أَوْراقُ صاحِبِ السِّــر
قَدْ عَرفْتُكُمُ واحِداً واحِداً
فَأميطوا اللِّثامَ
رَواحِلكُمْ بَعْدَ لَيْلِ الْمَعارِكِ دَلَّتْ عَلَيْكُمْ...
أَميطوا اللِّثامَ
وَتوبوا إِذا شِئْتُمُ أَوْ توَلّوا
فَلَيْسَ لَكُمْ مِن رَبيعِي وَلِيٌّ
وَلَيْسَ لَكُمْ مِنْ يَقيني نَصيرٌ
وَلَيْسَ عَلى ذِمَّتي باطِلٌ كَالَّذي فـي الْحَنادِس دَبَّرْتُموهُ.
أَنا صاحِبُ السِّرِّ
أَعْرِفُكُمْ واحِداً واحِداً،
وَأَنا في الصَّحيفَةِ دَبَّجْتُ أَسْماءَكُمْ.
غامِضونَ
وَلَكِنَّكُمْ في يَقينِيَ مُشْتَبِهونَ
فَلا الْجِنُّ قاتِلَةٌ قَدْ كَذَبْتُمْ
وَلا عَقْل طَيْرٍ يُصَدِّقُ ما قَدْ زَعَمْتُمْ
لِذا لَيْسَ يُرْعِبُني في الْحَقيقَةِ
كُلُّ الّذي بِسيوفِ الضَّلالَةِ شِدْتُمْ.
هَمَمْتُمْ بِما لَمْ تَنالوا
وَلَكِنَّني قَدْ عَرَفْتُ رَواحِلَكُـمْ
وَعَدَدْتُكُمُ واحِداً واحِداً أيُّهـا الرَّهْطُ،
لا لَـنْ تَمُرّوا،
هُنا جَسَدي صَخْرَةٌ وَفِداءٌ
هُنا في الْمَضيقِ ضَرَبْتُ وَجوهَ رَواحِلِكِمْ
وَهُنا في الْمَضيقِ يُماطُ اللِّثامُ
هُنا في الصَّحيفَةِ دَبَّجْتُ أَسْماءَكُمْ مارِدًا مارِدًا
وَبَلَغْتُ مِنَ الْعَدِّ إِثْنَيْ عَشَرْ
عَنْ سَواءِ السَّبيلِ صَدَدْتُمْ
فَساءَت خُطاكُمْ
وَسـاءَ الَّذي كُنْتُـمُ فــي لَيالـي الْخَديعَةِ أَبْرَمْتُموهُ.
ذَرونيَ لَسْتُ سَعيداً بِهذا الْجِوارِ
لَكُمْ في الْجَزيرَةِ مُتَّسَعٌ لِلرَّحيل فَسيحوا،
ذَروني وَخِلِّيَ قَدْ حَبِطْتْ كُـلُّ أعْمالِكُـمْ،
مالَكُمْ كُلَّما في النَّفيرِ دُعيتمْ تَخَلَّفْتُمُ،
وفَرِحْتُمْ بِمَقْعَدِكُمْ
أمْ حَسِبْتُمُ أن تُتْرَكــوا حيـنَ شَــقَّ امْتِشاقُ الحُسـامِ عَلَيْكُـمْ.
قَسيمُ الضّلالةِ والْحَقِّ هَـذا اللِّقاءُ
وإنِّي أَطَعْتُ خَليليَ ألّا أُصَلِّي عَلى أَحَدٍ منكمُ،
خَصَّني بِسَرائِــرِ مَـنْ نًكَثـوا
وَهَدانِيَ عِلْمَ الْيَقينِ
فَلا تَسْألونِيَ إنْ كانَ أعْيانُكم فـي الصَّحِيفَــةِ،
قَدْ يَمْرُقُ السَّهْـمُ نَحْوِيَ قَبْل ارْتِوائي بِشَرْبِةِ ماءٍ
لَوَ اَنِّيَ صارَحْتُكُمْ
وَأَزَحْتُ عَنِ الرَّهْـطِ أَقْنِعَةً
أصْبحَتْ سَرْمَدا لِضلالٍ تَجَذَّرَ عَبْرَ الْحِقَبْ.
قَدْ تَضيقُ بِيَ الْأرْضُ دَهْـرا...
يَجيءُ لِيَ السَّهْمُ "مِنْ أَلْفِ خَلْفٍ"
تُشَوَّهُ لي سيرَةٌ في الْكُتُبْ .
إِنَّني في الزّمانِ الزَّكِـيُّ أتاني خَليلِيَ عِلْمَ الْيَقينِ....
حَفِظْتُ الَّذي قَدْ وَجَبْ.
وسوم: العدد 1039