الأنا

 

( روى الإمام ابن الجوزي حادثة وقعت أثناء الحج في زمانه، إذ بينما الحجّاج يطوفون بالكعبة ويغرفون الماء من بئر زمزم قام أعرابي فحسر عن ثوبه ، ثم بال في البئر، والناس ينظرون، فما كان من الحجّاج إلا أن انهالوا عليه بالضرب حتى كاد يموت، وخلّصه الحرس منهم ، وجاؤوا به إلى والي مكة فقال له : قبّحك الله، لِمَ فعلت هذا ؟ قال الأعرابي: حتى يعرفني الناس، يقولون: هذا فلان الذي بال في بئر زمزم . وقصة هذا الأحمق قد سطّرت اسمه في التاريخ رمزاً للسخافة والخَرَق، وإلا فما الداعي لهذه الفعلة الشنيعة إلا الحرص الشديد على بلوغ المجد والشهرة . وقياسا في وقتنا الحاضر كثر البوّالون في وسائل التواصل، فتجد أحدهم يسعى إلى الشهرة بقدر ما يروّع ويخوّف الآخرين، والآخر بقدر ما يفسد، وينتهك من الأخلاق والعادات، وآخر بقدر ما يلهو، ويلعب بالنعم، وأخرى بقدر ما تتعرى وتستعرض جسدها وتتكشف بلا حياء، وتبدي من جسمها ماتبدي . هؤلاء المشاهير قد أفسدوا علينا الماء المبارك والهواء المبارك والأرض المباركة فاستحقوا بكل جدارة واستحقاق هذا اللقب ) وحول هذا اللقب كانت هذه الأبيات :

                   ... ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتار ...

وسوم: العدد 1040