقعقعةَ البأسِ في مسمعي = وعربدة الغيِّ ، حقدُ الشَّقي
ويانارَ حزني على أُمَّتي = أُوارُكِ ــ واللهِ ــ في أضلعي
سأدفنُ يأسي بكفِّ اليقين = فلستُ بواهٍ ، ولا بالخلي
أنا المسلمُ المكتوي بالخطوب = وبارقةُ الفَرَجِ الحُلوِ لي