أدورُ أدورُ أقلقنـي الملالُ=وأصحو ليـس يلويني ضَّلالُ
وتخبو هِمَّتي حينا وحينا=تؤججُها العقيدةُ والخِصالُ !!
أدورُ وعاصفُ الأرزاءِ حولي=به يتواثبُ الدَّاءُ العضالُ
فكم هبَّتْ على صدري رياحٌ=وكم هطلتْ على قلبي ثِقالُ !!
يرومُ المفسدون فسادَ نفسي=فتأبى أن تسفَّ بي الفِعالُ
وعاثَ الأجنبيُّ بفيءِ فخري=يدغدغُه على حلمٍ خيالُ !!
ويلوي الآثمون بها يميني=فتصفعهم بغضبتِها الشمالُ
وكم حفروا لمجدي من قبورٍ=ومجدي في الأعالي لا يُنالُ
رعاني اللهُ بالإسلامِ وجهًا=سماويًّا فليس له اعتلالُ
فروحي مصحفي ، ودليلُ عزِّي=رسولُ اللهِ سُنَّتُه : المِثالُ
ويرتدُّ الغزاةُ بكلِّ قرنٍ=بخيبتِهم ، و يركلُهم خبالُ
مناكبُ صحوتي تقوى و تعلو=وهدمُ بنائها العالي محالُ
قضى و اختارني ربي لدينٍ=فليس لهدِّ أركاني مجالُ
أنا في الأرضِ أُمَّةُ خيرِ نهجٍ=ومِنِّي للعلى شُدَّتْ رِحالُ
وتنتفضُ العزيمةُ رغم كربي=وللكربِ استعارٌ و اشتعالُ
ستبقى ( أُمَّةَُ الإسلامِ ) نورا=فليس لشمسِ قرآني زوالُ
تدورُ وفي محيطِ الشجوِ تحيا=وللآلامِ طاغيةً وصالُ
وإني من بنيها اليوم أشدو=ولكنْ ما الذي فيها يُقالُ ؟!
وما ليلُ الخطوبِ سوى غيومٍ=تُبدَّدُ حين يعتدُّ الرجالُ
فقلْ للظالمين ، وكلِّ عادٍ=هي الأيامُ ويلكمُ سجالُ
وتبقى غُمَّةُ العصرِ المُدمَّى=تُعرِّيكم مخازيه الطِّوالُ !!
لنا الشِّيمُ النَّديَّةُ لم تُصوِّحْ=لنا القيمُ الأثيرةُ و الخصالُ
وأُمتُنا لأهلِ الأرضِ دوحٌ=ترفُّ على تأرجه الظلالُ
توشِّي بالسَّنا القدسيِّ دنيا=فتمرعُ في نضارتِها الرمالُ
وأندى من يدِ الإسلامِ فيها=على الإنسانِ لم يجدِ النَّوالُ
ملأنا الكونَ بالآلاءِ جودًا=ولمَّا يبقَ للعوزِ احتمالُ
وأنزلَ من سماءِ البِرِّ ربي=سحائبَ فضلِه فجرى الزُّلالُ
وأكرمها فلم تألفْ هوانا=ولم يَعْرُ ابتسامَتَها ابتذالُ
وآتاها من العليا كمالا=وليس لغيرِها يحلو الكمالُ
ونام بدفئها مَنْ كان يشقى=قريرَ العينِ أغناه اعتدالُ
فـللأرزاءِ عن مقلٍ أُفولٌ=وللجرحِ الذي يُؤذي اندمالُ
وللنفسِ المعارجُ سامياتٍ=وليس لها مع اللهوِ انشغالُ
وسبَّحَ ربُّ هذا البيتِ حمدًا=لبارئه وقد فرحَ العيالُ
وبين عروقِه يجري حنانٌ=ومن أخلاقه ازدانَ الجمالُ
وللقلبِ ارتقاءٌ و انعتاقٌ=وما جرَّتْه لـلأدنى حبالُ
وبالقرآنِ هبَّ وقد تسامى=له في هدأةِ الـليلِ ابتهالُ
رفيع القدْرِ لم يلحقْهُ عارٌ=ولمَّـَّا تُدمِ رفعتَه النِّصالُ
وتلك ملامحُ الإنسانِ فينا=له في كلِّ مكرمةٍ وصالُ
رعاها اللهُ أُمَّةَ خيرِ دينٍ=لها بمحاسنِ التقوى وِصالُ
فهل في هجمةِ التَّغريبِ وجهٌ=له إنْ جدَّتِ البلوى نِزالُ !!
تهافتَ من بني قومي أُناسٌ=على زيفِ الحداثةِ حيثُ مالوا
ولا يروي الظِّماءَ سرابُ دربٍ=مسالكُه اقتناصٌ و انتحالُ
تثنِّيهم : عبوسٌ و اعتكارٌ=ولم يُنشَأْ لخستهم دلالُ
وقد زرعوا حقولَهُمُ بشؤمٍ=فأقعدهم ، وأيبسها النَّكالُ
ولا يزكو بأرضِ الخيرِ شرٌّ=وكيفَ !! و ثوبُه الأحوى وبالُ !!
وليس لشوكِ بِدعتِهم ثمارٌ=وهل للمفلسبن جنىً و مالُ !!
ألا يا أيها النَّاسُ الحيارى=حذاري أن تُغالوا أو تُنالوا !!
فلا ترموا بأُمتِكم هوانًا=ولا يركبْ عقولَكُمُ الخِتالُ
ولا تستأنسوا بالزُّورِ يلوي=حقيقةَ رُشدِكم غيًّا جِدالُ
وصونوا بـالعقيدةِ ما حباكم=به الرحمنُ يدركْكم نَوالُ
ومَنْ أشقى بدنيا الناسِ ممَّنْ=له عن خيرِ بارئه انفصالُ ؟!
ألا يا أُمَّتي جاءتْ جموعٌ=من الأعدا بأيديهم صِقالُ
تصبُّ عليك من نارِ الرزايا =ومن عللٍ ، وليس لها عقالُ
أأبكي ! أم أجالدُ ! أم أحابي! =فهمِّي ليس تحملُه الجبالُ
يصفِّدُ همَّتي طغيانُ بغيٍ=ويثني وثبتي الظُّلمُ العُضالُ
ويسقي مهجتي الظمأى مَرارٌ=وينأى عن أصابعيَ الزلالُ
وأخشى لستُ أدري مَنْ سأخشى !!=وأكتمُ والسرائرُ قد تُذالُ !
أيخشى البغيَ مَن مولاهُ ربٌّ=قديرٌ قطعُ رحمتِه محالُ !!
وإني مسلمٌ والحربُ ثارتْ=على الإسلامِ واحتدمَ النِّزالُ !!
ألمْ تُدركْ وأنتَ ترى أذاهم=علينا والعدا صالوا و جالوا
وأنَّ النَّاسَ قد جمعوا علينا=ولم يوهنْ فضـاضتَهم كلالُ
بأسلحةٍ ثقالٍ أو خِفافٍ=مدمِّرةٍ ومن دمنا أسالوا
يمينُهُمُ تُهدِّمُ ما بنينا=وتحرقُ حقلَنا الغالي الشّمالُ
شراسةُ حقدِهم أنيابُ وحشً=لعضَّتِها من المكرِ انسلالُ
مؤامرةٌ على الإسلامِ حيكتْ=ينفذُها القِصارُ أو الطِّوالُ !!
وكلُّ حديثِهم زورٌ و زيفٌ=وبسمتُهم إذِ اصفرَّتْ وبالُ
فما لك لاترى فيهم ذئابا !!=مخالبُها وقد غاصتْ نِبالُ
فكم خفروا ، وليس لهم عهودٌ=وكم قالوا ولم يصدقْ مقالُ !!
فليس لردِّهم إلا جنودٌ=على اسمِ اللهٍ إن صالوا و جالوا
يعيدون الكرامةَ حيثُ كانت=ويُصلَحُ للضعافِ الصِّيدِ حالُ !!
وغيرُ ضحى الجهادِ ضياعُ وقتٍ=مضى بدرٌ به وأتى هلالُ !!
ووعدُ اللهِ آتٍ ليس يُطوَى=له نُدعَى إذا اصطخبَ النِّزالُ
و وعدُ نبيِّنا حقٌّ و صدقٌ=له في سيرِ موكبنا امتثالُ
لقد دارَ الزمانُ فلا تناموا=وقد حمي الوطيسُ فلا تُبالوا
وما هي غيرُ أيامٍ و يأتي=جوابٌ بعد أن طالَ الـسُّؤالُ