( إلى الإخوة الأفاضل رواد الأدب الإسلامي تحية حب وتقدير )
هوامش :
- الروي :هو الحرف الذي تُبنى عليه القصيدة وتُنسب إليه فيقال: قصيدة دالية نسبة إلى حرف الدال، أو تائية نسبة إلى حرف التاء، وهكذا.وحرف الرَّوِيّ :هو آخر حرف صحيح في البيت ، وعليه تُبنى القصيدة وإليه تُنسب كما ذكرنا .
- يؤزُّها : تؤزُّهم أزًّا قال ابن عباس : تزعجهم إزعاجا من الطاعة إلى المعصية. وعنه رضي الله عنه : تغريهم إغراء بالشر.لعنهم الله .
المجدُ فيه فظلُّـه فينانُ = يسقي غراسَ ربيعِه القرآنُ
فالشِّعرُ صرحٌ للعقيدةِ لم يزل = والصِّيدُ فيه عمادُه المزدانُ
فهمُ الذين استبعدوا عبثَ الهوى = فله الهدى في نظمِه عنوانُ
هـو صفحةٌ بيضاءُ من أدب سما = يرعى سُمُوَّ حروفِه الإيمانُ
لم يأتِ بالتضليلِ فالكَلْمُ ازدهى = بالصِّدقِ قلبٌ صاغـه ولسانُ
فلأهلِه حللُ المودة والوفا = ولشانئيه المقتُ والخذلانُ
ماسخّروه لحاجة ممقوتة = ولسمعةٍ هي للهوى أكفانُ
ولمن أوى للصيتِ ماتَ بحسرةٍ = وضريحُه وطريحُه سيَّانُ
لمَّـا ينلْ عند الإلهِ مكانةً = تُرجى ينالُ نعيمَها الفرسانُ
مَن أخلصوا للهِ في غدواتهم = وصفـا لرفعةِ دينِه التِّبيانُ
لهمُ التهاني من لدنْ بلدانهم = وكأنَّها النسرينُ والريحانُ
عبقُ الأُخوَّةِ في ثنايا ركبِهم = تهمي بطيبِ أريجِه الأردانُ
حيثُ اللقاءُ وللقلوبِ محبَّةٌ = في كلِّ حينٍ شأنُه مزدانُ
شعرٌ بموقعِ أنسهم ذو رفعةٍ = والجمعُ حولَ أدائه نشوانُ
وإدارةٌ فيهِ رحيبٌ صدرُهـا = بتلفُّتٍ عـذْبٍ لـه استحسانُ
أدباؤُها الغرُّ الكرامُ شعارُهم = حسنُ الولاءِ وأفقُه العرفانُ
ومفكروها ماانثنوا عن بذلهم = فالجـودةُ الإيحـاءُ والإتقانُ
ولكلِّ مَن وافى إلى أفيائهـا = وله إلى عَذْبِ الحديثِ لسانُ
يلقى المـدى الفوَّاحَ في آنائها = يُغنيه حبٌّ صادقٌ و حنانُ
أكرمْ بهم من فيلقٍ خطواتُه = جـدَّتْ يؤمُّ بيانَها الأخـدانُ
فالشعرُ متجرُ فخرهم في سوقه = كسدَ الهُراءُ وغابتِ الأَضغانُ
والمقبلون ولن يردَّ وجوهَهُم = صـدٌّ فكلٌّ للهدى ظمـآنُ
قد بارك اللهُ العظيمُ خطاهُـمُ = في سعيِهم فتباركَ الرحمنُ
لهم المثوبةُ من لَدُنْ ربِّ الورى = ولهم جزاءُ الصِّدقِ والرضوانُ
ولهم رياحينُ المآثرِ والنَّدى = في ظلِّها إذ أثمرَ البستانُ
وَلْتُشْرقِ الصفحاتُ عَذْبًا صبحُها = فضحى مُحَيَّا وجهها فتَّانُ
لرفيفِ بوحِ الشعرِ يُزْجَى مجدُه = فخرًا يجددُ زهـوَه الإيمانُ
من قبلُ كان لأهلِه تعنو الحِجَى = إن قالَ في ذكرِ الهدى حسَّانُ
والخيرُ في الأصحابِ جندِ نبيِّنا = فلهم كريمُ الفضلِ والرضوانُ
كم شاعرٍ منهم يجاهدُ شعرُه = وكأنَّه سيفٌ لهم وسِنانُ
واليومَ والميدانُ فيه ضراوةٌ = والشِّعرُ هـزَّ إباءَه الشريانُ
وبه هفتْ نيرانُ قلبٍ ثائرٍ = وهنا تجيشُ وتوقدُ النيرانُ
والشعرُ إن صدرتْ قوافيه التي = قد أُوقدَتْ فرويُّه بركانُ (1)
يؤذي قلوبَ الظالمين يؤزُّها = فتصابُ من غليانه الأبدانُ (2)
بشرى لأهلِ الشِّعر والأدب الذي = يحيي النفوسَ وحقلُه الوجدانُ
للخيرِ تصنيفاتُه هلَّتْ كما = هلَّتْ سحائبُ مُزنُها هتَّانُ
والفذُّ أنت أخو الوفاءِ لديننا = ولكلِّ مَن لـم يرمِه النسيانُ
فأديبُنا الموهوبُ صاحبُ نفحةٍ = فمن المنى تتزوَّدُ الأردانُ
وبه استعادتْ أمتي تاريخَها = والمجدُ في أحضانها يقظانُ
وبشعره وبنثره وبقصَّةٍ = تُروى لنا قصصٌ وهُنَّ حِسانُ
ومن الينابيعِ الرخيَّةِ شَهدُها = يُسقى رحيقُ فراتِه الظمآنُ
يُغني مغانيها الأثيرةَ بهجةً = فنجيُّها لنسيمِها جـذلانُ
وبإخوةٍ طابتْ وطابَ حضورُهم = والشَّدوُ فيه نضيرُه الريَّانُ
ما كلُّ من رصف الكلامَ بكاتبٍ = إنْ لـم يحلِّقْ بالقلوبِ بيانُ
ولربَّ قـوَّالٍ غوى بكلامه = أو شذَّ يطوي زيفَه الهذيانُ
أو قال والأفعالُ تنفي قولَه = والزُّورُ في لمزاتِه هتَّـانُ
تأبى الحقائقُ أن تُقادَ برسنِه = ولو امتطاهـا أو خــلا الميدانُ
والشِّعرُ يُرضَى إنْ تلألأ حرفُـه = وزهـا بنورِ قويمِه البنيانُ
قولوا نُصِـخْ فالشِّعرُ عندكُـمُ علا = قدرًا وسوقُ جميلِه يزدانُ
والأُمسياتُ تَسُرُّ أربابَ النُّهى = إذ بارك استحسانَها الرحمنُ
قـم وارتقِ الرتبَ التي كانت لمَن = ترقى بطيبِ سلوكه الأوطانُ
يابن الأفاضلِ من بني هذا الهدى = يرعى خطاكَ البذلُ والإيمانُ
وأقلُّه هذا الشعورُ مترجِمًا = مافي ضميرِك صاغه الرضوانُ
ولربَّ همسِ قصيدةٍ يُصغي لها = قلبٌ تفورُ بحالِه الأحزانُ
تنزاحُ عنه سحائب الكدرِ الذي = أضناهُ فابتسمتْ له الأكوانُ
فسرى إلى مابين آفاقٍ زهـا = بجمالها الإيحاءُ والتبيانُ
وافترَّ وجهُ المنشدين سعادةً = إذْ نالَ بعضَ حُدائِهاالركبانُ
فمبارك لك ذا المقامُ بواحةٍ = خضراءَ روضُ ربيعها فينانُ
أغناهُ بارئُها بفضلٍ غامـرٍ = فله العطاء الجزلُ والسلوانُ
وهنالك انكفأتْ عباراتُ الأسى = فاستأنست بالقادمِ الأوزانُ
مَن عاشَ للقيمِ الوِضاءِ تهللتْ = في وجهه سمةٌ هي التحنانُ
قد مكَّن الإيمانُ فيه حصانةً = ماضرَّه من بعدها الطوفانُ
فخطاهُ لن ترضَى الغوايةَ منهجًا = أو يستسيغَ فسادَها سحبانُ
ضلَّتْ خطى المُتَلوِّنين فأُقعِدَتْ = قد سامها في سعيِها الخذلانُ
ونِـداك للدِّينِ الحنيفِ رسالةٌ = وافى بها لمَنْ اهتدى لقمانُ
فحباكَ بالقيمِ العزيزةِ منهلا = يأتي إليه الهـائمُ الحيرانُ
فأتيتَ دارَ المقتفين هداك في = زمنٍ تطيشُ لِمـا بـه الأذهانُ
فرحي به وبنبلِ جرأتك التي = ماسامها عبثٌ ولا طغيانُ
ودعاءُ قلبي أن نعيشَ أُخُـوَّةً = إذْ لاينالُ سُمُوَّهـا الشيطانُ
هي منهجُ الأصحابِ جندِ نَبِيِّنا = وبها يعيشُ لفضلِها الإنسانُ
أبلابلَ الدوحِ الموشَّى بالهدى = تيهي بها إذ راقتِ الألحـانُ
قدسيَّةً شاميَّةً لم تنتكسْ = رغـم العدوِّ شدا بها الفرسانُ
فتغلغلتْ في الأرضِ إسلاميَّةً = وربَتْ فظلُّ شموخِها فينانُ
قل للمكابرِ والمعاند والذي = هـو تائـهٌ ورفاقُه العميانُ
إنَّ الليالي مقبلاتٌ بالهدى = وبه النجاةُ فنورُه القرآنُ