يا صبح يا صبح
إضاءة
------
صدر مؤخَّرًا العدد 697 من مجلة الوعي الإسلامي، وإليكم بعض أبيات من قصيدتي (يا صبح يا صبح) المضمَّنة في ديواني معارج والمؤلَّفة من 166 بيتًا والتي نشرتْها المجلة كاملةً في العدد 360 الصادر سنة 1996م؛ ومنها هذه الأبيات القليلة لعل في التذكير بها ما يفيد، وما كنا عن ذلك بغافلين.. فهل من مُدَّكر؟!
الجاهليةُ عادتْ ألفَ جاهلةٍ
وصار كلُّ يقينٍ عندنا ريَبا
للجاهليةِ أصنامٌ محدَّدةٌ
وألفُ تمثالِ ربٍّ حولنا انتصبا
للجاهليةِ أصنامٌ توحِّدُها
وجاهليتُنا صرنا بها شُعَبا
أصنامُها لم يكنْ يُؤذى بها أحدٌ
ونحنُ نلقى بها الإذلالَ والنَّصَبا
يا جاهليةُ عفوًا أنتِ مؤمنةٌ
وكفرنا زادنا فوقَ العَماءِ غَبا
وكانَ منها على علاّتِها قيمٌ
ونحنُ نقْتُلُ فينا الدينَ والأدبا
في كلِّ نفسٍ ترى الأحقادَ عاصفةً
حتى طغى الحقدُ، فيها والهوى غلبا
إذا الطغاةُ تمادَوْا في ضلالتهمْ
فإنَّ كلَّ قصورِ الأمنياتِ هَبا
قدْ وحَّدَ الكفرُ أهلَ الكفرِ واعَجبي
وصارَ أمرُ أولي التوحيدِ مُنشعِبا
ما كانَ ظلمًا قضاءٌ حلَّ ساحتنا
فليس يُجزى امرؤٌ إلاّ بما كسبا
سُدَّت مسامعُ منْ يُرجى لمحنتِنا
وخلفَ ألفِ جدارٍ وجهُهُ احتَجَبا
في كلِّ يومٍ ترى أرْضًا لنا سُلِبَتْ
وكلَّ يومٍ ترى حقًا لنا اغتُصبا
وأمتي ألفُ شتى، ألفُ شِرذمةٍ
وكلُّ شِرذمةٍ قدْ أصبَحَتْ عَرَبا
نشنُّ في كلِّ يومٍ ألفَ معركةٍ
لكنْ تُشَنُّ على الأهلين واحربا
سيوفُنا في رقابِ الأهلِ قاطعةٌ
وفي الحروبِ ترى أمضى السيوفِ نبا
نخشى عتادَ العِدى لو كان من خشبٍ
وإنْ غزينا ترى فولاذَنا خشبا
كم ذا تمنّيْتُ والأعداءُ تهزمُنا
في كلِّ معركةٍ أن نُحسنَ الهَرَبا
رعاتنا ما وَعوا يومًا ولا احترموا
حقَّ الشعوبِ ولكنْ أتقنوا الكَذِبا
إذا اشتكى الشعبُ عُريًا وزَّعوا صُورًا
أو اشتكى الشعبُ جوعًا طوّلوا الخُطَبا
لا يصلُحون لأمرٍ غيرَ أنهمو
سَرُّوا العدوَّ غداةَ اختارَهُمْ لُعَبا
وسوم: العدد 1039