الفاسق : هو كل مَن فعل حراما أو ترك واجبا إلهيًّا فرضه الله على عباده ،
فهو غيرعادل . لخروجه عن طاعة بارئه سبحانه وتعالى ، والفسق في
المصطلح الشرعي هو خروج الإنسان عن حدود الشرع ، واقتراف السيئات
المهلكات وسائر المنكرات والمحرمات . الكبائر منها و الصغائر إذا أصرَّ على
ارتكابها ، وأعظم الكبائر الشرك بالله الواحد الأحد وهو الكفر الذي يخلد
صاحبه في النار ، نسأل الله أن يتوب على مَن تاب ويعيده إلى جادة الصواب:
هوامش :
(1) اللظى : اللَّظَى : لهبُ النار الخالص لا دُخانَ فيه.
(2) يضائهون : يشابهون في الفسق والضلال والانحلال .
(3) حـادَدَ : مـالَ وجنحَ ، وعـدَلَ . وتأتي بمعنى الهرب أو الفرار من الأمر كما في
قوله تعالى : ( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بالحَقِّ ذلِكَ ماكُنْتَ مِنْهُ تَحِيْدُ ) .
(4) لاخلاق لهم : لانصيب لهم من الخير . ويتيم الجمان : الثَّمين من اللؤلؤ .
(5) الحَدَثَان : مصائب الأيام ونوائبهـا .
(6) الآية قولُه تعالى : ﴿ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ
شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ﴾ 145/
الأعـراف .
نكثوا عهودَ البارئِ الدَّيَّانِ = واستسلموا لقيادةِ الشيطانِ
وتنعَّموا بالموبقاتِ وهرولوا = بالفسقِ شطرَ الإثمِ والعصيانِ
فالغيظُ في أحنائهم يغلي على = مَن رامَ للفُسَّاقِ ظـلَّ أمانِ
حبطتْ لسوءِ فسادِهم أعمالُهم = في هـذه الدنيـا مع الخسرانِ
هاهـم قد اقترفوا بهـا آثامَهم = لكنْ قد اكتسبوا لظى النيرانِ (1)
وبها الجُناةُ يضائهون سواهُمُ = من زمرةِ السفهاءِ والأخـدانِ ( 2 )
ونأوا عن العملِ الذي تحيا به = تلك النفوسُ بغمرةِ الأزمانِ
واثّاقلُوا بل لـم يروا للدِّينِ من = فضلٍ ومن قيمٍ ومن إيمـانِ
بل ثبَّطوا مَن عاشَ في أسواقِهم = بل أدبروا عن دعـوةِ الفرقانِ
مَن حادَدَ الديَّانَ لم يظفرْ بما = وعدَ الكريمُ الناسَ من إحسانِ (3)
فأُولئكُمْ فُجَّـارُ قومٍ أمعنوا = بالكفرِ والإلحادِ والعدوانِ
فاسْتَمْرَؤوها لاخَلاقَ لهم وإن = نالـوا بدنياهُـم يتيمَ جُمـانِ (4)
حَبِطَتْ لسوءِ فسادِهـم أعمالُهم = وتناثرتْ في غمـرةِ الحَدَثَانِ (5)
سينالُهم غضبٌ من الديَّانِ لـم = يسلَمْ أخـو كفرٍ ولا أضغانِ
هـم حاربوا القيمَ الأثيرةَ ما انثَنوا = عن رميِها بالزورِ والبهتـانِ
وإلى مخازيهم لقد نفروا وما = نهضُوا لدينِ اللهِ كالفرسانِ
أبـدا ولا انبجستْ أساريرُ الرضا = بصدورِهم عن منهجِ الفرقانِ
وعن امتثالِ السُّنَّةِ الغرَّاءِ في = سِيَرِ الرجالِ بنورِها الربَّاني
ضلُّوا وحسبُهُمُ التبارُ يلوكُهم = شِدقاهُ بالشِّدَّاتِ والخذلانِ
والعُسرةُ الأخرى بِكَفَّيْ حِقبةٍ = لاتنتهي إلا على خُسْرانِ
لـم ينجُ مَن أغـراهُ شيطانُ الهوى = من نقمةٍ أخرى من الديَّـانِ
مَن حاربَ الإسلامَ يُرديه القضا = بالقتلِ أو بالموتِ أو بطعـانِ
هي شِدَّةٌ تلقاهُ في غدواته = هوجاءُ أو روحاتِه بمكانِ !
قدرٌ يغيظُ المرجفين وينجلي = عن نصرِ دينِ اللهِ في المَيْدانِ
أمَّا النفوسُ وقد تعاظمَ زيغُها = بعبادة السلطانِ والأوثانِ
وتَتَبُّعِ الشهواتِ في حاناتها = وتفسخِ الأخلاقِ والوجـدانِ
وإلى ممـالأةِ الرفاقِ وقد أتوا = مستنقعَ الفُسَّاقِ في الشُّطآنِ
وإلى دنيْءِ المنكراتِ أحلَّهـا = مَن خاضَ في الآثامِ والطغيانِ
تلك النفوسُ استدبرتْ ما أُنْزلَتْ = من آيةِ الأعـرافِ في القرآنِ (6)
واستعذبتْ عبثَ الوحوشِ بغابها = فتراهُمُ في الأرضِ كالذُّؤبانِ
تاهتْ وما فطنتْ لِمَـا قد ساقهـا = هذا الضياعُ لخسَّةٍ و هـوانِ
دار الغواة الفاسقين مآلهـا = للخسفِ يهدمُ عاليَ الأركانِ 1