طولُ الدَّهرِ أهواكِ
( أعارضُ في هذه القصيدة أبيات مشهورة لأبي الطيب المتنبي قالها في الغزل )
لقد أعجبني هذان البيتان من الشعر لأبي الطيب المتنبي المنشوران على صفحةِ أحدِ الأصدقاء في الفيسبوك :
فنظمتُ هذه الأبيات الشعريَّة ارتجالا ومُعارضة لهما :
إنِّي المُتيَّمُ طولَ الدَّهر أهواكِ ما كنتُ أدري الهوى من قبلِ لولاكِ
روحي فداكِ أيا سُؤلي ويا أملي الفجرُ يشرقُ دومًا من مُحَيَّاكِ
في القلبِ أنتِ وفي الوجدانِ باقية ٌ مهما ابتعدنا حياتي لستُ انساكِ
السعدُ أنتِ لقلبي والنعيمُ لهُ وكم ألاقِي ومن جمر وأشواكِ
عيناكِ وَحْيٌ وأسرارُ الوجودِ حَوتْ النّورُ والطهرُ يا دنيايَ دُنياكِ
يا توأمَ الروح يا دنيا مخلدة عطرُ الجنانِ ووردُ الروضِ خدَّاكِ
كلُّ السهامِ إذا ما أمطرَتْ جسَدِي فلا تنالُ الذي نالتهُ عيناكِ
ولو جيوشُ العدى حولي قدِ احتشَدَتْ ما كان خطبُهُمُ عندي كلقياكِ
مليكةُ الحُسنِ أنتِ الشَّمسِ ساطعة أنتِ المنارةُ لي في عتمِ أفلاكِ
وفي بُعادِكِ تبقى الروحُ في ألم ٍ وأنتِ مثليَ إنَّ البُعدَ أضناكِ
وكم صريع غرام ٍ فيكِ مُضطرِمٌ أنا المُمَيَّزُ دومًا بينَ قتلاكِ
الروحُ في ظمإ دومًا وفي ولهٍ لا يهنأ العيشُ إلا حين ألقاكِ
أنا المُتيَّمُ نارُ الوجدِ تشعلني أنا الحبيبُ وسحرٌ فيَّ أغواكِ
وإنَّني فارسُ الفرسانِ قاطبة ً زينُ الشبابِ وَغرِّيدُ الحِمى الشَّاكي
إنِّي انا الطائرُ الغريدُ في وطني للحُبِّ أشدُو .. لقلبٍ نازفٍ باكِ
كانَ انطلاقي وحيدًا دونما سندٍ مسيرتي فوق ألغام وأسلاكِ
راياتُنا فوق جفنِ النجم أرفعُهَا وَلي انحنى كلُّ مأفون وفتَّاكِ
هيهات مثليَ يُلقى شاعرًا فحلا وإنَّني فيَّ يُلقى كلُّ مَبغاكِ
نبعُ الحنانِ وفيكِ كلُّ مأتمَلي أنا الوحيدُ الذي في الحُبِّ أغراكِ
كلُّ الخمورِ التي كانت مُعتَّقة ً ليستْ كنشوةِ خمر صبَّهَا فاكِ
أنتِ الملاكُ الذي قد جاءَ يُسعدُني ما جنّة الخلدِ إلا دفءُ مغناكِ
وكان شعري إلى الأوطانِ أرسلهُ حتى عشقتُكِ ... ضَمَّتنِي حناياكِ
روائعُ الشعرِ في عينيكِ قد نُظِمَتْ حبيبة القلبِ آهٍ ما أحَيْلاكِ
وتفرشين وهادَ الفكرِ أشرعة ً يبقى مساري إلى العلياءِ مسراكِ
حيَّاكِ ربِّي أيا أيقونة ً خلدَتْ سبحانهُ هُوَ ربُّ الكون سوَّاكِ
العلمُ والطهرُ والإبداعُ فاجتمعوا سبحان ربِّيَ كلَّ الحسنِ أعطاكِ
وسوم: العدد 1046