هوامش :
- المرقرق : يقال رقرق الماءَ في الشعاب أي سَرَّبه ، وصَبَّه صبًّا رقيقا .
- غيدق : غيدق المطرُ : غدِقَ ، كثُر وتدفق ...
- ديسق : بياض السراب وترقرقه .
- الجلنار : زهــر الرُّمَّـان .
- الزنبق : نبات معمِّر من فصيلة الزنبقيات ، أزهاره كبيرة الحجم ، جميلة الشكل ، تُعد من أجمل الأزهار ، رائحتها ذكية جدا ، ويرمز لونه إلى الطهارة .
- البيتُ مـونقُ : بيت الله الحرام الأغر ، البهي ، الزاهر ، السَّني ، النضير ...
- تتأنَّق : يقال أنقَ البستانَ جعله أنيقا متَّسقا يعجب الناظرين .
- لم يتأبَّـقوا : لـم ينكروا فضل الله عليهم .
*نشرت في مجلة الدعوة التي تصدر في مدينة الرياض ــ العدد 744 ــ في 21/جمادى الأولى / 1400هــ
يغالبُني هـــمٌّ وسهدٌ مـؤرِّقُ = ويُزهرُ في دربي الربيعُ المرقرقُ (1)
وأنظرُ والآفاقُ تـزخرُ بالرؤى = ويُمطرني ليلٌ به الكربُ غيدقُ (2)
وأغفو وأشباحُ الرزايا تهزُّني = وأصحــو ونيرانُ العزيمةِ تبرقُ
فتحرقُ أوهامي ويشتدُ ساعدي = ويغرقُ رغمَ الخطبِ وهـمٌ وديسقُ (3)
رويدك : فالأيامُ آتٍ نهارُها = وهذي الصَّحارى جُلَّنارٌ وزنيقُ (4)
فأمـرُ إلهِ الخلقِ في الخلقِ نافذٌ = وحكمُ إلهي في الخلائق مُطْلَقُ
فأيقنْ بفتـحٍ للهداةِ بعصرِهـم = فوعدُ الذي أمضى الأوامرَ يصدقُ
صدى رنَّ في أجواءِ روحي ولـم يزلْ = حناجرَ تَدوي للجهــادِ وتنطقُ
جـزيرتَنا : رُدِّي الليالي هنيئةً = فوجـهُ مآسينا الشِّدادِ محملقُ
هنا أنبتَ الإسلامُ دوحـةَ مجدِنا = فطالت ذرا الجوزاءِ والفتحُ ريــِّقُ
بمكَّـةَ لـم يُطفَأْ سراجُ هـدايةٍ = فـذي أمــمٌ للبيتِ تسعى تعشقُ
وإيمــاءَةُ الوحيِ الأمينِ تَلَفُّتٌ = إلى المسلمِ اللهفانِ يحنو ويُغدقُ
وفي البيتِ أطيابُ النُّبُوَّةِ والهــدى = تهــلُّ على البيتِ العتيقِ وتُنْشَقُ
وأيَّامُ بــدرٍ مكَّنتْ رِفعةَ الألى = ويشهدُ للتوحيدِ أُحْـدٌ وخندقُ
ومـؤتةُ سِفْرٌ للبطولةِ خالدٌ = يحدِّثُ عنهُ : عنفوانٌ ومـوثقُ
مـدائنُ كسرى لـم تقفْ بعدَ ذُلِّها = قـلاعٌ منيفاتٌ لديهـا ورونقُ
أما فَتَحَتْهـا خيرُ كفٍّ لأُمَّـةٍ = لهـا المجدُ في عصرِ التَّخاذلِ يُطرقُ
أهيـمُ ولليرموكِ والنصرُ شدَّني = وراحَ يُريني الأوفياءَ تسابقُوا
يُدوِّي وللإفرنْـجِ شرُّ هزيمةٍ = وفيلقُنا الميمونُ بالفتحِ مُعرِقُ
على صهواتِ الضُّمرِ طاروا جحاجحًـا = وحنُّوا إلى جنَّاتِهم وتشوَّقوا
وصوتُهُمُ التكبيرُ مازالَ بيننا = تُردِّدُه بغدادُ شـوقًا وجُلَّـقُ
ترفُّ على الأمصارِ راياتُ دينِنا = ففي الصينِ مازالتْ وفي الهندِ تخفقُ
وأنـدلس الخضراء تدنو قطوفُها = فعاش عليهـا الغربُ والغربُ مـمـلقُ
محقنا دياجيرَ الضلالِ فدينُنا = نهـارٌ على دنيا الممالكِ مشــرقُ
بــه قـد ملكنا الأرضَ شرقًا ومغربًا = وجـذوتُـه رغــم الدُّجى تتألَّـقُ
وَهَبْنَا بني الأقطارِ عهدًا معطَّرًا = وفَـوحُ شذا الإسلامِ يهمي و يعبقُ
وأحرى بنا أن ننفضَ الوهنَ والعنا = وعودتُنا لِلَّــهِ أحــرى وأخلَقُ
فرجعتُنا للهِ عــزٌّ ورِفعــةٌ = ورجعيَّةٌ مُثـْلَى لنا اليومَ أليـقُ
فـدعْ عنك أصواتَ الهُراءِ تناثرتْ = وأهواءَ مَن ضلُّـوا بهـا وتزندقوا
هـو الشَّرُّ ألقاهُ الفسادُ بركنِِهم = فرُكْنُهُمُ بالوهم والزَّيفِ يغرقُ
فدعهم يخوضوا في دياجيرِ ظلمةٍ = حيارى فأرواقُ الضياعِ تُمـَزَّقُ
هي الريحُ لم تتركْ لظلمِ مكانةً = ولـم يُجــدِ للفُسَّاقِ ما قال عفلقُ
هرعتُ إلى أرضِ الحجازِ فمكةٌ = بها الحرمُ الميمونُ فالبيتُ مـونقُ (6)
وروحي هفتْ شطرَ المدينةِ إذْ رأتْ = = ثنيَّاتِ هاتيك الربا تتأنَّقُ (7)
وفيها الذي للخلقِ قد جاءَ رحمةً = بـه العمرَ أصحابُ اليقينِ تعلَّقوا
فشرعتُه للناس فيهـا نجاتُهم = وخابَ الذي لايشتريها ويلحقُ
فمَن ذا يلومُ القلبَ إن هامَ مدنفًا = بحبِّ أبي الزهـراءِ فالقلبُ يُعتقُ
وأصحابُه الغـرُّ الميامينُ كلُّهم = ملوكٌ على الحوضِ المنيفِ تحلَّقوا
فَبَشِّرْ به أهلَ الثباتِ بعصرهـم = فربُّهُمُ الدَّيَّـانُ بالفتحِ يُغدقُ
وإن جارَ طاغوتٌ وعربدَ ظالمٌ = وغـرَّبَ قومٌ للفسادِ وشرَّقوا
مقاديرُ ربِّـي ليس يدري نزولَهـا = سوى مَن بدنيانا يُميتُ ويرزقُ
ومَن ينصرُ الإسلامَ إن شاءَ قادرًا = ويفني عتاةَ الظالمينَ ويمحقُ
فصبرا بني تلك الديار فإنها = لَـمحنةُ أيامِ ابتلاءٍ فـدَقِّقوا
وثوبوا إلى مَن أنزلَ الوحيَ عالِمًـا = بمن في بني الإسلامِ في الدِّينِ يصدقُ
ومَـنْ شذَّ عن نهجِ الشَّريعةِ واكتفى = بمـا زوَّقَ الثوبَ الممزَّقَ مملقُ
حضارتُهم أدمتْ قلوبا ودمَّرتْ = معالمَ في خيرِ الشعوبِ تُنَمَّقً
جزيرتنا لي فيك من سالفِ الهدى = أغاريد ُ لايبلى جناها ويَخلَقُ
شممتُ بماضيك الطيوبَ رخيَّةً = وسُحْبُكِ خيراتٌ على الخَلْقِ دُفَّـقُ
ولي من حنيني للحجـازِ قصائدٌ = بديعُ معانيهـا رقيقٌ وشيِّقُ
باُمِّ القرى أستافُ نفحَ جبالِها = ويأتيَ بيتَ اللهِ والطِّيبُ مُعرقُ
وألـمحُ ممشَى موكبٍ إذْ يقودُه = نبيُّ الورى والنُّورُ بالبِشرِ يسبقُ
فللخزرجِ الأبرارُ عهدٌ وموثقٌ = وللأوسِ شوقٌ للحنيفِ مُنَمَّـقُ
وأهـلُ النَّدى والصَّبرِ والهجرةِ التي = أزالتْ ظلامًـا في الممالك يُطبقُ
وأيامُ خيرٍ لو تعودُ ظلالُهـا = على الناسِ لااشتاق الولوجَ المحقِّقُ
هو اللهُ . والإسلامُ منه لرحمـةٍ = لأهـلِ البرايا حيثُ لـم يتأبَّقُوا (8)
وإنا وإن طال السُّرَى لكتائبٌ = إلى مثلِ أيامِ الأُلـى نتحرَّقُ
فيا أُمَّـةَ التوحيدِ هبِّي فهذه = أماقيهُـمُ ترنو إليكِ وتـرمُقُ
هُـمُ الناسُ لاجدوى لديهم من الذي = بغيرِ سنى نهجِ الهدى يتملَّقُ
وسامَ ليالي الآمنين ببغيه = عهودا وللكفر البواحِ يُصفِّقُ
وأعوانُه الأشرارُ هاجوا بما رأى = من البغي والإجرامِ هـدًّوا وأحرقوا
فياربِّ لاتُخــزِ انبعاثَ شبابِنا = وهيِّئْ لهـم يومًا به الفتحُ يبرقُ
وعجِّـلْ إلهي ياكريمُ بنصرِنا = فللمسلمين الصِّيدِ أُفقٌ سيشرقُ