هوامش :
(1) ضعـَة : خِلاف الرفعة بالقَدْرِ ، ومن معانيها : الانحطاط ، اللؤم ، الخسة ، الدناءة ، وحسبهم ضعـتهم .
(2) رُواء : رُواءُ الوجه أي بهاؤُه وجمالُه ، وحُسن المنظر .
(3) يعثو : عثا يَعْثُو، مصدر عَثْوٌ، عُثُوٌّ، عُثِيٌّ. عَثَا الطاغية أَفْسَدَ وَبَالَغَ فِي الإِفْسَادِ
(4) الوضاءة : تعني الحُسْنُ والبهجة والنظافة .
(5) أعيـا : أعياه : أتعبه ، أعيا الأمر عليه : أعجزه وصعب عليه حلَّه .
(6) لليُسرى : قال ابن عباس رضي الله عنهما : نيسرك كي تعمل خيرا ، وقيل : نوفقك للشريعة اليسرى وهي الحنيفية السَّمحة السَّهلة .
(7) العفاء : أخنى عليه العفاء أي لم يعد صالحا للاستعمال ، والعفاء : هو الهلاك والزوال . والله أعلم .
لعنةُ اللهِ عليهم سفهـاءْ = لعنةُ اللهِ عليهـم أشقياءْ
لعنةُ اللهِ عليهم لـم تـزلْ = من كِرامٍ عُذِّبُوا والشُّهداءْ
لعنةُ اللهِ عليهم جمرُها = في حناياهـم ولعناتُ السماءْ
ثم لعناتُ اليتامى إذ بكوا = وشيوخٍ قد تأّذوا ونساءْ
كفروا باللهِ ثمَّ استعذبوا =إذْ تمادوا هَدْمَ دورِ الأبرياءْ
هـو حقدٌ قد جرى في دمهم = وهي الخسَّةُ شأنُ التُّعساءْ
مـزَّقوا شملَ بلادٍ آمنتْ = بالمثاني وغدًا يومُ الجزاءْ
ماوهنَّـا أو هُزِمْنا أو لــوى = ساعـدَ الأبرارِ طغيانٌ هُــراءْ
لو ترى باطلُهم منتفشًا = أو ترى الفُسَّاقَ في حضنِ الغناءْ
فتلفَّتْ لن ترى إلا الأذى = عادَ يرمي مَن تمادوا في العراءْ
ولنـا في كلِّ آنٍ سورةٌ = حينَ تُتْلَى تملأُ النجوى هناءْ
بالحبيب المصطفى مَن جاءَنا = بالبشاراتِ اصطفاءً ورجاءْ
وهـم الأوغادُ لمَّـا يؤمنوا = بمزايا الخَلقِ أو نهجِ الحياءْ
فاستباحوا شعبَنا في ضعَةٍ = فالسَّجايا كلُّها منهم بــراءْ (1)
لعنةُ اللهِ عليهم لو دروا = أنَّ للظلمِ وقــد جاروا انكفاءْ
هـم شقيٌّ مجرمٌ لم يحترمْ = وحقيرٌ أتخمَ النفسَ عَدَاءْ
وخؤونٌ سافلٌ أنكرَهُ = أهلُه إنْ كانَ من أهلِ الوفـاءْ
وعميلٌ أُرخِصَتْ أوطانُه = حيثُ باعَ القدسَ قدسَ الأنبياءْ
مالهم أصلٌ ولا فصلٌ ولا = تعرفُ الأيامُ للأشقى رُواءْ (2)
قد تولاَّهـم زنيمٌ حاقدٌ = من بني الماسونِ مذمومُ الولاءْ
وَرَعتْهمْ دولٌ ملحدةٌ = شأنها في الأرضِ شأنُ البعداءْ
أمـمٌ إرهابُهـا لـم يُزدَجَرْ = فشعوبُ الأرضِ منها في جفاءْ
من مجوسٍ كذئابٍ أُفلتُوا = وصليبيين أصحاب الدَّهـاءْ
ويهودٍ ومن الهندوسِ مَنْ = حاربوا الإسلامَ ظلما واعتداءْ
والأعاريب الذين استسلموا = لعدوٍّغاشمٍ أجرى الدِّماءْ
كلُّهم قد شاركوا في محنةٍ = في بلادِ الشَّامِ قد أضحتْ بلاءْ
والملايينُ ... وهـم أمَّتُنا = لـم يُـرَوا في أرضِهم إلا غُثـاءْ
فمتى يصحون من رقدتهم = ومتى يأتي زمانُ الأوفياءْ
قد دعاهُم ربُّهم ياليتهم = يعلمون اليومَ ما يَعني النِّداءْ
ليتهم يُصغون إذْ تُتْلَى على = سمعِهم آياتُه فيهـا انجلاءْ
وأحاديثُ نَبِـيٍّ حثَّهم = أنْ يروا في الدِّينِ عـــزًا وإبـاءْ
وجهادًا لقَّنَ العادي الذي = مـزَّقَ الشَّملَ بخبثٍ وافتراءْ :
أنَّ هذا الدِّينَ لن يُطوَى ولن = يرثَ الأرضَ سوى أهلِ البراءْ
من شبابٍ عشقتْهُم جنَّـةٌ = فلهم فيهـا خلودٌ وثنــاءْ
ورجالٍ لـم يبيعوا دينَهم = لطغاةٍ وجُناةٍ عملاءْ
ونساءٍ أُمُّهنَّ استأمنَتْ = فلدى المولى أمانٌ ورجاءْ
تِلْكُمُ عائشةٌ مابرحتْ = تُلبسُ النسوةَ من أسمى رداءْ
فَتَثَبَّتْنَ على هَديٍ أتى = من حبيبِ اللهِ خيرِ الأصفياءْ
هُـنَّ قارعْنَ طواغيتَ العِدا = ورأيْنَ الصَّبرَ عنوانَ التجاءْ
لإلـه العرشِ لا ينسى ولا = يترك الظالمَ يعثو بالدماءْ
في بلادٍ جاهدَتْ حتى ارتوتْ = من دمِ الشَّعبِ مغانيهـاالوضاءْ (4)
إنهـا الشامُ التي أكرمهـا = ربُّها الأعلى بميثاقِ العَـلاءْ
تقصمُ الظالمَ مهمـا عربدتْ = كفَّتاهُ اليومَ في الأرضِ النَّقاءْ
يمهلُ اللهُ ولكنْ أخـذُه = لشديدٌ ليس يُبقي السُّفهاءْ
وإلى اللهِ أَوَيْنَا ليس مَن = يدفعُ الظلمَ سِواهُ والبلاءْ
فانْصُرِ الركبَ إلهي إنَّـه = لـم يزلْ يحملُ للفتحِ اللـواءْ
وأجبْ ياربِّ مَن يدعـو إذا = أظلمَ الليلُ وأعيا النفسَ داءْ (5)
صعبَ الأمرُ علينا إنَّمـا = لـم نزلْ ياربِّ لليسرى فـداءْ (6)
فتقبَّلْ سعيَ قومي وأجبْ = دعـوةَ المظلومِ وَاكْفِ الأوفياءْ
وأقـلْ ياربَّنَـا عثرَتَهُمْ = وأَجِـرْهُم من نهاياتِ العَفاءْ (7)
إنَّـه الديَّانُ يفني قرنَهم = كقُرونٍ فانياتٍ بقضـاءْ
وتُـوفَّى كلُّ نفسِ كفرَتْ = في جحيمٍ ليس عنهُ من وِقاءْ
أيظنُّ المجرمون استنسروا = أنهـم ناجون في يوم الجـزاءْ ؟!
لا وربِّـي مالهم من ملجأٍ = من لظى يومئذٍ أو من خفـاءْ
إنَّـه يومُ الحسابِ ارتعدَتْ = فيه للأشرارِ كفُّ الكبرياءْ
لعنةُ الله عليهم دائمـا = إن أتوا حربًا على هَدْيِ النَّجاءْ
أو تمادوا بعدُ في طغيانِهم = ليس للطغيانِ في الدنيـا بقاءْ
فلدينا بُشْرياتٌ جمَّـةٌ = من لـَدُنْ ربِّي لركبِ الحنفـاءْ
خسئَ الطاغوتُ لا بُشرى لـه = ولـه العقبى هـلاكٌ وازدراءْ
ستُوارى من وجوهٍ أظلمتْ = في لحـودٍ ليس فيها من فضاءِ
كبَّلَتْها عربداتٌ ظمئتْ = لقلوبٍ عَبَدَتْ ربَّ السَّماءْ
وأقامتْ حصنَها من ثقةٍ = بإلهي وبعـزمٍ و مَضــاءْ
تصفعُ الأحقادَ في أحنائهم = وتـردُّ الصَّاعَ بالصَّاعين ساءْ
فالإساءاتُ توالتْ منهُـمُ = والجناياتُ وما هانَ الإبـاءْ
فلهـا إن شاءَ ربِّي أجلٌ = وسَتُطْوَى في دياجير العفاءْ
دورةُ الأيامِ من سُنَّتِه = جـَــلَّ ربِّي مالهم فيها عــزاءْ
والحكاياتُ التي نمَّقَهـا = كَذِبًـا إعلامُهم أو في رياءْ
كلُّها تُمحَى وتخبو نارُهم = ويعود الصبحُ في أبهى ضياءْ
قـد أتيناكَ إلهي فاستجبْ = مالدينا ربَّنَـا إلا الدعاءْ
مالدينا ربِّ إلا أنتَ إذ = لانوالي مَن مُحيَّاهم هَبـاءْ
فعلى قارعةِ الدربِ ثوى = ألفُ فرعون تمادى وأساءْ
وتعالى وارتوى من أمَّةٍ = من عُلُوٍّ وانتفاشٍ ودماءْ
فهو اللهُ تعالى قادرٌ = ولـه المُلكُ ويُجري مايشاءْ