ماضاقَ وجهُ الأرضِ بالأغرابِ = وإن ادلهَمَّ الكربُ بالأبوابِ
يامَن حرقتَ اليومَ بستانَ المنى = لم تلقَ غيرَ الجمرِ والأوصابِ
تبَّتْ يداكَ جمعتَ حرَّ رمادِه = وعجنْتَه بالحقدِ والإرهابِ
فبكلِّ أُفْقٍ للغريبِ منازلٌ = يرجو الأمانَ وراحةَ الأعصابِ
قد باتَ جوَّابًا به ومجاهدًا = وله من الرحمنِ خيرُ مآبِ
ثُلُثُ البقاعِ على ثراها أُمَّةٌ = لم يُحصِ كثرتَها عليمُ حسابِ
قد جاوزوا المليارَ في تعدادِهم = وتبوؤوا فيها أعزَّ رِحابِ
وأكادُ لا أخشى وقد أبصرتُهم = من غدرِ ظُفرِ الذئبِ والأنيابِ
يتوجهون لكعبةٍ ميمونةٍ = هي موئلُ التوحيدِ في الأحقابِ
يتبادرون إلى السُّمُوِّ بمصحفٍ = يهديهُمُ فيهِ أجلُّ خطابِ
وأقومُ مبتهجًـا أُفاخرُ بالهدى = يا أُمَّةً لبستْ أعزَّ ثيابِ
بالدِّينِ أخرجَها وأكرمَ شأنَها= بالبيِّناتِ مُسببُ الأسبابِ
وطني ظلالُ عقيدتي بين الورى = وترابُ أهليها الكرامِ ترابي
من أيِّ صقعٍ هلَّ صوتُ أذانِها = فرفيفُ روحي عندها و وِثابي
والنَّاسُ في الدنيا عزيزٌ مؤمنٌ = أو نفسُ طبعٍ المسرفِ المرتابِ
ولنحنُ في زمنٍ حضارتُه هوتْ = بتنوُّعِ التعذيبِ في السردابِ
هيهاتَ أن تلقى أخًـا يلقاك . = . بالإخلاصِ والإيثارِ والآدابِ
ماتَ الوفاءُ ، وعزَّ أن تلقى الذي = تُرجَى خصائلُه من الأترابِ
فسدتْ قلوبُ الناسِ إلا ثُلَّةً = عاشت كعيشِ السَّادةِ الأصحابِ
فَهُمُ الهُداةُ وإنهم لَبقيَّةٌ = من خيرةِ الخِلاَّنِ والأحبابِ
لكنْ وإن طفحَ الزمانُ بغُمَّةٍ = عمياءَ أخفتْ سُنَّتي وكتابي
مازال في تجوالنا هذا السَّنى = أملا يخفِّفُ وطأةَ الأتعابِ
ولربما ضاقتْ صدورٌ حُرَّةٌ = من جيئةٍ ما أثمرتْ و ذهابِ
وأشدُّ مايُؤذي الأبيَّ وقوعُه = مابين مُطلِ النذلٍ والكذَّابِ
ولفيءُ كوخٍ فوقَ صفحةِ بسبسٍ = من غيرِ غدرِ صويحبٍ صخَّابِ
أحلى هنالك من بهيجِ منازلٍ = ثملى بِبهجةِ حُسنِها الخلاَّبِ
والكونُ ملكُ اللهِ بَوَّأَ خلقَه = منه مدى الأجيالِ والأحقابِ
ولئن خرجتُ مهاجرًا لم أكترثْ = بثقيلِ آلامي ، ولا إدآبي
مادمتُ للرحمنِ أحيا مؤمنًا = وسِواه لم أعبُدْ من الأربابِ
ماسرَّني إلا توقُّدُ أضلعي = ببيانِ وحيِ اللهِ في آرابي
وصدودُ قلبي عن فسادِ حضارةٍ = صيغتْ بمكرِ عدوِّنا المتصابي
فالعمرُ يمضي والبهارجُ تنتهي = والأرضُ مهما ازَّينَتْ لخرابِ
سأظلُّ أحملُ مصحفي لاأنثني = رغمَ الطغاةِ وهجمةِ الأحزابِ
ماضرَّني أنِّي بلا دارٍ أعيشُ . = . فطيفُ أسمى الوعدِ في أهدابي
جلَّ الذي خلقَ القلوبَ فزادَها = هذااليقينَ مع السَّنا المنسابِ
ولقد أمرُّ على السَّفيهِ تلوكُني = شِدقاهُ ، بئسَ صناعةُ المغتابِ
فأردُّ سقطتَه بشامخِ عزَّتي = بالله غيرَ غَـوٍ ولا هيَّابِ
ويودُّ لي أن أستكينَ لأنَّه = نَزِقٌ يضيقُ بهمَّتي وخطابي
للهِ صحوتُنا وإن عشنا بها = عُطلا بغيرِ بنادقٍ وحرابِ
أغنى الورى قومٌ تشدُّ قلوبَهم = آيٌ تُرتلُها قلوبُ شبابِ
وأعزُّ مَن في الأرضِ أهلُ عقيدةٍ = لم يسجدوا ذلاًّ على الأعتابِ
أو يركنوا يوما لطاغيةٍ سرى = بعروقِه كِبرٌ وسوءُ عجابِ
إنَّا وإن ضاق الزمانُ فلا نني = وَجَلا ولا نخشى العدا ونُحابي
عشنا ولم تحملْ جوانحُنا هوىً = يفضي لغيرِ كرامةٍ وثوابِ
مافي جوانحنا هوىً إلا الذي = يرضى به الرحمنُ يومَ حسابِ
لسنا كَمَن نظموا قصائدَهم على = سفهِ الضَّلالِ وخسِّة التَّلعابِ
راموه متَّكَأ لحُمقِ غرائزٍ = لا في سدادٍ يُرتَجَى وصوابِ
يرجون جاهًا لن يكون لمرجفٍ = أو بثَّ مافي الشَّرِّ من إسهابِ
خذلتْهُمُ الآمالُ ماساقوا لها = من وفرةِ الإيمانِ بالوهَّابِ
ذهبوا إليها حاملين خواءَهم = كسوارحٍ عادت بلا أعشابِ
قد ردَّهم إفلاسُهم منها فلم = تصلحْ بضاعتُهم بهذا البابِ
***= ***
ياإخوة الإسلامِ ياغرباءُ في = زمنِ أمدَّ البغيَ بالإرهابِ
فاستنسرَ الجبناءُ في أجوائه = واستأسدَ السفهاءُ في ذا الغابِ
والحكم أمسى للمعربد والذي = أصغى لكلِّ مضلِّلٍ مرتابِ
ولكلِّ ساقطةٍ تبيعُ عفافَها = في سوقِ أهل العودِ والمضرابِ
ولكلِّ غِرٍّ مادرى أين الطريقُ .= ... فَضَلَّ في ممشاه غيرَ مُثابِ
ولكلِّ هاوٍ للعنادِ وللهوى = من جملةِ الأوغادِ والكُتَّابِ
هذا تمرُّدهم يبوءُ بخيبةٍ = هي ما جنتْهُ يـدٌ بأرضِ يبابِ
راموا لموكبنا الفناءَ فردَّهم = ربُّ السَّماءِ بحُرقةٍ وسغابِ
لن يهلكَ الركبُ المدجَّجُ بالتُّقى = من نارِ إيذاءِ ولفحِ مُصابِ
يا إخوةَ الإسلامِ صبرًا إنكم = في وجهِ غزوِ الحقدِ والقرضابِ
أوَمَا ترون المارقين تفنَّنوا = في حربِ هذا الدينِ بالأذنابِ
هلاَّ اجتمعنا للمكارهِ والعدا = لنردَّهم بثباتنا الغلابِ
كم طعنةٍ نفذت لعمقِ قلوبِنا = أو رميةٍ بظهورِنا بحرابِ
أو قائلٍ عبثٍ أتانا قولُه = فجًّـا بلا ذوقٍ ولا آدابِ
وهبوه منبرَ زورِهم وفسادِهم = واستعملوه كآلةِ لسِبابِ
فاسترسلتْ سقطاتُه منبوذةً = بوسائل الإعلامِ ذاتِ العابِ
تبًّـا وتعسًا للصحافةِ عندما = تلهو بخبثِ الزيفِ في إطنابِ
ولحومنا سمٌّ لكلِّ مضللٍ = وليبشروا من ربنا بعذابِ
تبكي علينا الأرضُ إن غبنا ولا = تبكي عليهم مَرَّةً لغيابِ
لكنَّها محنٌ تثاقلَ ليلُها = واربدَّ وجهُ رحابِها بسرابِ
لكنْ وقد أذن الإله ُ برحمةٍ = وزها الصباحُ بعودةِ الغُيَّابِ
سيعودُ للدنيا ربيعُ شريعةٍ = فَيَدُ النخيلِ تدرُّ بالأرطابِ
والليلُ يقمرُ بالهدى في كونِنا = وتُرتَّلُ الآياتُ فوقَ هضابِ
ياربِّ فاجمعْ شملَنا وأزلْ أسىً = عنَّـا وبدِّدْ غُمَّةَ الأوصابِ
جفَّتْ قُدورُ الظالمين ، ولم تزلْ = أحلى خوابينا كفيضِ سحابِ
درَّتْ لنا بلُبابِ مجدِ رسالةٍ= تيَّاهة بمآثرِ المحرابِ
رغمَ المكاره والنوازل لم نزلْ=في ظلِّ مجدِ مآثـرِ الأصحابِ
خمسون عاما في مجاهلِ غربةٍ=أيامُها لـم تحــلُ للغُيَّابِ
عانى بها الأبرارُ من كمدٍ أتى=من بعضِ خلاَّنٍ ومن أترابِ
وكأنَّهم تاهوا ببيداءِ النوى=عن سيرةِ الأنصارِ والأحسابِ
لكنَّه الإيمانُ أكرمَ شأنَهم=عندَ الإلــهِ المالكِ الوهَّـابِ
راموا لنا إفناءَنا فتهافتتْ=أحلامُهم ثكلى بتيه سرابِ
والركبٌ ماضٍ قد تجاوزَ حقدَهم= حُــرًّا فقـد وافى من المحرابِ
من خيرِ مدرسةٍ زهت بأصولِها=وفروعِهـا وبنهجها الغلاَّبِ
فاسجدْ لربِّ العرشِ لاتخشَ الرَّدى=وانهضْ أبيًّا يا أخا الآدابِ
هي وحيُ دِيْنِ اللهِ ربَّانيةٌ=لم ترتكسْ في ساحةِ التلعابِ