أمُحَرِّفَ الإنجيلِ و التَّوراةِ =وأثيمَ أهلِ ضلالةٍ وجُنــاةِ
ياواهمًـا أرداكَ حمقُك عابثًا =أتريدُ رميَ النُّورِ في الظلماتِ !!
أَحَرَقْتَ أم أنتَ احْتَرَقْتَ بنارِ مَن=باعوك يا مأفونُ للتَّبِعاتِ
شُلَّتْ يمينُك واليسارُ ومَن جنى=ماقدَّمتْ كفَّاك من آفاتِ
أوقدْتَ نارَ اللؤمِ فوقَ حضارةٍ=تشكو ثقيلَ المرِّ في السَّكراتِ
ونسيتَ قومًا من بلادِك آمنوا= بالبيناتِ ومحكمِ الآياتِ
وأتوا إلى الإسلامِ ما غرَّتْهُمُ=دعوى الهوى وبهارجُ الزيناتِ
سجدوا لربِّ العرشِ إيمانا وقد=وجدوا الهدى في تلكم الصفحاتِ
لـم يُذعنوا للغيِّ أعمى غيرَهم=أو يرضخوا بعد الهدى لعُصـاةِ
العقلُ يهدي للرشادِ إذا صفا=والقلبُ حَــنَّ لبارئ العزماتِ
ويظلُّ في الذَّات التي لم ترتكس=في حمأةِ الأهـواءِ والنَّزَواتِ
هذا الحنين تثيرُه أشواقُه=للعالَم الموعودِ في الجنَّاتِ
يهفو صحيحُ العقل للدين الذي=قد هلَّ بالآياتِ ممتنعاتِ
دينُ النَّبيِّ مُحَمَّدٍ باقٍ إلى=يوم القيامةِ جاءَ بالرحماتِ
وسِواهُ نالتْهُ الأيادي غرَّها=حقدٌ دفينٌ فارَ في النزواتِ
قد جاءَ قبلك حاقدٌ و مُمَوَّلٌ=من جيبِ أهلِ المالِ والسَّرواتِ
ومن المحافلِ لم تزل مأزومةً=وتعيدُ هذا اللؤمَ في السنواتِ
هذا هُدانا لو علمتَ حُنُوَّه=لأتيتَه بالشوقِ والعبراتِ
كم من حصيفٍ قد أتى لظلاله=هربا من الويلاتِ والآفاتِ
ونأى عن الأفكارِ جاءت بالأذى=والضَّنكِ للأمصارِ والحسراتِ
أتودُّ أن تصطادَ باللغوِ الهدى=وتعيدَ حربَ البغيِ والويلاتِ !!
أم شئتَ أن ينهارَ سقفُك فوقَ مَنْ=كادوا لأُمتنا لمحــوِ الذَّاتِ !!
الفتنةُ العمياءُ صنعةُ غافلٍ=أو حاقدٍ قد ضاقَ باليقظاتِ
هبَّتْ كتائبُ أُمَّـةٍ في صحوةٍ=رغمَ الحصارِ المـرِّ والشِّدَّاتِ
نادى مناديها إلى إسلامِها=مستبعدًا للريبِ والهفواتِ
ومُعَنِّفَنا مَنْ ضـلَّ بعدَ هدايةٍ=جاءتْه بالبشرى وبالحسناتِ
قـد هزَّه صوتُ النَّبيِّ محمَّدٍ r=فصحـا وبدَّدَ حندسَ الغمراتِ
لو كان عيسى r في الحياةِ لجاءَه=ولجاءَه موسى r بلا شُبُهاتِ
فالدينُ عند الله دينُ محمَّدٍ r =والخاسرون ــ العمرَ ــ في حسراتِ
قرآنُنا ( لا الهرطقاتُ ) لمَـنْ مضوا=في تيهِ فلسفةٍ ، وشؤمِ غُواةِ
فطلاسمُ اللاهوتِ وهمٌ ردَّه=صدقُ اليقينِ بمحكمِ الآياتِ
والبيِّناتُ ولم تدعْ شـــكًا على=عقلِ الحكيمِ لسطوةِ الآفاتِ
ظهرَ النهارُ فما الظلامُ بقادرٍ=طمسَ الضِّياءِ الدَّافقِ الومضاتِ
أم أنَّـه محضُ العِنادِ بغابةٍ=فيها الذئابُ تعيشُ في غاباتِ !!
أم أنه حقدُ النفوسِ ، ولم يزلْ=يُذكي بلؤمٍ شائكٍ وأذاةِ !!
أين العقولُ ؟ وأين حكمتُكم ؟ وهل=تأبى الحِـجَى عذْبَ البيانِ الآتي
من مصحفٍ ، أو سُنَّةٍ ، أو عالِمٍ=يسمو على الأهواءِ والنَّزعاتِ
ماعندنا ــ واللهِ ــ إلا رحمة=للناسِ ، كلِّ الناسِ في الدَّعواتِ
ندعو لهم مولى الورى بهدايةٍ=تنجيهُمُ في الحشرِ بعدَ مماتِ
في يوم حقٍّ لايفوزُ به سوى=مَنْ عاشَ للتوحيدِ طولَ حياةِ
تاريخُنا الوضَّـاءُ لم يرضَ الأذى=من نابِ مفترسٍ ومن حيَّاتِ
عرفَ الورى ماعندنا فأتوا إلى=ظلِّ الأمانِ الحُلْوِ والبركاتِ
والفتحُ كانَ حضارةً فـوَّاحةً=بالفكرِ والعمرانِ والقرباتِ
لولا هُدانا لم يـرَ النَّاسُ المنى=طولَ المدى تفتـرُّ بالبسماتِ
أنسيتَ أم ( خرَّفتَ ) أم لم تعتبرْ=بمآلِ غيرِك في يـدِ السَّكراتِ !!
أم في البريَّةِ موجةٌ مجنونةٌ=فركبتَها طمعًـا ببعضِ فُتاتِ !!
ياذاكَ : دينُ اللهِ دينُ محمَّدٍ r=يبقى ، وتفنى موجةُ النَّزواتِ
والحقُّ عالٍ لم يزلْ ، وجنودُه=أصحابُ تلك الخيلِ والصَّهواتِ
لم يبرحوا أرضَ الرِّباطِ ، وأهلُهم=في كلِّ فـجٍّ عــجَّ بالنَّجـداتِ
اللهُ يرعاهم ، وينصُرُ جمعَهم=ويردُّ عنهم لفحةَ النكباتِ
هـم ودَّعوا مافي الحياةِ من الهوى =وهــواهُمُ في دفعِ ذي المأساةِ
ونفوا تلاشي حسِّهم وشعورِهم =فَتَجَمَعَـا في أشرف الأوقاتِ
فالدِّينُ يحتضنُ القلوبَ بمصحفٍ=وبِسُّنَّةٍ جاءتْ لحفظِ الذَّاتِ
من رِدَّةٍ أو شبهةٍ أو غفلةٍ=أو حقدِ نفسٍ ويلهم وأذاةِ
نحن الذين نريدُ منكم أن تروا=نورَ الحقيقةِ قـائدًا لنجــاةِ
هـو دينُنا للعالَمين وقد نفى=مافي شقاءِ الخَلْقِ في الدعـواتِ
فيه السَّعادةُ والنَّجـاةُ لِمَـنْ وَعَى=ورأى ضياءَ الوحيِ في الحَدَقاتِ
وهـدايةُ الناسِ الذين استُعبِدوا=لدعـاةِ أهـلِ الغيِّ والشهواتِ
فهي الثَّمينةُ لـم تزل لدعاتنا=ولعلهـا من أطيبِ الحسناتِ
لـم نرضَ بالظلمِ البغيضِ لأُمَّــةٍ=أو نـرمِ أبناءَ الورى بقنـاةِ
تاريخُنا مازالَ يشهدُ أننا=أهـلُ الوفا ءِ لأنْفَسِ الرغباتِ
ويعيدُ في دنيا الأنامِ حقيقةً=زهراءَ في الغدواتِ والروحاتِ
ماتاهَ في مضمارِهـا رُوَّدُهـا=أو ماتَ حـاديهـا مـن المأساةِ
هذا نداءُ اللهِ أيقظَ مَن غفوا=فأفاقَ أهـلُ تَعَلُّلٍ وسُباتِ
نادوا عليكم فالمصيبةُ قد أتتْ=تجتاحُ أهـلَ الدَّارِ والعرصاتِ
أَوَلَم يذيقوا عصرَكم بلواءَهم=ويبعثوا ماكان من خيراتِ
إذْ ما دروا أن المعاندَ خاسرٌ=إن كانّ من هملٍ أو السَّرواتِ
فالحكمُ للهِ الرحيــمِ بخَلْقِه=ينجيهُـمُ من حالك الظلماتِ
وأتاهُـمُ القرآنُ يحملُه لهــم=خيرُ البريَّـةِ سيِّدُ السَّاداتِ
ثوبوا جميعًـا تسعدوا في عيشِكم=فاللهُ ذو عفوٍ وذو نفحـاتِ