*نشرت هذه القصيدة في الملحق الأدبي لجريدة الندوة المكية
العدد (11360) ــــــ تاريخ 5/ ذو القعدة /1416 هـ
نَحْيَا لِيَبْلُوَنَا رَبِّي إِلَى الْأَجَلِ = فِي اَلْمَالِ وَالنَّفْسِ وَالْأَوْلَادِ وَالْعَمَلِ
فَإِنَّ أُصِيبَ أُنَاسٌ فِي حَيَاتِهِمُ = بِهِنَّ أَوْ رُوِّعُوا من حَادِثٍ جَلَلِ
فَلْيَحْمَدُوا اَللَّهَ فِي اَلْمَكْرُوهِ حَيْثُ لَهُمْ = أَجْرٌ وَوَاجِبُهُمْ أَخْذُ اَلْعِلَاجِ يَلِي
فَسَنَّةُ اَللَّهِ فِي اَلْإِنْسَانِ مَاضِيَةٌ = وَمَا عَلَيْهِ سَوَى سَعْيٍ لِمُمْتَثِلِ
يَا مُبْتَلَى بِالْأَذَى وَالضِيقِ مِنْ صَمَمٍ = أَبْشِرْ بُنَيَّ فَهَذَا مَعْهَدُ اَلْأَمَلِ
يَرْعَاكَ حَتَّى تَرَى أَيَّامَكَ اِبْتَسَمَتْ = بِالْخَيْرِ فِي عِوَضٍ لِلنُّطْقِ مُتَّصِلِ
مَا قَدْرُ اَللَّهُ فِي اَلدُّنْيَا عَلَى أَحَدٍ = فَفِيهِ خَيْرٌ لَهُ يَخْفَى عَلَى اَلْعِجِلِ
يُثِيبُهُ اَللَّهُ يَوْمَ اَلْحَشْرِ مَنْزِلَةً = وَذَا اَلْحَدِيثُ أَتَى عَنْ سَيِّدِ اَلرُّسُلِ
وَتُدْرِكُ اَلْمُبْتَلَى بِاللُّطْفِ رَحْمَتُهُ = وَيَوْمَهَا لَا يَرَى فِي اَلْخُلْدِ مِنْ عِلَلِ
وَإِنَّمَـا اَلصَّبْرُ قَدْ كَانَتْ مَزِيَّتُهُ = بِمَا لَهُ مِنْ يَدٍ فِي اَلصِّدْقِ لَمْ تَملِ
* * * = * * *
رَأَيْتُ فِي اَلْمَعْهَدِ اَلْمَأْمُولِ كَوْكَبَةً = مِنْ اَلتَّلَامِيذِ دَافْوَا اَلْعَيْشَ بِالْأَمَلِ
بَرَاءَةٌ اَلطُّهْرِ فِي أَحنائِهِمْ وَمَضَتْ = وَبَهْجَةُ اَلصَّبْرِ تَلَقَّاهَا عَنْ اَلْمُقِلِ
وَعَثْرَةُ اَلْوَعْيِ بِالتَّسْلِيمِ أَبْدَلَهَا = رَبُّ اَلسَّمَاءِ وَهَذَا اَلْفَضْلُ لَمْ يَزَلِ
يَسْتَقْبِلُونَكَ وَالْآمَالُ عِنْدَهُمُ = رُؤْيَاكَ مُبْتَسِمًا تَحْيَا بِلَا دَخلِ
وَنَظْرَةٌ مِنْكَ إِنْسَانِيَّةٌ حَمَّلَتْ = كُلَّ اَلْحَنَانِ وَكُلَّ اَلْعَطْفِ وَالْمُثُلِ
تَحْيِي اَلرِّعَايَةُ بَالْعَانِينَ مَا دَفَنَتْ = يَدُ اَلْمُصَابِ وَمَا أَوْدَتْ يَدُ اَلْمَلَلِ
وَتَسْتَقِيمُ بِهَا أَحْوَالُ أَنْفُسِهُمْ = وَيَرْتَقُونَ بِهَا مِنْ خَيْبَةِ اَلْفَشَلِ
لَا ضَيْرَ مِنْ صَمَّمٍ قَاسٍ وَمِنْ بَكَمٍ = إِنَّ كَانَ لِلْبُكْمِ أَوْ لِلصُّمِّ مِنْ خَوَّلَ
مِنْ أُسْرَةٍ لِبَنِيهَا اَلْعُمْرَ مَا بَرِحَتْ = تَضُمُّهُمْ بِهَوًى لِلْوَعْي مُشْتَمِلِ
وَمِنْ يَدِي رَحْمَةٍ فِي كُلِّ مُجْتَمَعٍ = تَسْعَى بِهِمْ أَبَدًا فِي أَكْرَمِ اَلسُّبُلِ
وكَمِثْلِ أَجْدَادِنَا كَانُوا لَهُمْ سَنَدًا = وَكَانَ لِلنَّاسِ فِيهِمْ أَرْوَعُ اَلْمَثَلِ
وَلَنْ يَخِيْبَ رَجَاءٌ عِنْدَ أُمَّتِنَا = وَفِيهِمُ اَلْمُقْتَدُونَ اَلْيَوْمَ بِالْأُوَلِ
فَانْظُرْ بِعَيْنِكَ فِي تارِيخِ مَجْدِهم = تَــــرَ اَلْعِنَايَةَ فِي حِــــلٍّ وَمُرْتَحَلِ
هَذِهِ اَلْمَشَافِي وَتِلْكَ اَلدَّوْرُ قَدْ فَتَحَتْ = أَبْوَابَهَا لِتَلَافِي اَلدَّاءِ فِي عَجَلِ
وَلِلْعِلَاجِ بِهَا جَاءَتْ رِعَايَتُهَا = لِأَهْلِ هَذَا اَلْعَيَا أَوْ تِلْكُمُ اَلْعِلَلِ
لِلصُّمِّ وَالْبُكْمِ وَالْأَمْرَاضِ قَاطِبَةً = إِذَا تَفَشَّتْ وَلِلْحُمَّى وَلِلشَّلَلِ
يعَالَجُونْ وَلَا يَخْشَوْنَ إِذْ قَدَّمُوا = فَلَيْسَ لِلْخَوْفِ وَالْإِهْمَالِ مِنْ بَدَلِ :
إِلَّا اَلْمَآسِيَ وَفِيهَا كُلُّ مُعْضِلَةٍ = أَمَّا اَلشِّفَاءُ فَيَغْدُو غَيَّرَ مُحْتَمَلِ
فَقَارِبُواَ عِنْدَ هَذَا اَلْأَمْرِ وَامْتَثِلُوا = وَسَدِّدُوا وَاحْمِلوا اَلْمَرْضَى إِلَى اَلْأَمَلِ
فَإِنَّمَا اَلدَّاءُ تَسْتَشْرِي عَوَاقِبُهُ = إِنْ أَهْمَلَ اَلدَّاءُ مِنْ رَيْبٍ وَمِنْ وَجِلٍ
كَالْأُذُنِ إِنْ نَابَهَا دَاءً وَمَا وَجَدَتْ = لَهُ اَلدَّوَاءَ سِوَى اَلْإِهْمَالِ وَالْكَسَلِ
وَجَدْتَهَا عَنْ سَمَاعِ اَلصَّوْتِ وَاهِيَةً = وَعَاثَ فِيهَا اِلْتِهَابُ اَلْأُذُنِ بِالثِّقَلِ
وَرُبَّمَا فَقَدَتْ مَا كَانَ أَكْرَمَهَا = بِهِ اَلْمُهِينُ مِنْ سَمْعٍ بِلَا خَلَلِ
سُبْحَانَ مِنْ بَــــــرَاْ فِي اَلْجِسْمِ أَجْهِزَةً = لِلسَّمْعِ وَالنُّطْقِ وَالْإبْصَارِ فِي اَلْأَزَلِ
وَصَانَهَا فَعِظَامُ اَلْجِسْمِ تَحْفَظُهَا = وَبِالرِّعَايَةِ تَنْجُو مِنْ أَذَى اَلْعَطَلِ
فَلْنَحْفَظِ اَلنِّعَمَ اَللَّاتِي نَعِيشُ بِهَا = فِي صُورَةِ زِينَتْهَا أَجْمَلُ اَلْحُلَلِ
وَإِنْ أُصِبْنَا فَبَابُ اَلطِّبِّ ذُو سَعَةٍ = وَطَابَ مِنْ مِبْضَعٍ لِلطِّبِّ مُكْتَمِلِ
لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ لَيْسَ يَهْجُرِهِ = إِلَّا اَلْجَهُولُ اَلَّذِي قَدْ بَاءَ بِالْفَشَلِ
فَيَا مَرِيضًا بِدَاءٍ لَا تَكُنْ كَسِلاً = وَاحْمِلْ خُطَاكَ بِعَزْمٍ اَلصَّابِرِ اَلْجَذَلِ
وَطَوِّعِ اَلنَّفْسَ بِالْإِيمَانِ مُبْتَغِيًا = مَاءَ اَلشِّفَاءِ وَقَلْ : يَا نَفْس فَاغْتَسِلِي
وَقَلْ لَهَا صَادِقًا : يَا نَفْس ذَا قَدْرٌ= لَا تَجْزَعِي وَعَلَى اَلرَّحْمَنِ فَاتَّكِلِي
قَدْ بَيَّنَ اَللَّهُ فِي اَلتَّنْزِيلِ حِكْمَتَهُ = وَصَارَ كُلُّ مُغَطًى لِلْعُقُولِ جَلِي
وَفَازَ بِالسَّبِّقِ طِبُّ اَلْعَصْرِ حِينَ أَتَى = وَفَنَّدَ اَلْعلمُ زورَ اَلرَّيْبِ وَالدَّجْلِ
وَلَمْ يَزَلْ مِنْ كِتَابِ اَللَّهِ مَنْبَعُهُ = وَاَللَّهُ – جَلَّ – هُوَ المأمـولُ لِلْعِلَلِ