دعِ الغيَّ وامقُتْ أخا المحنقينْ = فهذا الشَّقيُّ عـدوٌّ مبينْ
لقد ضاقَ بالحقدِ قلبٌ غوى = وقطَّعَ ذا الحقدُ منه الوتينْ
وآثرْ أُخـيَّ الهدى والتحقْ = بركبِ الأفاضلِ في الصَّالحينْ
وقُلْها بكلِّ الفخارِ فما = كمثلِ علاهـا لدنيا ودينْ
وقلْها بصوتٍ يهزُّ الغواة = جنودَ الضَّلالَةِ في المسرفينْ
وقلْها تُردَّْدْ صداها العصور = نـداءً نـديًّا بــوُدٍّ ولِينْ
أُحبُّ النَّبيَّ وآلَ النَّبيِّ = وكلَّ الصحابةِ والتَّابعينْ
أُحبُّ الذين اتَّقوا ربَّهم = وعافوا الدنايا ومـا قد يُشينْ
أحبُّ الذين اسْتَقوا شَهدَهم = من النَّبعِ نبعِ الكتابِ المبينْ
ومن سُنَّةِ المصطفى واستقام = وردَّ الهُـراءَ على المرجفينْ
فَمَنْ لـم يحبِّ النَّبيَّ الحبيب = فقد باءَ بالخُسْرِ طولَ السنينْ
ومن هـو عادى الصِّحابَ الكرام = وألقى خطـاهُ بدربٍ مهينْ
وســبَّ الصحابةَ أهـلَ الوفاء = مهاجرَهم نِعْمَ والنَّاصرينْ
ومَن سبَّ تلك التي قد سَمَتْ = بِخُلْقٍ كريمٍ و دينٍ مكينْ
حبيبة خير الورى أُمُّنا = وبنتُ الخليفةِ للمسلمينْ
ومَن أنزلَ اللهُ فيها البيان = بيانَ البراءةِ دنيا و دينْ
فعاشت وماتت بظلَّ الإلـه = وفازتْ بــه أبــدَ الآبدينْ
فتَبًّـا لِمَن قـد رمى أُمَّنا = بسوءٍ وباءِ به للعذاب المهينْ
فتلك التي أُكرمَتْ في الحياة = ونالت ودادَ النَّبيَّ الأمينْ
ونالتْ من اللهِ مـا لـم تنلْهُ = نساءُ البريَّـةِ في العالمينْ
فقلْ للشَّقيِّ الخبيث اللئيم = وَمَن مثله اليوم في الغابرينْ
فإنَّ النَّبي حبيبُ الإله = وإنَّ الصحابةَ في المدلجينْ
وخابَ أعاديهُمُ في تباب = وَوَلْوَلَ حاديهُـمُ في الهالكينْ
وصِدِّيقُنا فاز بالباقيات = رديف النبيِّ بتلك السنينْ
وجاء الغضنفرُ ثاني الولاة = ففاروقُنا الفخرُ في الأولينْ
وعثمانُ نالَ أعالي الجِنان = شهيد الشَّريعةِ في الصَّادقينْ
وفـاز عليٌّ وأبناؤُه = فطوبى لهم من أبٍ و بنينْ
أولئكَ أجدادُنا كلُّهم = بهـم مَنْ أَتوا بعدَهـم يقتدونْ
فمنَّـا عليهم سلامٌ وفي = حنايا القلوبِ اشتياقٌ مكينْ
ومَن زاغَ عن نهجهم لــم يــزلْ = يذوقُ الهوانَ مع المسرفينْ
ويلقى من اللهِ مايستحقُ = عدوُّ الصحابةِ والصَّالحينْ
فياربِّ ندعوك ألا نكون = بهذا الزمان من الغافلينْ
ففيه تمادى الهوى والفساد = وفيه العداوةُ للصَّالحينْ
فياربِّ نصرك إنَّـا الذين = بحولِك ربِّ من اللائذينْ
وليس لنا من مجيرٍ سِواك = فقد جاسَ كفارُهـم في العرينْ
وسبُّوا الصحابةَ اهلَ الفداء = وأهلَ الوفاء وأهل اليمينْ
إلهي إليكَ إليكَ النداء = ألا فاستجبْ ربِّ للصَّابرينْ