هلّل بمولده إن كنت عاشقه

تقديم :

 في غرة شهر ربيع الأول لهذا اليوم من عام 1445  للهجرة المباركة الذي شرّفه الله عز وجل بمولد  سيد الخلق أجمعين ، وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ، وجريا على عادتي  بحلول  مناسبة مولده الشريف ، نظمت في مدحه هذه القصيدة متشفعا  إلى المولى جل في علاه بشفاعته عليه الصلاة والسلام يوم الفزع الأكبر . ولقد حلت بنا مناسبة مولده العطرة التي نسر بها كثيرا ، ونحن في حزن عميق على ضحايا الزلزال في مغربنا الحبيب، وعلى ضحايا السيل في الوطن الليبي الشقيق، ونحن راضون بقدر الله عز وجل ومحتسبون، ونسأله جل في علاه أن يتقبلهم في الشهداء عنده ، ويلهمنا جميعها وأهاليهم جميل الصبر والسلون  مع عظيم الأجر والثواب ، وأن يعجل بشفاء المصابين . وأرجو منه سبحانه وتعالى حسن القبول مع إخلاص النية لوجهه الكريم .

أصبــو إلى ذمــم مــا حنّــــت النُّزُعُ           وإن عفــت دمــنٌ ينتابني الفـــــــزع

شوقــا إلـى رغــــد والسحر ميسمها          كــــدرّة وفي الأصــــداف تلتمـــــــع

إنــي شغفـــت بها وشفّنـــــي  ولـــه          وحبّهـــــا خبـــــــل ياليتنــــــــي أدع

مــا صـدّني كبـَــري عنــها ولا عللٌ         أو أقنعــــت عظـــةٌ والشيب إذ يـــزع

أنّــــى لـــذي ولــــه سلــوى تحرره          من نيــــر فــاتنة  أسيرهــــا  ولــــــع

صبيـــحةٌ وَسُمـــت واحتار واصفها          وأعجـــــزت ذربـــا لســـــانه  صَنَـع

لـــولا مـــديح رســــول الله ألزمني          في مــدحه غـــزلا مــا قُلت أو سمعوا

مــن مثلـــه بقريض أنت مـــادحــه          خيــــر الورى نسبـــــا كـــلٌ له تبــع؟

ساد الورى فرحٌ في الأرض قاطبةً          بمولد حفلــــوا مـــن أجلـــه اجتمعـــوا

هـــلّل لمولــــده إن كنت عـــاشقَــه          سبحــــان مرســــله والورى مــــــزع

نــعم الرسول وقد طابت ســريرته          والسائرون على منـــــواله بــــرعــــوا

مـن مثــــله خُلُقـــا فالكَـلُّ يحمــــله          والضيف يُكـــــرمه وبيتـــه يَسَــــــــع؟

والمعدمون إذا أهداهمُ كسبــــــــوا          على نـــــوائب حـــــقّ مُسعــــفٌ شَجع

هـــذي الخصال له أثنت عليه بها           بنت الخُويلــــد لمّـــا راعــــه الفـــــزع

إذ جــاءها فَرقــــا يشكو لها جللا          فاستبشرت أمــــــلا  للــــه تَضَّــــــــرع

لمّــــا أتـــى مـــلك بالوحي أنبأه          في الغــــار أقرأه والــــكــون مستمــــــع

آي الكتـــاب تــــلا والله علّمـــه          من عنـــده حكمــا خُصّـــت بها  جُمَــــــع

تُلقى علـى بشــر من منبر ودعا         كـــل الخـــــلائق بالتوحيــــد قد طُبعـــــوا

ما حـاد عن رَشَـــد إلا عُصاتهمُ         والمقتدون به للـــــه قــــد ورعــــــــــــــوا

هــو السراج ودنيـا الناس حالكةٌ         وفـــي دجــــىً قمــــــرٌ بالنــــور مُلتمــــع

قـال الإلــه لــه أنت الخلاص إذا        مــا الكـــرب داهمهم من هـــــــوله فزعوا

بالسلم جئتهمُ والأمــــن إن أيسوا        أنت الرجــــاء إذا أضنـــــاهمُ الجــــــــزع

نعـــم الشفيـع إذا مـا سُعّرت سقر       وانفض من رحــــــم مــــا كــــان يجتمـــع

جـاء الرسـول بـآيـات مبيّنـــــــة        مـــن الإلـــــه هــــدىً يــرجــى بها الورع

وسُنـّــة شَرُفت طـــوبى لمتّبــــع        هــــدي النبــــيّ إذا مـــا الجُهَّـــل ابتدعــوا

أَســوت محجّته بيضاء ناصعـــة        للســــالكيـــــن بـــــلا أمـــــت وتتّســــــــع

إني وقفت بباب المصطفى رَغَبا        للعفـــــو أنشـــــــده مستغفــــــرٌ طمــــــــع

أنــا المسيء وأوزاري أنوء بهـا        مستسلما وجــــلا بالمصطفـــــى ضـــــرع

والله أســـــــأله بحبــــه مــــــددا       يـــوم التغـــــابن لا خـــــــلٌّ ولا شيــــــــــع

بالمصطفى ضرعـــي لله مبتهلا       والنـــــاس  قد كَــــربوا والحـــــوز مُنصدع

ودرنـةٌ غرقــت والغمــر غيّبها        في لطــــفه أملـــــي والكـــرب ينقشـــــــــع

والمصطفـى كنف وما استجار به      مـــن ضيقــــــه فـــــــزع إلا ويتّســـــــــــع

والله أحمـــــده حمـــــدا يليق بــه      ذلّـــــت لــــه رَقَـــــبٌ إن رُكّعـــا ركعـــــوا

ثم الصلاة على مـن ذكـــره سُبَحٌ      تُقضـــــى بـــها إرَبٌ إن مسّنـــــا الفــــــزع

 

 

وسوم: العدد 1050