لله نصرُكِ يا غزَّة
هذا هو الدِّينُ، هذي عِزَّةُ الدِّينِ
من تحتِ أقدامِها كِبرُ الصَّهايينِ
مِن غزةَ العِزِّ قد هبَّتْ فتوَّتُها
كأنَّما هيَ هبَّاتُ البراكينِ
تلقى الأعادي بما أملَتْ عقيدَتَها
ففرَّ جيشُ يهودا كالجـراذينِ
النَّصرُ غايتُها، والموتُ عِدَّتُها
تسعى بوعدٍ من الرَّحمنِ مضمونِ
لم تخشَ ما كانَ من جُندٍ وأسلحةٍ
وكلُّ ما كانَ من حشدٍ وتحصينِ
وعهدُها العهدُ أن تمضي وغايتُها
إثباتُ حقٍّ، وتحريرُ المساجينِ
تعدو لنصرٍ جلالُ اللهِ قدَّرَهُ
أبدى به اللهُ سرَّ الكافِ والنُّونِ
فيا لهُ اللهُ من نصرٍ به صمَدَتْ
زحفٌ أعاد لقومي عِزَّةَ الدِّينِ
وكلُّ حرٍّ لنصرِ الحقِّ متَّقدٍ
يرى بأعظمِ نصرٍ ألفَ تطمينِ
قد ذلَّ من بأسِهم ما قد أُريدَ بهم
فحَوَّلوهُ إلى نصرٍ وتمكينِ
في البرِّ في البحرِ في الأجواءِ تُمطِرُها
بما رآهُ الأعادي عصفَ تِنِّينِ
صانوا به عِزَّ إيمانٍ ومعتَقَدٍ
قد ضيَّعَتْهُ ألاعيبُ السَّلاطينِ
وكلُّ جيشٍ أعدُّوهُ لعِزَّتِنا
أمسى يُقتِّلُ أهلي بالملايينِ
أمْنُ الأعادي لديهم أمنُ أمَّتِهمْ
كلاهما صارَ مقرونًا بمقرونِ
فلا تعدُّ أساراهمْ ومن قَتلوا
وما تحرَّّقَ من أكداسِ مخزونِ
في نفرةٍ لحُماةِ العِزِّ صادقةٍ
أزيلَ ما شِيدَ من مكرِ الملاعينِ
أما أعدُّوا له إبداعَ معرفةٍ
قد فاقَ ما جدَّ من علمِ الأساطينِ
جنَّاتُ ربِّكَ في أبصارِهمْ سَكَنَتْ
فما استُميلوا إلى لهْوٍ وتزيينِ
فالنَّصرُ نصرُهمو في اللوحِ كانَ لهُمْ
من قبلِ أنْ قِيلَ للدُّنيا ألا كوني
نصرٌ من اللهِ قد أسكنتُهُ بصَري
ولمْ يكُنْ عنهُ ما في الأرضِ يُغريني
ألَمْ نَعِشْ إخوةً في اللهِ وحَّدَنا
وعدٌ من اللهِ يؤتى جِدَّ مأمونِ
عِشنا نؤمِّلُهُ نصرًا ونرقبُهُ
مهما نعانيهِ من بطشِ الفراعينِ
عليهِ قد نُشِّئتْ أبطالُ غزَّتِنا
فهُمْ لِعزَّتِنا خيرُ القرابينِ
عاشوا الجِهادَ يدًا تبني وبذلَ دمٍ
وهدْيُ من عاشَ في بعدٍ عن الدِّينِ
أبو عبيدَةَ قد أحيَتْ بسالَتُهُ
أبا عبيدَةَ جرَّاحَ الميادينِ
أمينُ أمَّةِ خيرِ الرُّسْلِ فارِسُها
سميُّهُ اليومَ من أودى بصهيونِ
اللهُ للنَّصرِ قد أهداهُما كرمًا
والنَّصرُ يؤتى لِمنْ لم يرضَ بالدُّونِ
قد أنجزَ اللهُ فيهم ألفَ مُعجِزَةٍ
فاقَتْ بإعدادِها عِلْمَ الأساطينِ
نصرٌ لأجيالِنا الرَّحمنُ بارَكَهُ
كما يُباركَ في بدرٍ وحِطِّينِ
وسوم: العدد 1058