* * *=* * *
* * *=* * *
* * *=* * *
* * *=* * *
* * *=* * *
* * *=* * *
* * *=* * *
* * *=* * *
* * *=* * *
* * *=* * *
* * *=* * *
* * *=* * *
* * *=* * *
* * *=* * *
هوامش :
(1) المأروض : يقال فلان مأروض ،من أَرِضَ : أي أصابه مرض يحرك له رأسه بلا عمد .
(2) الغُلول : جمعُ غُل ، وهو طوق من حديد يوضع في العنق .
(3) السَّدف : شدة الظلام .
(4) أحِنْهُم : أهلِكْهُم . خذهم أخذ عزيز مقتدر .
(5) أيام الشَّرف : أيام المكانة العالية بين الأمم .
ركنُنا الأعلى وإنْ جارَ الخرابْ = وتولَّى إمرةَ القومِ اليبابْ
واستبدَّ الحقدُ يعوي حَنِقًا = وأتى المأروضُ بالأمر العُجابْ (1)
أمَّتي مسكينةٌ لكنَّهــا = جرَّدتْ بالعـزِّ ألوانَ العقابْ !
لنفوسٍ أسكرتها فتنةٌ = إن بمالٍ أو بجاهٍ ذي تبابْ
فتخلَّتْ ويحهـا عن مَحْتدٍ = لايماري لايداري لايهابْ
هو ذا عادَ ليُعْلَى ركنُنا = من جديدٍ لايبالي بالصِّعابْ
لاينادينا سوى مَن علموا = أنَّ أفذاذَ الهُدَى : ركبٌ غيورْ
فرجالُ الدعوة السَّمحاءِ مـا = أذعنوا يومًـا لأربابِ الفجورْ
فشقيٌّ ضلَّ في تيــهِ العمى = وخسيسٌ يرتدي الثَّوبَ الحقيرْ
وتراهم في الملاهي عربدوا = حولَ ماتدعوه كاساتُ الخمورْ
هؤلاءِ الناسِ هــم مَن حكموا = أمةَ الإسلامِ العصر الأخيرْ
فاسْتُذِلَّتْ هكذا أمتُنـا = فاقرأ الويلاتِ ما خلفَ السُّطورْ
بينَ شكواكَ وما في خطبِها = من همومٍ عاصفاتٍ ورِغابْ
والسَّرابُ المذهِلُ العينَ وقــد = جاءَ بالأوباشِ والأمرِ العُجابْ
فتنةُ الدنيا وما في يدهم = ألجـأتْهُم للمآسي والخرابْ
هـي في سوق الأذى غربلةٌ = بين هرجٍ وفسادٍ واضطرابْ
فغثاءٌ زال في طوفانه = كلُّ بــاغٍ وشقيٍّ في انتيابْ
وسيبقى ركنُنا الأعلى لِمــا = شاءَ ربُّ الخَلْقِ في أسمى خطابْ
فتنٌ أسواقُهـا رائجةٌ = ولدى تجَّارِها الأمرُ الجسيمْ
إنَّـه العصرُ الذي ناجزه = مَن لديهِ الدِّيـنُ والفعلُ الحكيمْ
فتنٌ والشَّرُّ يربو أمرُه = في البرايا والأذى فيها أليمْ
حينهـا تعلمُ ياهذا الذي = يشتكي الأحداثَ والخطبَ الوخيمْ
أنَّـك النَّاجي إذا ما أرعدتْ = بالملماتِ سُويعاتُ الهزيمْ
مَن أتاها مـؤمنًا ذا عــزَّةٍ = لــيس يخشى من رئيسٍ أو زعيمْ
لاتَقُلْ ضاقتْ بنا أو أظلمتْ = عبثُ البغيِ قريبًا سيمورْ
ألفُ فرعون أتى ثـمَّ مضى = بلباسِ العارِ والوجهِ الحقيرْ
وزعيم سخَّرَ الإعـلامَ في = صخبٍ يَدْوي لإفسادِ الضميرْ
وانطوى محتَقَرًا من شعبه = حيث كان الشَّعبُ فيها كالأسيرْ
ذلك الخاسرُ أمسى خبرًا = بلسانٍ يلعنُ الكلبَ العقورْ
إنَّهـا أوضاعنا مزريةٌ = إنَّمـا اللهُ على الطاغي قديــرْ
عاثَ فيهـا وهْيَ من نذلٍ براءْ = وسقى أحقادَه فيها دماءْ
ما تغاضتْ أمَّتي لكنْ لـه = يومُ خسفٍ واندحارٍ فَعَفَــاءْ
أنكرَتْ أوزارَه واحتقرتْ = كفرَه المغموسَ في تيهِ العَماءْ
إنَّمـا للظالمِ الغيُّ الذي = لِلَظَى أوردَهُ يومَ الجزاءْ
ليعاني ويلَه ممَّــا جنى = في الليالي من فجورٍ واعتداءْ
أين فرعونُ وهامانُ وَمَنْ = قد تمادوا بفِعالِ السُّفهاءْ
وسيبقى ركنُنا الأعلى على = هذه الغبراءِ ركنُ الحنفاءْ
أَوَيَبْقَى باطلُ الطاغوتِ في = مُلكِ ربِّ الأرضِ هذي والسَّماءْ !
لا وربِّي إنَّ للباطلِ حتفًا = ليس ينأى عنهُـمُ يومَ القضاءْ
إنَّ ربِّـي يمهلُ الظالمَ في = عنفوانِ الشَّرِّ دَأْبَ الأشقياءْ
فإذا حلَّ قضاءٌ نافذٌ = ليس يُنجيه وإن نادى رجاءْ
قُضِيَ الأمرُ ويوم الملتقى = تشخصُ العينانِ من هولِ البلاءْ
أمتي هبِّي فقد آنَ الأوانْ = واستعيدي المجدَ في هذا الزمانْ
أنتِ واللهِ التي لـم تَظْلُمِي = لا. ولم تستأصلي زهوَ الأمانْ
فاضَ في ظلِّكِ خيرٌ حقبًا = تشهدُ الدنيا لـه والثَّقلانْ
هـو باقٍ في البرايا لم يزل = وبطيَّاتِ المثاني والجَنَانْ
دينُكِ الحقُّ الذي أنزلَه = ربُّنا الأعلى بأيامٍ حِسانْ
فطوى ركنَ الجهالات التي = عاشَ فيها الخَلْقُ من إنسٍ وجانْ
أَوَلـمْ تبصرهُ عيناكَ الصَّوابْ = لكتابِ اللهِ في أجلى الخطابْ !
أَوَلَمْ تقراْ أحاديثَ الهُدى = للنَّبيِّ المصطفى عالي الجنابْ !
أَوَلَـمْ تعلمْ تَهَاوِي مللٍ = قد سفتْها ريحُ خزيٍ وانكبابْ !
وبأفكارٍ لأحزابٍ سعتْ = لاستلامِ الحكمِ في سوءِ الرِّغابْ
كلُّهـا باءتْ وَوَارَاهَا الفنا = مثلَ أصحابِ زعاماتِ انقلابْ
حسبنا اللهُ على مَنْ أمعنوا = في هلاك الناسِ ظلما واضطرابْ
باتَ يروي ظمأ القلبِ وقــد = أدركَ المشوارَ من دمعِ العيونْ
ورأى ما قــد رأى من هولِ مــا = نالَ سيفُ البغيِ ممَّن يقطنونْ
وتنحَّى اليومَ عن مأساته = لـم يُطِقْ صبرًا على هذا الجنونْ
ليس من خوفٍ ولا عن عبثٍ = إنَّمـا بالصَّبرِ تأتينا السَّفينْ
تمخرُ البحرَ وتعلو موجَه = ثمَّ تُلقي فيه شرَّ المحنقينْ
حيثُ كنَّـا فسنبقى أُمَّــةً = لم تُطأطئ رأسها للمرجفينْ
لـم تزل أبصارُنا ترنو إلى = صفحةِ المجدِ زهتْ رغمَ القيودْ
ورؤانا لم تزلْ في أضلعٍ = مشرقاتٍ نوَّرتْ كلَّ العقودْ
ما وَهَنَّا أو عرَتْنـا غفلــةٌ = أو لجأنا لانزواءٍ أو قعودْ
ربُّنا الأعلى ولم نسجدِ سِوى = لإلـهِ الخلقِ قد طابَ السُّجودْ
وسِواه لم يزل أدنى فلم = يحظَ بالجلَّى طواغيتُ الجحودْ
لاتسلْهم إنَّهم في غمرةٍ = حجبَتْم عن هُـدى ربٍّ مجيدْ !!!
السَّماواتُ ومَن فيهنَّ قد = سجدوا للهِ مولانا الودود
وكذا الأرضُ ومَن في رحبِها = فسعيدٌ أو شقيٌّ في الوجودْ
هـم ذوو الألبابِ قـومٌ آمنوا = وسِواهم أَسْرَ زيغٍ أو عنيدْ
وَهُـمُ إبليسُ ألقى حبلَه = فاستُجِرُّوا واستجابوا للمَريدْ
خسروا واللهِ دنياهم فما = أبقت الدنيا لهم فيها صعودْ
إنَّمـا جِيءَ بهم ياويلهم = لعذابٍ دائـمٍ يومَ الخلودْ
ما لأهـلِ الغفلةِ اليومَ سِوى = رجعةٍ للــهِ من قبلِ الرحيلْ
فإذا ما التفَّتِ الساقُ غدا = ويحهم بالسَّاقِ مابين العويلْ
وتنادى أهلُه أنْ قــد أتى = مَلَكُ الموتِ و وافى بالغُلولْ (2)
أين ما للميتِ من مالٍ ومن = كبرياءٍ قبلُ مابينَ الذيولْ !
ومن المجدِ الموشَّى كذبًا = ومن الحُمقِ ومُلكٍ لايزولْ
ذهبتْ كلُّ النياشين التي =أوردَتْهُ النَّارَ يابئس المقيلْ
قد تداعتْ أممٌ آهٍ على أمَّتِنا . = . باسمِ دعاوى باطلاتْ
وقفَ الناسُ حيارى مادروا = أين مفتاحُ انفراجِ التَّهْلُكَاتْ
وأولي الأمرِ لديهم لـم يروا = لقضاياها انبعاثُ العزماتْ
إنَّمـا يُردعُ ظلمٌ قد عــرا = بجهادٍ باتَ فرضًا وثباتْ
فبلادُ المسلمين استُعمرتْ = بجيوش أو بفكرٍ أو طغاةْ
ربِّ أنقذْها فهذي أُمَّــةٌ = أنتَ أكرمتَ بنيهــا في الحياةْ
ربِّ ضاقتْ بالعبادِ استنجدوا = بكَ ربِّي فأغثْهُم كالسَّلفْ
وَأَعِنْ وثبتَهم إنَّ الذي = ينصرُ المظلومَ من هـولِ السَّدفْ (3)
فالرزايا أمعنتْ فيمـا عدا = مجرمو الأرضِ على نهجِ السَّلفْ
دينُنا أعراضُنا أُمَّتُنا = فالعدوُّ اليومَ عنَّـا ما انصرفْ
هـم يرومون فناءً جارفا = ليس يُبقي في مغانينا خَلَفْ
فَأَحِنْهُم ربِّ عن آخرهم = وأعِــدْ للأمَّـةِ أيَّامَ الشَّرفْ (5)