( مع فجرِ صباح السبت 22/3/1445هـ هبَّ أبطال فلسطين ليلقنوا اليهود ومَن تهودوا درسًا لاتُنسى مآثرُه ، ولا تبلى محاسنُ على مــرِّ الأيام . حيثُ شنت فصائل المُقاومة الفلسطينية هجومًا كاسحًا على قواعد العدو المحتل الغاشم ومستوطناته ، حيث بطولة الأبرار المؤمنين بالله ، وشجاعة فرسان حماس الميامين ...) ، وأيقظت جنوده الجبناء على فوهات بنادق الحق، وأظهرت مقاطع مصورة اقتحام أبطال المقاومة الفلسطينية مواقع عسكرية ومستوطنات ومعابر كانت يومًا تعتبر من المستحيلات، وتم إطلاق تسمية طوفان الأقصى على المعركة، تقودها كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس ) :
جدِّدْ يقينَ القلبِ بالدعواتِ = مستشرفا لنفائسِ النفحاتِ
واهجرْ مجادلةَ الذين استسلموا = لعدوِّهم ولمحضنِ الشهواتِ
مَن أزعجتْهم غزوةُ الأبرارِ إذْ = نفضوا غبارَ الذُّلِّ والرَّهباتِ
الحقُّ أعلى شأنَهم إذ بايعوا = ربَّ الوجودِ ومنزلَ الآياتِ
طوفانُه : الأقصى يزمجرُ بالفدا = ويدوسُ رأسَ تَعَنُّتٍ لِبُغــاةِ
فرسانُه الأبطالُ ماهنوا ولم = تركعْ جباهُ الركبِ للشِّدَّاتِ
فحماسُ والجمعُ الأبيُّ بأرضنا = أرضِ الهدى والفتحِ والنجداتِ
هبُّوا وهم كالأسدِ في ساحِ الوغى = لم يجفلوا من قوةِ الغمراتِ
صانوا رسالتَهم ولم يستسلموا = لنداءِ مَن خانوا هدى السُّوراتِ
ولمَن يداهنُ أو يراوغُ أو يرى = ماقد رأى المغموسُ في النكباتِ
هم جملة العملاءِ باعوا أرضنا = وشعوبَنا ياويلهم لِعــداةِ
قل للمثبِّط والمغفَّلِ فارتحل = فمكانك الأجدى خدينُ هُــواةِ
فالعصرُ فيه ذئابُ غابٍ كشَّروا = عن نابِ طغيانٍ وظفرِ أذاةِ
هم يحسبون بأنَّ أُمَّةَ أحمد = ماتتْ ووحدةُ شملها لشَتاتِ
كلا فقد فُجِعتْ أمانيهم بما = أردى البغاةَ بظلمةِ الآهاتِ
أما اليهودُ فلن يروا يوما هنا = في راحةٍ في أيِّ ممتلكاتِ
وأحبَّةٌ كانوا لهم لن ينعموا = فاللهُ بالمرصادِ للسَّرواتِ !
خابتْ مساعي اللـؤمِ في غدواتهم = ورأوا غروبَ الجاهِ في الروحاتِ
لم يبق في ساحِ الكرامة غيرُ مَن = نادى بفضلِ الله للصَّلواتِ
الكلُّ تفنيه الليالي إنما = في اللحدِ سوءُ الهولِ والظلماتِ
ولمَن غـزا للهِ ينشدُ رِفعةً = للدِّينِ دينِ اللهِ في العزماتِ
هو ذلك المقدامُ في ساحِ الوغى = والثَّائرُ المغوارُ الغزواتِ
الحاملُ الرايات رايات الهدى = والمالئُ الصفحاتِ بالحسناتِ
خاضَ الغمارَ اليوم ينشدُ قائلا = أنا للجهادِ وطيبِ مُبْتَغَياتِ
سأعيشُ للإسلامِ لا لهراءِ مَن = هـم للهوى والذُّلِّ والزَّلاتِ
ثقتي بربِّي حَـيَّةٌ في القلبِ لم = يخمدْ ــ وربِّي ــ بغيُهم نبضاتي
فأنا على نبعِ اليقينِ ودفقِه = فاللهُ ربِّـي واليقينُ فراتي
أنا مايئستُ ولستُ أحيا يائسًا = فاليأسُ آفــةُ أكبر الآفاتِ
أنا مسلمٌ أصغي لكلِّ صحيفةٍ = تُتلَى عليَّ بأعذبِ الأصواتِ
أنا مسلمٌ للهِ عاشَ بأضلعي = خيرُ الربيعِ وبهجةُ البركاتِ
ناجزتُ أعداءَ العقيدةِ مَن لها = أرغى وأزبدَ كافرَ الوجهاتِ
أدلى بها إبليسُهم ليضلَّهم = بالشَّرِّ والإغـواءِ والشُّبهاتِ
فرأوا بأهلِ اللهِ اعداءً لهم = وتفنَّنُوا بالفتكِ بالدعواتِ
ظنُّوا بأنَّ الفتكَ يقصمُ ظهرَنا = ونسوا الإلــهَ بغمرةِ الشهواتِ
حتى رأينا الجاهليَّةَ أطبقتْ = تبغي اندثارَ فصولِنا العطراتِ
فأتى الشبابُ المسلمُ المقدامُ في = ركبٍ يقاتلُ كلَّ بغيٍ عــاتِ
واليوم والطوفانُ أجهضَ كِبرَهم = وتمرَّغتْ صهيونُ بالحسراتِ
واليوم قد بدأتْ تعيشُ مكانها = بجهادها الميمونِ في الجبهاتِ
ورأى بها المتطولون حكايةً = ذاتَ اعتزازٍ المجدِ بالرَّمياتِ
يرميهمُ الجبَّارُ جــلَّ جلالُه = ويذيقهم من سابغِ اللوعاتِ
ومن الهلاكِ وإن تمادوا إنهم = بيدِ القديرِ فليس من إفلاتِ
طوبى حماسُ فللبطولةِ أهلُها = والمجرمون اليومَ في السَّكراتِ
لقنْتِهم درسًا بليغا إنهم = عاشوا على كِبرٍ وسوءِ صفاتِ
واليومَ أحييْتُم مكانةَ أمسِنا = فعدوُّنا قد هامَ في الفلواتِ
طوفانُكم هـزَّ الطغاةَ وهـزَّ مَن = هُمْ نخبةٌ كالقشِّ في الهبواتِ !
وبنوا لهم زورَ المكانةِ إنَّمـا = لغوايةٍ والسَّعيِ للنزواتِ
وأتوا إليها ينفثون سمومَهم = فيفور سمُّ الحقدِ في المهجاتِ
لكنَّه الطوفانُ أغرقَ خِسَّةً = بنفوسِهم ليست من الهفواتِ
ولأنَّـه الدَّاءُ الذي يعــرو ولم = يجدوا له في الطِّبِّ من لمساتِ
يستصرخون وليَّهم وهو الذي = أعمى بصيرتَهم لهـدمِ الذَّاتِ
ولكم جموعُ المسلمين لنصرةٍ = لجهادكم بعزيمةٍ و ثباتِ
ولعله الطوفانُ يبعثُ عــزَّةً = بعدَ الأسى في أسوأ الهجعاتِ
ماالنصرُ بالقوَّاتِ سارَ ركابُها = لكنْ من الديَّانِ ذي القدراتِ
إنْ تنصروا الرحمنَ ينصرْكم على = هذا العدوِّ اعتزَّ بالقـوَّاتِ
إذْ عاشَ مغترًّا بجيشٍ حاشدٍ = ومساندٍ من تلكم القاراتِ
وترنَّحتْ أفواجُه في ذُلِّهـا = بالقتلِ أو بالأسرِ والطعناتِ
سيرى وقد دارَ الزمانُ لأُمَّـةٍ = مايُرتَجَى من أقدسِ النَّفراتِ
هي أمَّـةُ التوحيدِ مانامت على = ضيمٍ ولم تفْنَ من آفاتِ
وحماسُ فيهـا من طلائعِ يقظةٍ = للهِ إسلاميَّةِ البصماتِ
لم تنسَ دنياها مكانةَ مجدها = في العالمين وضيئةَ الصفحاتِ
حكمتْ رحابَ الأرضِ لم تظلم ولم = تسفكْ دماءَ الناسِ في الأشتاتِ
وبعدلهـا شهد العدوُّ ولم يزل = قرآنُها يدعو إلى الرحماتِ
وبسُنَّةِ المختار سيِّدنا الذي = أوفى البيانَ بأعذبِ الكلماتِ
وأتى ضياءً للوجودِ بأسْرِه = وطوى ضياعَ الناسِ في الظلماتِ
فرأتْ به الأمصارُ إذْ عاشت به = وكأنَّه الموعودُ في الجنَّاتِ
أكنافُ بيتِ المقدسِ اليوم انتشتْ = وتهلَّلتْ بالفتحِ والثَّاراتِ
هذا العدوُّ مكابرٌ ومعاندٌ = للهِ قبلُ بتلكم البعثاتِ
كم من نبيٍّ حينها قتلوا وكم = جحدوا لفضلِ اللهِ في السَّنواتِ !
فعقابُ ربِّك لليهودِ تصهينوا = هذا التبابُ وعيشةُ الأشتاتِ
ونهايةٌ يُرجَى مجيءُ أوانِهـا = حيثُ الحديثُ وليس في الشُّبُهاتِ
القدسُ والأقصى وما حول الحِمى = ملكٌ لأمتنا مع الجنباتِ
حيفا ويافا والخليلُ وما على = هذي الربا ومطارفُ العرصاتِ
ويزيدها الإسراءُ والمعراجُ من = فضلِ ومن مجدٍ لهـا وهباتِ
هيهاتَ ينعمُ في حماها ظالمٌ = متغطرسٌ قد عاث بالحرماتِ
والله يمهلُ مَن طغى لعقوبةٍ = لطغاةِ عصرِ فسادِهم وغُــزاةِ
طوفانُ غـزَّة صفعةٌ لمَن اشترى = وُ دَّ اليهودِ ولاذَ بالخيباتِ
وكأنها الأيامُ عادتْ والمغولُ . = . استأسدوا والقومُ كالأمواتِ !
حتى إذا وصلوا لغزَّة أُهلكوا = واللهُ ذو بطشٍ وذو نجداتِ
فتقهقروا والمسلمون بغزَّة = نالوا مكان العـزِّ بالآياتِ
واليوم صهينةُ العدوِّ تحطَّمتْ = بهديرِ طوفانٍ من اللعناتِ
فهمُ الحثالةُ سوفّ يُسفَى شرُّهم = ويزيلُ وهـمَ الناسِ بثُّ ثقاتِ
اللهُ أكبرُ فالحقيقةُ نورُها= باقٍ وأهلُ الريبِ في الظلماتِ
والمترفون بذلهم في غبطةٍ = للمترفاتِ رقصْنَ في الحاناتِ
واللهُ بالمرصادِ يسمعُ مكرهم = ويرى مخازيهم بغيرِ فـواتِ
وغـدًا غـدًا تُطوى وجوهٌ عـارُها = يرويه في الدنيا الزمانُ الآتي !